أكثر من 36 شخصًا لقوا حتفهم، ومئات آخرون مفقودون، بعد حريق هائل اندلع في عدة أبراج سكنية بضاحية تاى بو في هونغ كونغ، يوم الأربعاء. وتعتبر هذه الحادثة من أخطر الحرائق التي تشهدها المدينة منذ سنوات، حيث أثار الحريق مخاوف بشأن سلامة المباني القديمة وأنظمة الإنذار.

حريق هائل في هونغ كونغ: حصيلة فادحة ومئات المفقودين

أعلن جون لى، رئيس تنفيذي لهونغ كونغ، أن 279 شخصًا لا يزالون مفقودين، فيما تم نقل 29 شخصًا إلى المستشفيات، من بينهم سبعة في حالة حرجة، وفقًا لوسائل الإعلام المحلية. بدأت الشرطة وإدارة الإطفاء تحقيقًا فوريًا لتحديد سبب الحريق، مع التركيز على سلامة أنظمة الحماية والإخلاء في المباني المتضررة.

تلقى قسم الإطفاء في هونغ كونغ بلاغات عن اندلاع النيران في مجمع وانغ فوك كورت في تاى بو، وهي منطقة تقع في الأراضي الجديدة الشمالية، حوالي الساعة 2:50 ظهرًا بالتوقيت المحلي. وقد تصاعد الحريق بسرعة ليُرفع إلى مستوى الإنذار الخامس، وهو أعلى تصنيف للحرائق في هونغ كونغ، بحلول الساعة 6:22 مساءً.

تفاصيل الحريق وانتشار الأضرار

أفادت التقارير أن النيران اشتعلت في سقالات الخيزران المحيطة بالأبراج السكنية، مما ساهم في انتشارها السريع. وقد أظهرت الصور ومقاطع الفيديو الدخان الكثيف المتصاعد من عدة طوابق، بالإضافة إلى حالة الذعر بين السكان. عملت فرق الإطفاء على مدار الساعة لإخماد النيران وإنقاذ المحتجزين.

تم نقل تسعة أشخاص إلى مستشفى أليس هو ميو لينغ نيثرسول ومستشفى أمير ويلز لتلقي العلاج، وفقًا لبيان حكومي. كما ذكرت تقارير إخبارية أن أحد رجال الإطفاء توفي متأثرًا بجروح أصيب بها أثناء مكافحة الحريق، مما أضاف إلى حجم المأساة.

أعرب تانغ بينغ-كيونغ، وزير الأمن في هونغ كونغ، عن حزنه العميق لوفاة رجل الإطفاء، معربًا عن تعازيه لأسرته. وأضاف أن السلطات ستولي اهتمامًا خاصًا بسلامة رجال الإطفاء في المستقبل.

أفاد شهود عيان، من بينهم تشان كوونغ-تاك، وهو متقاعد يبلغ من العمر 83 عامًا ويعيش في المنطقة، بأن أجهزة إنذار الحريق لم تعمل عند اندلاع النيران، على الرغم من تجهيز المباني بها. وهذا يشير إلى وجود خلل كبير في أنظمة السلامة، مما قد يكون أدى إلى تأخر عمليات الإخلاء.

بالإضافة إلى ذلك، ذكر هيرمان ييو كوان-هو، وهو عضو سابق في مجلس منطقة تاى بو، أن السكان أبلغوا عن عدم سماعهم لأجهزة إنذار الحريق حتى بعد اكتشافهم رائحة الدخان. وأضاف أنهم تلقوا تحذيرات متأخرة من قبل حراس الأمن الذين طرقوا أبوابهم، مما أتاح لهم وقتًا ضئيلاً للخروج.

استجابة الطوارئ وتوفير المساعدات

فتحت مكتب منطقة تاى بو مراكز إيواء مؤقتة للمحتاجين في قاعة مجتمع كوونغ فوك وقاعة مجتمع تونغ تشيونغ ستريت. وقامت السلطات بتوفير الغذاء والمياه والرعاية الطبية للمتضررين من الحريق. كما تم تشكيل فرق دعم نفسي لمساعدة السكان على التعامل مع الصدمة.

تتزايد المخاوف بشأن سلامة المباني القديمة في هونغ كونغ، والتي غالبًا ما تفتقر إلى أنظمة الحماية الحديثة. ويطالب خبراء السلامة بإجراء عمليات تفتيش شاملة للمباني القديمة وتحديث أنظمة الإنذار والإخلاء. كما يشددون على أهمية تطبيق معايير السلامة بشكل صارم في جميع المباني السكنية والتجارية.

تعتبر هذه الحادثة بمثابة تذكير مأساوي بأهمية الاستعداد لحالات الطوارئ واتخاذ التدابير اللازمة لحماية الأرواح والممتلكات. وتشير التقارير الأولية إلى أن الحريق قد يكون ناجمًا عن ماس كهربائي أو عن إهمال في التعامل مع مواد قابلة للاشتعال، ولكن التحقيقات لا تزال جارية لتحديد السبب الدقيق.

من المتوقع أن تستمر عمليات البحث عن المفقودين في الأيام المقبلة، مع التركيز على الأجزاء المتضررة من المباني. كما ستقوم السلطات بتقييم الأضرار الناجمة عن الحريق ووضع خطة لإعادة إعمار المنطقة. الوضع لا يزال غير واضح، وسيستمر جمع المعلومات وتحليلها لفهم ملابسات الحادث بشكل كامل.

تعتبر قضية السلامة من الحرائق في هونغ كونغ قضية حساسة، وتتطلب تعاونًا وثيقًا بين الحكومة والسكان والخبراء. من الضروري إجراء مراجعة شاملة لسياسات السلامة الحالية وتحديد الثغرات التي يجب معالجتها. كما يجب توعية السكان بأهمية اتخاذ الاحتياطات اللازمة للوقاية من الحرائق والإبلاغ عن أي مخاطر محتملة.

شاركها.