لعل ما يطرح السؤال عن هل الشبشب المقلوب يجلب الفقر ؟ هو ذلك المعتقد المنتشر بين الكثيرين عن الحذاء المقلوب، والذي قد يثير مخاوف البعض وقد يصل إلى ترقب حدوث الشر بمجرد رؤية الحذاء مقلوبًا، وما يزيد أهمية الوقوف على حقيقة هل الشبشب المقلوب يجلب الفقر ؟، هو عتبات البيوت التي نجد أمامها الكثير من الأحذية المقلوبة ، إلا أن ما يجعلنا نبحث عن هل الشبشب المقلوب يجلب الفقر ؟، هو أن الفقر ليس بالضيف المرحب به من الجميع بل على العكس، فالفقر من الأمور التي نستعيذ منها جميعًا.

هل الشبشب المقلوب يجلب الفقر؟

ورد عن مسألة هل الشبشب المقلوب يجلب الفقر ؟ ، أنه لا يوجد في السنة فيما نعلم ما يدل على استحباب قلب النعل المقلوب أو ما يدل على كراهة تركه مقلوباً، وما جرت به عادة الناس من الإسراع في تعديله إن كانوا يفعلون ذلك خوفاً من وقوع مكروه ونحوه، فهذا لا يجوز لأنه تشاؤم.

وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: الطيرة شرك، الطيرة شرك، وإن كانوا يفعلون ذلك تعظيماً للسماء أن يكون ظهر النعل إليها فهذا التعظيم لم يرد به الشرع ولو كان جعل ظهر النعل إلى السماء مكروهاً لجاءت به الشريعة.

 وورد أن الطِّيَرةُ هي التشاؤُمُ بالشيءِ وقد ذكَرَها النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم في هذا الحديثِ ثلاثًا مُحذِّرًا مِنها، فقال: “الطِّيَرةُ شِركٌ الطِّيَرةُ شِركٌ .. ثلاثًا”، وإنَّما كانتِ الطِّيَرةُ شِركًا؛ لأنَّها من أعمالِ أهلِ الشِّركِ، ولأنَّها سوءُ ظنٍّ في اللهِ عزَّ وجلَّ.

وجاء أن التطيُّرُ  هو مِن شِيَمِ أهل الجاهلِيَّةِ بالتوكُّلِ على اللهِ وحْدَه، مع فِعلِ الأسبابِ ثم تَرْكِ الأمرِ للهِ سُبحانَه وهو يُقدِّره حيثُ شاءَ وكيفَما شاءَ، وفي الحديثِ: الأمرُ بالتوكُّلِ على اللهِ وحدَه وتعلُّق القلبِ به سُبحانَه.

وورد أنه لا أصل في الشريعة لتغيير هيئة النعل المقلوب ، وقد جعل ابن عقيل الحنبلي رحمه الله التشديد في ذلك من فعل الجهلة ، فقال رحمه الله :” وَيْلٌ لِعَالِمٍ لَا يَتَّقِي الْجُهَّالَ بِجَهْدِهِ … وَالْوَاحِدُ مِنْهُمْ يَحْلِفُ بِالْمُصْحَفِ لِأَجْلِ حَبَّةٍ ، وَيَضْرِبُ بِالسَّيْفِ مَنْ لَقِيَ بِعَصَبِيَّتِهِ …وَالْوَيْلُ لِمَنْ رَأَوْهُ أَكَبَّ رَغِيفًا عَلَى وَجْهِهِ ، أَوْ تَرَكَ نَعْلَهُ مَقْلُوبَةً ظَهْرُهَا إلَى السَّمَاءِ” ، ولا بأس بعدله وتغيير هيئته المقلوبة لأن أسفله ـ في الغالب ـ يكون متسخاً ، فليس من الأدب أو الذوق أن يكون هو الأعلى وينظر الناس إليه .

هل الشبشب المقلوب حرام

قالت دار الإفتاء المصرية، إنه ليس هناك حرمة في ترك الحذاء مقلوبًا، لكنه خلاف الأفضل؛ لأن فيه نوعًا من الإيذاء لمن يقع بصره عليه بسبب اشتماله غالبًا على ما يستقذره الإنسان.

وأضافت «الإفتاء»، في إجابتها عن سؤال: « هل الشبشب المقلوب حرام ؟ هل هناك حرمة في تُرك الحذاء مقلوبًا؟»، أنه لا يليق أن يكون أسفل الحذاء مواجهًا للإنسان الذي كرمه الله – سبحانه وتعالى-، وعلى ذلك تكون إعادة الحذاء إلى وضعه الصحيح مستحبة وشعبة من شعب الإيمان.

وتابعت أن في ذلك إماطة الأذى عن الناس، واحترام الإنسان وتكريمه، وهي قيمة حضارية متفق عليها، وينبغي مراعاتها، كما ينبغي مراعاة المظاهر الجمالية المباحة التي تدخل البهجة والسرور على قلب الإنسان.

حكم ترك الحذاء مقلوبا

وواصلت أن هذه قيمة حضارية أخرى يمهد لها شيوع ثقافة إماطة الأذى واحترام الإنسان والحرص على الطهارة والنظافة التي هي أصل تقوم عليه العبادة في الإسلام.

واستشهدت بما روى عن الإمام مسلم في “صحيحه” عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ – رضي الله عنه- أنَّ رَسُولَ اللهِ – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ- قال: «الْإِيمَانُ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ -أَوْ بِضْعٌ وَسِتُّونَ- شُعْبَةً، فَأَفْضَلُهَا قَوْلُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَدْنَاهَا إِمَاطَةُ الْأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ، وَالْحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنَ الْإِيمَانِ».

ترك الحذاء مقلوباً فيه إيذاء

قال الدكتور مجدى عاشور، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن ترك الحذاء مقلوبا من الأمور العادية وليس هناك حرمة في ذلك.

وأضاف “عاشور” في إجابته عن سؤال «هل هناك حرمة في ترك الحذاء مقلوبا؟»، أن ترك الحذاء مقلوبا فيه خلاف، والأفضل أن يتم وضعه بالشكل الصحيح؛ لما فيه من الإيذاء لمن يقع أثره عليه ولأنه غالبا يكون مشتملا على ما يستقذره الإنسان فلا يليق ان يكون أسفل الحذاء مواجها للإنسان الذى كرمه الله – سبحانه وتعالى-.

وأشار إلى أن إعادة الحذاء الى وضعه الصحيح شعبة من شعب الإيمان ومستحبة لما في ذلك من إماطة الأذى عن الناس.

شاركها.