حذرت هيئة الأمم المتحدة للمرأة من أن الاغتصاب يستخدم عمدا وبشكل منهجي في السودان، حيث تتفشى المجاعة وانعدام الأمن الغذائي على نطاق واسع. وأكدت المديرة الإقليمية للهيئة، آنا موتافاتي، خلال مؤتمر صحفي في جنيف، أن النساء في السودان يتعرضن لانتهاكات جسيمة.
وقالت موتافاتي إن شهادات النساء من مدينة الفاشر كشفت عن معاناة مروعة، حيث اضطرت النساء الحوامل لوضع أطفالهن في الشوارع بعد تدمير آخر مستشفى ولادة في المدينة. وقد دفعت هذه الانتهاكات آلاف النساء والفتيات إلى الفرار نحو بلدات أخرى.
تفشي المجاعة وانعدام الأمن
وأكدت موتافاتي أن أجساد النساء أصبحت مسرحا للجريمة في السودان، محذرة من أنه لا أماكن آمنة متبقية يمكن للنساء فيها الحصول على الحماية أو الدعم النفسي والاجتماعي. وأضافت أن الكرامة الأساسية انهارت بالكامل في ظل هذه الظروف.
وأشارت إلى أن عبوة الفوط الصحية الواحدة تُباع بنحو 27 دولارا في شمال دارفور، بينما يبلغ متوسط المساعدة النقدية الإنسانية للأسرة نحو 150 دولارا شهريا فقط لأسرة مكونة من 6 أفراد. وأكدت أن الجوع الذي تعانيه النساء يؤدي إلى آثار مضاعفة.
الآثار الإنسانية
ونقلت الهيئة تحليلا للأمن الغذائي أُجري أوائل الشهر الجاري، والذي أكد وجود المجاعة في الفاشر وكادقلي. وحذرت المديرة العامة للمنظمة الدولية للهجرة، إيمي بوب، من أن الانتهاكات الواسعة وانعدام الأمن في الفاشر أدت إلى موجة نزوح ضخمة.
وقالت بوب إن فرق المنظمة تستجيب حيثما أمكن، لكن نقص الإمدادات وانعدام الأمن يمنعان الوصول إلا إلى جزء ضئيل من المحتاجين. وأضافت أن العمليات الإنسانية توشك على الانهيار الكامل دون تمويل عاجل وضمانات للوصول الآمن.
وأكدت المنظمة أن المستودعات الإنسانية شبه فارغة، وأن قوافل المساعدات تواجه مخاطر أمنية جسيمة وقيودا تمنعها من الوصول إلى المدنيين. وتدعو المنظمة المجتمع الدولي والجهات المانحة إلى التحرك الفوري لتجنب مزيد من الخسائر في الأرواح.
وفي الختام، ينتظر أن تتخذ الجهات المعنية إجراءات عاجلة لوقف العنف وتوسيع نطاق إيصال المساعدات الإنسانية. ومع استمرار الأزمة، يظل الوضع في السودان غير مستقر، وتظل الحاجة إلى حلول فورية وفاعلة ملحة.






