بدأت قوات الاحتلال عملية عسكرية واسعة أطلقت عليها اسم “مخيمات صيفية”، وأعادت من خلالها احتلال شمالي الضفة الغربية. وشمل الهجوم محافظات جنين وطولكرم وطوباس ومخيماتها في وقت متزامن.

ووفقا لتقرير أعدته سلام خضر، فقد دخلت القوات من عدة محاور، حيث هاجمت إحداها محافظة جنين من 3 محاور. وتوغلت من حاجز الجلمة شمالا ومن حاجزي سالم ودوتان غربا، وبالتزامن مع ذلك اقتحمت قوات إضافية طولكرم من محاور نيتسان يعوز غربا وحاجزي جبارة جنوبا وعناب شرقا.

وفي الجزء الشرقي من طولكرم، كانت العملية أكثر تركيزا، حيث نفذت قوات الاحتلال إنزالا للمظليين ثم اقتحمت المدينة من الناحية الشرقية عبر محوري الحمراء وعاطوف.

ومع إحكام الهجوم الإسرائيلي، بدأ التوغل يزداد عمقا. وبينما تحركت آليات الاحتلال داخل جنين لتحاصر المستشفيات وتمنع الوصول إليها، رفعت المقاومة وتيرة هجماتها.

اشتباكات عنيفة

في المقابل، قالت كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- إن مقاتليها يخوضون بالاشتراك مع الفصائل اشتباكات في المدينة والمخيم والمناطق المجاورة، مما اضطر قوات الاحتلال لطلب تعزيزات إضافية.

وفي الوقت نفسه، كانت سرايا القدس -الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي– تتحدث عن اشتباكات عنيفة ومواجهات مباشرة في كفردان، بينما كان القتال محتدما في طولكرم ومخيم نور شمس.

وقالت سرايا القدس إن مقاوميها فجروا جرافة عسكرية في المخيم وأسقطوا مسيرات إسرائيلية. وأضافت أنها تحدد مواقع قناصة يتمركزون على أبنية المخيم والمناطق المجاورة له.

وفي طوباس، شكّل مخيم الفارعة هدفا للقوات المتوغلة، فبعد الإنزال وتوغل القوات البرية دارت اشتباكات عنيفة بين الجيش مدعوما بسلاح الجو والفصائل الفلسطينية.

وتحاول قوات الاحتلال محاصرة شمالي الضفة، حيث يأتي التوغل البري بإسناد جوي واسع بعدما رفع وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت قبل نحو شهرين الحظر على استخدام المقاتلات في الضفة الغربية.

وتشارك في العمليات نحو فرقة كاملة، من بينها وحدة دوفدفان (المستعربين)، وهي من الوحدات الخاصة التي تختص بتنفيذ مهام أمنية وتنشط في جمع المعلومات وتنفيذ عمليات دهم واعتقال في الضفة الغربية، وتضم عناصر من الجيش الإسرائيلي وحرس الحدود وتعمل داخل التجمعات السكانية الفلسطينية.

كما يشارك في العملية لواء كفير، وهو اللواء النظامي الخامس بين ألوية مشاة النخبة وأكبرها في الجيش، ويضم 5 كتائب 4 منها قتالية إلى جانب كتيبة استطلاع.

وتتزامن العملية الواسعة -التي قال الإعلام الإسرائيلي إنها قد تستمر أياما- مع دعوات سياسية لإعادة احتلال الضفة في وقت وسعت فيه فصائل المقاومة من مساحة عملياتها العسكرية كمّا ونوعا.

ورغم ما تشهده المدن والبلدات من رقابة شديدة على كل من يدخل ويخرج منها، فإن المقاومين تمكنوا من تطوير عبوات محلية قادرة على تحقيق إصابات مؤكدة في الآليات الإسرائيلية.

كما استطاعت المقاومة تنفيذ عمليات نوعية على غرار ما يشهده قطاع غزة من قتال مباشر وعمليات رصد وتتبع.

شاركها.