أعلنت هيئة التراث السعودية عن إطلاق مهرجان “شراع” في مواقع ساحلية مختلفة بالمملكة، مُركزةً على التراث البحري الغني للمنطقة. يهدف المهرجان إلى إحياء المهن البحرية التقليدية وتعزيز الوعي بأهمية هذا الجانب من الثقافة السعودية. وسيقام المهرجان خلال الفترة القادمة، مع تفاصيل محددة سيتم الإعلان عنها لاحقًا.
يُعد “شراع” مبادرة ثقافية واقتصادية تهدف إلى جذب السياح والزوار المهتمين بالتراث البحري. ومن المتوقع أن يستمر المهرجان لعدة أسابيع، ويضم فعاليات متنوعة تستهدف جميع الفئات العمرية. ويهدف هذا الحدث إلى دعم المجتمعات المحلية وتعزيز مكانة المملكة كوجهة سياحية ثقافية رائدة.
مهرجان شراع: نافذة على التراث البحري للمملكة
يمثل المهرجان فرصة فريدة للتعرف على تاريخ الإبحار في المملكة العربية السعودية. تُشير التقارير إلى أن الساحل السعودي كان نقطة وصل حيوية بين الحضارات القديمة، وأن للمملكة دور هام في التجارة البحرية عبر العصور. سيسلط المهرجان الضوء على هذه الحقائق التاريخية.
عروض بصرية وتجارب تفاعلية
سيقدم المهرجان مجموعة متنوعة من الأنشطة والعروض التي تحاكي الحياة البحرية التقليدية. تشمل هذه الأنشطة عروضًا ضوئية مُتقنة على السفن الخشبية التقليدية، وورش عمل تعليمية حول فنون “القلافة” وبناء السفن. بالإضافة إلى ذلك، سيتم تنظيم فعاليات تفاعلية تُمكّن الزوار من تجربة بعض مهارات الإبحار بأنفسهم.
مناطق المهرجان وتصنيفاتها
تم تقسيم المهرجان إلى عدة مناطق، كل منطقة تحمل اسمًا يعكس الموروث البحري والثقافي للمملكة. منطقة “القلافة” ستكون مخصصة للمعرض الذي يستعرض أدوات ومعدات بناء السفن التقليدية، بينما ستستضيف منطقة “القفال” العروض المسرحية والفعاليات الثقافية. أما منطقة “الدانة” فستُركز على الفنون والحرف اليدوية المرتبطة بالبحر، في حين ستوفر منطقة “الطواشين” المنتجات المحلية والمأكولات التقليدية.
بالإضافة إلى هذه المناطق الرئيسية، سيضم المهرجان أجنحة خاصة لهيئة التراث والحرفيين المحليين. تهدف هذه الأجنحة إلى دعم الحرف اليدوية التقليدية وتعزيز قدرات الحرفيين في الحفاظ على هذه المهارات للأجيال القادمة. وتشمل الأنشطة أيضًا عرض مجسمات فنية وجمالية مستوحاة من عالم البحار.
أهمية المهرجان ورؤية المملكة 2030
تؤكد هيئة التراث أن تنظيم مهرجان “شراع” يتماشى بشكل كامل مع أهداف رؤية المملكة 2030. تُركز الرؤية بشكل خاص على صون التراث الوطني وتعزيز الهوية الثقافية للمملكة. كما تهدف الرؤية إلى تنويع مصادر الدخل وتحويل المواقع الثقافية إلى منصات حية للتفاعل والمعرفة.
علاوة على ذلك، فإن هذا المهرجان يسهم في دعم المجتمعات المحلية من خلال توفير فرص عمل جديدة وتعزيز السياحة الداخلية. ووفقًا لبيانات السياحة في المملكة، فإن السياحة الثقافية تشهد نموًا ملحوظًا، مما يؤكد أهمية الاستثمار في هذا المجال. والفعاليات السياحية كـ”شراع” ترفع من جاذبية المملكة.
بالنظر إلى اهتمام وزارة الثقافة بتطوير البنية التحتية الثقافية، فمن المتوقع أن يشهد المهرجان دعمًا كبيرًا من مختلف الجهات الحكومية والخاصة. يهدف هذا الدعم إلى ضمان نجاح المهرجان وتحقيق أهدافه المرجوة في إحياء التراث البحري وتعزيز التنمية المستدامة.
الاستعدادات جارية حاليًا لتحديد المواقع الدقيقة للمهرجان وتجهيزها لاستقبال الزوار. ومن المنتظر أن يتم الإعلان عن الجدول الزمني الكامل للفعاليات والمشاركة المتوقعة في أقرب وقت ممكن. ومع ذلك، لا تزال بعض التفاصيل قيد الدراسة، مثل إجراءات السلامة والتدابير الوقائية المتعلقة بالصحة العامة.
تتطلع هيئة التراث إلى أن يكون مهرجان “شراع” حدثًا سنويًا يساهم في تعزيز مكانة المملكة كمركز ثقافي وسياحي عالمي. بالإضافة إلى ذلك، فإنه يمثل استثمارًا هامًا في مستقبل التراث البحري للأجيال القادمة.






