لا زلنا في متاهة الحنين للسرد والتواصل مع  قصص وحكاوى الأساطير اليونانية القديمة التي لم يخل منها ذكر اسم جوبيتر مقسم مملكة الأرض وبالأخص إذا كانت القصة متعلقة بالحب وغرام الحوريات الجميلات فسريعاً يقع جوبيتر في غرامهن.

و سوف يلاحظ قارئ قصصي ومقالاتي تكرار هذا الاسم في الأساطير اليونانية فلم يكن جوبيتر مقسم مملكة العالم فقط بل ذكر اسمه في قصص وأساطير كثيرة و كان جوبيتر الشخصية الرئيسية في حلقة غرامية، جرت في ركابها الكثيرٌ من الأحداث والنتائج الهامة.

ومن ضمن تلك الحلقات التي جرت فى ركابها كانت قصة جوبيتر و كاليستو وابنهما .

كان في أركاديا فتاة بارعة الجمال تُدعى كاليستو، أحبَّها جوبيتر، فولدت له ابنًا سمياه أركاس، وكانت هناك جونو الحاقدة والحاسدة ، فلما رأت جونو أن كاليستو تتمتع بحبِّ جوبيتر ، وأن ابنها الجميل ينمو يافعًا، أكلت الغيرة قلبها، وأخيرًا اشتدَّ غضبها وحسدها وتعدَّيَا كل الحدود، فحولت كاليستو إلى دُب.

أخذت كاليستو تهيم على وجهها وسط غابات أركاديا في صورتها الجديدة البغيضة. 

لم تجرؤ على الاختلاط بغيرها من الدِّبَبة؛ إذ خافتها كما لو كانت من البشر.
ومع ذلك كانت تهرب من الصيادين أيضًا؛ إذ سيطاردونها بمجرد أن يروها، ويقتلونها إن أمكنهم.

ومع هذا لمحت ابنها أركاس ذات يوم، وهو على مسافة بعيدة منها، وقد كبر وصار شابًّا يافعًا، فتغلبت عليها عاطفة الأمومة، ودفعها حبها له وشوقها إليه، إلى أن تتقدم نحوه في مِشْيَة متعثرة، ووقفت على رجليها الخلفيتين، وحاولت أن تعانقه، ولكنه تراجع في خوف مختلط بالدهشة.

 ولما أصر الدب على ملاحقته، رفع رمحه، وأوشك أن يقتل به ذلك الحيوان الغريب المخيف. وبينما كان الرمح يكاد يخترق صدر كاليستو، نظر جوبيتر من السماء، فأبصر ما يحدث، فأمسك الرمح إشفاقًا، وخطف كلَيْهما من الأرض، ووضعهما بين النجوم في السماء، يُطلق على أحدهما الدب الأكبر، وعلى الآخر الدب الأصغر.

وتقول الأساطير القديمة: إن جونو شكَت بمرارة إلى آلهة البحر من طريقة معاملة جوبيتر لمنافستها وابن منافستها، وإهماله جونو نفسها. فقرر أولئك الآلهة إكرمًا لخاطرها، ألا يمس الدب الأكبر ولا الدب الأصغر المياه إطلاقًا، ومن ثم تحيط مجموعتا النجوم هاتان بالقطب باستمرار، ولا تغطسان في الماء كما تفعل سائر النجوم الأخرى.

شاركها.