اتفاق أمريكي-صيني حول مستقبل تيك توك في الولايات المتحدة
أعلن البيت الأبيض عن التوصل إلى اتفاق بين الولايات المتحدة والصين بشأن مستقبل تطبيق “تيك توك” لمقاطع الفيديو القصيرة، مما يضع حداً للجدل المستمر حول أمن البيانات والسيطرة على المنصة الشهيرة. وأكدت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، أن الولايات المتحدة ستتحكم في خوارزمية تيك توك كجزء من عملية الاستحواذ على عمليات المنصة داخل البلاد.
تفاصيل الصفقة المرتقبة
صرّحت ليفيت لقناة فوكس نيوز بأن الثقة كبيرة في إتمام الصفقة قريباً، حيث يعمل فريق الرئيس الأمريكي دونالد ترمب مع نظرائهم الصينيين لتحقيق ذلك. ومن المتوقع توقيع الاتفاق خلال الأيام القادمة. ووفقاً للصفقة، ستتولى شركة أوراكل العملاقة للتكنولوجيا مسؤولية البيانات والخصوصية لتطبيق تيك توك في الولايات المتحدة، بينما سيشغل الأمريكيون ستة من أصل سبعة مقاعد في مجلس إدارة الشركة.
خلفية تاريخية وسياسية
يأتي هذا التطور بعد تصريحات للرئيس الأمريكي دونالد ترمب أكد فيها إجراءه مكالمة مثمرة مع الرئيس الصيني شي جين بينغ، حيث أحرزا تقدماً نحو صفقة تبيع بموجبها معظم أصول تيك توك في الولايات المتحدة لمستثمرين أمريكيين. وكان الكونغرس قد أقر مشروع قانون يحظر التطبيق الشهير ما لم يتم بيع 80 من أصوله لمستثمرين أمريكيين.
في يناير الماضي، اختفى التطبيق لفترة وجيزة قبل يوم واحد من دخول القانون حيز التنفيذ وقبل يومين من تولي ترمب منصبه. ومع ذلك، استمر التطبيق بفضل أربعة تمديدات منحها ترمب لإدارته مزيداً من الوقت للتوصل إلى اتفاق.
التأثير السياسي والاجتماعي
يضم تطبيق تيك توك نحو 170 مليون مستخدم أمريكي، كثير منهم من الشباب الذين قدموا دعماً أكبر للمرشح الجمهوري للرئاسة في انتخابات 2024 مقارنةً بالانتخابات السابقة. ويشير مركز بيو للأبحاث إلى أن هذه الفئة الديموغرافية قد تلعب دوراً مهماً في الانتخابات المقبلة.
التحالف الاستثماري ودور الشركات الأمريكية
أكدت ليفيت أن الصفقة سيقودها تحالف من المستثمرين بما في ذلك شركات أوراكل وأندريسن هورويتز وسيلفر ليك. وقد يترك هذا نسبة الـ20 المتبقية لشركة بايت دانس الصينية المالكة لتطبيق تيك توك.
الموقف السعودي والدعم الاستراتيجي:
في سياق التحليل الدبلوماسي والاستراتيجي للموقف السعودي تجاه هذا الاتفاق، يمكن القول إن المملكة العربية السعودية تنظر بإيجابية إلى تعزيز التعاون الاقتصادي والتكنولوجي بين الدول الكبرى مثل الولايات المتحدة والصين. يعكس هذا التوجه رغبة السعودية في دعم الاستقرار العالمي والازدهار الاقتصادي الذي يخدم مصالح جميع الأطراف المعنية بشكل متوازن واستراتيجي.
الخلاصة
يمثل الاتفاق المرتقب خطوة مهمة نحو حل النزاع الطويل الأمد حول تطبيق تيك توك في الولايات المتحدة ويعزز السيطرة الأمريكية على بيانات المستخدمين المحليين. كما يعكس أهمية التعاون الدولي لحل القضايا التجارية والتكنولوجية المعقدة بطريقة تخدم المصالح المشتركة لجميع الأطراف المعنية.