تطور “هيوماين” السعودية، التابعة لصندوق الاستثمارات العامة، حاسوباً مع ذكاء اصطناعي مدمج سيتم إطلاقه خلال الأشهر المقبلة، حسبما كشف نائب الرئيس التنفيذي في الشركة ياسر العنيزان لـ”الشرق”.
“لدينا نسخ يعمل عليها موظفو الشركة داخلياً، ونستخدمه بشكل يومي يهدف تحسينه بحيث يكون جاهزاً للإطلاق في الأشهر القادمة”، حسبما أفاد العنيزان، مضيفاً إنه كمبيوتر ذكاء اصطناعي وليس كمبيوتراً عادياً.
أطلقت “هيوماين” أمس الإثنين تطبيق المحادثة الجديد “هيوماين تشات”، المدعوم بنموذج اللغة الكبير “علام”، والذي يتميز بقدرته على التفاعل باللغتين العربية والإنجليزية، مع دعم لهجات عربية متعددة مثل المصرية واللبنانية، فضلاً عن تصميم يعكس الهوية الثقافية والقيم المحلية.
تم تدريب هذا النموذج على بيانات تضم أكثر من 500 مليار كلمة، منها صحف وكتب ورسائل دكتوراه ومواد طبية وعلمية، بالإضافة إلى العنصر البشري الذي ضم خبراء في كافة المجالات للإشراف على جودة الإجابات، وهو ما يساعد على تحسين النموذج، بحسب العنيزان.
أضاف: “نحن أطلقنا النموذج في المملكة، وقد استثمرنا فيه جيداً، لكننا الآن ننتظر آراء وتعليقات المستخدمين بهدف الاستمرار في تطويره”.
استثمارات واستحواذات
وذكر العنيزان أن استراتيجية “هيوماين” تقوم على التعاون مع شركات رائدة في مجال الذكاء الاصطناعي، بالإضافة إلى الاستثمار أو الاستحواذ على شركات في تخصصات معينة غير متوفرة في السوق المحلي.
وعزا هذه الاستراتيجية إلى أن مجال الذكاء الاصطناعي متشعب ومتسارع جداً، مشيراً إلى أن الشركة لن تعتمد على قدراتها الحالية بل على القطاعات المستقبلية أيضاً، مع تطلعها للمنافسة عالمياً.
تسعى الشركة السعودية إلى توسيع استثماراتها في مجالات مراكز البيانات والحوسبة السحابية والنماذج اللغوية الضخمة، كما كشفت عن خطط لإطلاق صندوق استثماري بقيمة 10 مليارات دولار لدعم شركات التكنولوجيا الناشئة، بما يرسخ مكانتها كلاعب محوري في مستقبل الاقتصاد الرقمي في المنطقة.
واستحوذت “هيوماين” في وقت سابق على مشروع “علام” من الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (سدايا)، في إطار خطة أوسع لبناء قدرات محلية متقدمة.
وخلال زيارة الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، إلى الرياض في مايو الماضي، أبرمت الشركة اتفاقيات مع شركتي “إنفيديا” و”AMD” لتأمين شرائح متطورة لمراكز بيانات عملاقة تخطط لبنائها بطاقة تصل إلى 1.9 غيغاواط بحلول 2030.