أوردت تقارير طبية حديثة أن النقرس، وهو شكل شائع من التهاب المفاصل، يرتفع انتشاره مع التغيرات في أنماط الحياة والنظام الغذائي. يعتبر النقرس مرضًا أيضيًا مزمنًا يتسبب في تراكم بلورات حمض اليوريك في المفاصل، مما يؤدي إلى ألم شديد والتهاب. يعزى هذا المرض غالبًا إلى الاستهلاك المفرط للأطعمة الغنية بالبيورينات والمشروبات المحتوية على السكر.
وفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، فإن النقرس يصيب ملايين الأشخاص حول العالم، وتزداد الأرقام بشكل ملحوظ في البلدان التي تشهد تحولاً نحو الأنظمة الغذائية الغربية. تؤثر هذه الزيادة على جودة حياة الأفراد و تزيد من الضغط على الأنظمة الصحية. تعتبر السمنة وبعض الحالات الطبية مثل ارتفاع ضغط الدم وأمراض الكلى من العوامل المساهمة في تطور هذا المرض.
الأغذية الغنية بالبيورينات وتأثيرها على النقرس
ينتج حمض اليوريك بشكل طبيعي في الجسم كنتيجة لعملية تكسير البيورينات، وهي مواد موجودة في العديد من الأطعمة. تشمل الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من البيورينات أحشاء الحيوانات مثل الكبد والكلى، وأنواع معينة من اللحوم خاصةً الحمراء، وبعض أنواع الأسماك والمأكولات البحرية مثل السردين والأنشوجة. كما أن جلد الدواجن يحتوي على كميات ملحوظة من البيورينات.
بالإضافة إلى مصادر الغذاء، يؤدي تناول منتجات الخميرة مثل خميرة البيرة إلى زيادة مستويات حمض اليوريك. يعتبر تناول كميات كبيرة من هذه الأطعمة بمثابة عبء إضافي على الكلى، مما يعيق قدرتها على إزالة حمض اليوريك بفاعلية. ونتيجة لذلك، يزداد خطر تراكم البلورات في المفاصل.
تجنب المشروبات المحلاة
تشير الدراسات الحديثة إلى أن المشروبات المحتوية على الفركتوز، مثل المشروبات الغازية والعصائر المحلاة، تساهم بشكل كبير في ارتفاع مستويات حمض اليوريك. يعمل الفركتوز على تحفيز إنتاج حمض اليوريك في الكبد، مما يزيد من احتمالية حدوث نوبات النقرس. من المهم الحد من استهلاك هذه المشروبات للحفاظ على صحة المفاصل.
تأثير الكحول
لا تحتوي البيرة على البيورينات فحسب، بل إن محتواها من الكحول يعيق قدرة الكلى على التخلص من حمض اليوريك. يعتبر الكحول مثبطًا لإفراز حمض اليوريك، مما يؤدي إلى تراكمه في الدم. بالإضافة إلى ذلك، يعزز الكحول إنتاج حمض اليوريك، ويزيد من خطر تكون البلورات وبالتالي يفاقم أعراض النقرس.
الوقاية و العلاج من النقرس
يتمثل النهج الأساسي للوقاية من النقرس وإدارته في تعديل النظام الغذائي وتغيير نمط الحياة. ينصح الأطباء بتقليل استهلاك الأطعمة الغنية بالبيورينات والمشروبات المحتوية على الفركتوز، والحفاظ على وزن صحي، وشرب كميات كافية من الماء للمساعدة في طرد حمض اليوريك من الجسم.
بالإضافة إلى ذلك، تعتبر ممارسة الرياضة بانتظام والحد من تناول الكحول من العوامل الهامة في التحكم في مستويات حمض اليوريك. في الحالات الشديدة، قد يصف الأطباء أدوية للمساعدة في تقليل مستويات حمض اليوريك وتخفيف أعراض النقرس. الالتزام بتعليمات الطبيب أمر ضروري لتحقيق أفضل النتائج.
من المتوقع أن تواصل البحوث الطبية استكشاف علاجات جديدة وأكثر فعالية لمرض النقرس، مع التركيز بشكل خاص على التدخلات الغذائية و الدوائية المبتكرة. و من المرجح أن تصدر توصيات جديدة بشأن النظام الغذائي المناسب للمرضى الذين يعانون من النقرس في غضون العام المقبل، استنادًا إلى أحدث الدراسات العلمية. يجب على الأفراد المعرضين لخطر الإصابة بالنقرس مراقبة مستويات حمض اليوريك بانتظام، والتشاور مع الطبيب لتلقي التوجيهات المناسبة.






