وقّعت الهيئة السعودية للمهندسين ومؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع (موهبة) مذكرة تفاهم تاريخية في الرياض، تهدف إلى تطوير المهارات الهندسية لدى الطلاب الموهوبين في المملكة. جاء التوقيع على هامش مشاركة الهيئة في معرض “سيتي سكيب العالمي 2025” المنعقد في مركز الرياض الدولي للمعارض والمؤتمرات، والذي بدأ في السابع عشر من نوفمبر الحالي. تهدف هذه الشراكة إلى تعزيز التعاون المشترك في مجالات التدريب والتطوير، وتقديم الدعم اللازم للجيل القادم من المهندسين.
تم توقيع المذكرة بحضور مسؤولين من كلا المؤسستين، مما يؤكد على أهمية هذه الخطوة في دعم رؤية المملكة 2030. يهدف التعاون إلى إطلاق مبادرات وبرامج مشتركة تساهم في اكتشاف وتنمية المواهب الهندسية الشابة، وتأهيلهم لسوق العمل المتنامي في القطاعات الهندسية المختلفة. يأتي هذا في وقت تشهد فيه المملكة تحولات كبيرة في البنية التحتية والتنمية العمرانية.
تعزيز المهارات الهندسية من خلال التعاون الاستراتيجي
تعتبر هذه المذكرة خطوة مهمة نحو تحقيق أهداف المملكة في مجال التعليم والتدريب المهني. تسعى الهيئة السعودية للمهندسين إلى رفع مستوى المهنة الهندسية في المملكة، بينما تعمل مؤسسة موهبة على رعاية ودعم الموهوبين في مختلف المجالات، بما في ذلك الهندسة. من خلال الجمع بين خبرات المؤسستين، يمكن تحقيق نتائج ملموسة في تطوير الكفاءات الهندسية الوطنية.
أهداف مذكرة التفاهم
تتضمن مذكرة التفاهم عدة أهداف رئيسية، من بينها:
• تطوير برامج تدريبية متخصصة للطلاب الموهوبين في المجالات الهندسية المختلفة.
• تنظيم ورش عمل وندوات علمية لتبادل الخبرات والمعرفة بين المهندسين والطلاب.
• تقديم الدعم المادي والمعنوي للطلاب الموهوبين للمشاركة في المسابقات والفعاليات الهندسية المحلية والدولية.
• إجراء البحوث والدراسات المشتركة في المجالات الهندسية ذات الأولوية.
بالإضافة إلى ذلك، تسعى المؤسستان إلى إنشاء منصة رقمية مشتركة لتبادل المعلومات والموارد التعليمية، وتوفير فرص التواصل بين المهندسين والطلاب. هذه المنصة ستساهم في تسهيل عملية التعلم والتطوير المهني، وستمكن الطلاب من الوصول إلى أحدث التقنيات والمعارف في مجال الهندسة.
يأتي هذا التعاون في سياق الاهتمام المتزايد بتطوير التعليم الهندسي في المملكة. وفقًا لتقارير وزارة التعليم، هناك حاجة متزايدة للمهندسين المؤهلين في مختلف القطاعات، بما في ذلك البناء والتشييد والطاقة والنقل. لذلك، فإن الاستثمار في تطوير المهارات الهندسية للطلاب الموهوبين يعتبر أمرًا ضروريًا لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
من ناحية أخرى، يمثل معرض “سيتي سكيب العالمي 2025” منصة هامة لعرض أحدث التقنيات والابتكارات في مجال التنمية العمرانية والبنية التحتية. تشارك الهيئة السعودية للمهندسين في المعرض بهدف تعزيز دور المهندسين في تحقيق رؤية المملكة 2030، وتبادل الخبرات مع الخبراء والمتخصصين من مختلف أنحاء العالم. كما يتيح المعرض فرصة للتعرف على أفضل الممارسات في مجال التصميم الهندسي والتخطيط العمراني.
ومع ذلك، يواجه تطوير المهارات الهندسية في المملكة بعض التحديات، مثل نقص الكفاءات المتخصصة في بعض المجالات، والحاجة إلى تحديث المناهج الدراسية لتواكب التطورات التكنولوجية السريعة. لذلك، فإن التعاون بين الهيئة السعودية للمهندسين ومؤسسة موهبة يمثل خطوة مهمة نحو التغلب على هذه التحديات، وتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
في المقابل، تشير بعض الدراسات إلى أن هناك فجوة بين مخرجات التعليم الهندسي واحتياجات سوق العمل. لذلك، من الضروري العمل على تطوير برامج تدريبية عملية تركز على تزويد الطلاب بالمهارات اللازمة للنجاح في سوق العمل. كما يجب تعزيز التعاون بين المؤسسات التعليمية والقطاع الخاص لتلبية احتياجات سوق العمل المتغيرة.
من المتوقع أن تبدأ المؤسستان في تنفيذ المبادرات والبرامج المشتركة في الربع الأول من العام القادم. سيتم تشكيل لجان مشتركة لتحديد الأولويات ووضع الخطط التنفيذية، وتقييم النتائج بشكل دوري. يبقى من المبكر تحديد الأثر الكامل لهذه الشراكة، ولكن من المؤكد أنها ستساهم في تطوير الكوادر الهندسية الوطنية، وتعزيز مكانة المملكة كمركز إقليمي للابتكار والتميز في مجال الهندسة.
في الختام، يمثل توقيع هذه المذكرة خطوة إيجابية نحو تحقيق أهداف المملكة في مجال التعليم والتدريب المهني. سيتم متابعة تنفيذ هذه المذكرة وتقييم نتائجها بشكل دوري، مع الأخذ في الاعتبار التطورات في سوق العمل والاحتياجات المتغيرة للمجتمع. من الضروري الاستمرار في الاستثمار في تطوير المهارات الهندسية للطلاب الموهوبين، لضمان مستقبل مشرق للمملكة.






