كان لظهور تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي أثر إيجابي كبير على شركة “إنفيديا” العاملة في قطاع تصميم وتطوير الشرائح متعددة الاستخدامات. قفزت قيمة الشركة إلى 5 تريليونات دولار لتصبح من أغنى الشركات في العالم.

تُعزى هذه القفزة إلى اعتماد الشركات الكبرى على شرائح “إنفيديا” في تشغيل وتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي. وبحسب التقارير، تسيطر “إنفيديا” على أكثر من 90% من سوق الشرائح المخصصة للذكاء الاصطناعي.

شرائح مميزة مخصصة للذكاء الاصطناعي

تقدم “إنفيديا” مجموعة من الشرائح المخصصة للذكاء الاصطناعي، كان آخرها جيل “بلاك ويل”. وتتميز هذه الشرائح بقدرتها على العمل معًا كوحدة واحدة، مما يجعلها مثالية لمهام الذكاء الاصطناعي التي تتطلب قوة حوسبة هائلة.

من جهة أخرى، تقدم “إنفيديا” وحدات معالجة الذكاء الاصطناعي في عدة نماذج، الأول على شكل بطاقات منفردة والثاني وحدات حوسبة كبيرة تضم أكثر من بطاقة. وتجمع شريحة “جي بي 200” بين ثلاث شرائح حوسبة من جيل “بلاك ويل” و”هوبر” المختلفين.

لماذا تنفرد “إنفيديا” بالسيطرة على شرائح الذكاء الاصطناعي؟

تعتمد الإجابة على عدة عوامل. أولًا، تتمتع “إنفيديا” بخبرة واسعة في صناعة الشرائح المخصصة منذ تأسيسها في عام 1993. وقد استفادت الشركة من هذه الخبرة في تطوير شرائح الذكاء الاصطناعي.

ثانيًا، تقدم “إنفيديا” باستمرار قفزات نوعية في الأداء والكفاءة مع كل جيل جديد من الشرائح. مع جيل “بلاك ويل”، تقدم الشركة أداءً أفضل بأكثر من ضعف الجيل السابق “هوبر”.

أين منافسو “إنفيديا”؟

هناك العديد من المنافسين لشركة “إنفيديا” في قطاع الشرائح، ومن بينهم “إيه إم دي” و”إنتل”. ومع ذلك، لم تتمكن هذه الشركات حتى الآن من تقديم منتجات تنافس “إنفيديا” بشكل مباشر.

من جهة أخرى، يُعد التهديد الأكبر لـ”إنفيديا” من الشركات الصينية، وخاصة “هواوي”، التي قاربت على تقديم منتجات تنافس “إنفيديا” في هذا المجال.

التهديد السياسي الأكبر

تواجه “إنفيديا” أيضًا خطرًا كبيرًا نابعًا من التوترات السياسية بين الولايات المتحدة والصين. عندما فرضت الولايات المتحدة قيودًا على تصدير بعض الشرائح إلى الصين، تأثرت مبيعات “إنفيديا” بشكل كبير.

في المقابل، عندما أعلنت الحكومة الصينية عن تشجيعها للشركات لاستخدام شرائح “هواوي”، تأثرت أسهم “إنفيديا” بشكل سلبي. يتوقع أن تستمر هذه التوترات في التأثير على أداء الشركة في المستقبل.

من المتوقع أن تواصل “إنفيديا” تطوير شرائحها وزيادة قدرتها التنافسية، لكن التحديات السياسية والمنافسة المتزايدة قد تؤثر على مكانتها في السوق. يبقى من غير الواضح كيف ستتطور الأمور في المستقبل، خاصة مع تصاعد التوترات الجيوسياسية وتأثيرها على قطاع التكنولوجيا.

شاركها.