أطلق الجيش الروسي هجومًا واسع النطاق على أوكرانيا ليلة الجمعة، مستخدمًا مئات الطائرات بدون طيار والصواريخ. يأتي هذا الهجوم في وقت تستمر فيه المحادثات بين أوكرانيا والولايات المتحدة في فلوريدا، بهدف بحث سبل تحقيق سلام دائم. ووفقًا لمسؤولين أوكرانيين، أسفر الهجوم عن إصابة ثمانية أشخاص وتسبب في أضرار بالبنية التحتية للطاقة، بالإضافة إلى انقطاع التيار الكهربائي مؤقتًا عن محطة زابوريزهيا للطاقة النووية. يركز هذا المقال على الهجوم الروسي على أوكرانيا وتداعياته.

استهدف الهجوم، الذي وصفته السلطات الأوكرانية بأنه “ضخم”، مناطق متعددة في جميع أنحاء البلاد، بما في ذلك العاصمة كييف ومنطقة زابوريزهيا. أفادت القوات الجوية الأوكرانية بأنها تمكنت من إسقاط 585 طائرة بدون طيار و 30 صاروخًا من أصل 653 طائرة بدون طيار و 51 صاروخًا أطلقتها روسيا. يأتي هذا التصعيد في الوقت الذي تتزايد فيه الدعوات الدولية إلى وقف إطلاق النار.

تصعيد حاد في الهجوم الروسي على أوكرانيا

تمثل الهجمات الأخيرة تصعيدًا كبيرًا في القتال، حيث استخدمت روسيا عددًا غير مسبوق من الطائرات بدون طيار والصواريخ في ليلة واحدة. يرى خبراء عسكريون أن هذه الهجمات قد تهدف إلى إضعاف الدفاعات الجوية الأوكرانية وتقويض قدرتها على الرد، بالتزامن مع محاولات الحصول على دعم أمريكي إضافي. ووفقًا لتقارير، فقد استهدف الهجوم محطات توليد الطاقة، مما أثار مخاوف بشأن إمدادات الطاقة في أوكرانيا خلال فصل الشتاء.

الأضرار والتداعيات

تسببت الهجمات في أضرار مادية كبيرة، بما في ذلك حريق كبير في محطة القطار في مدينة فاستيف بالقرب من كييف. بالإضافة إلى ذلك، أبلغت السلطات المحلية عن إصابة ثلاثة أشخاص في منطقة كييف. إن فقدان الطاقة في محطة زابوريزهيا للطاقة النووية، على الرغم من أنها غير نشطة، هو مصدر قلق بالغ، حيث أن المحطة تحتاج إلى طاقة لتبريد مفاعلاتها المغلقة لتجنب وقوع حادث كارثي.

أدانت القيادة الفرنسية الهجوم بشدة. صرّح الرئيس إيمانويل ماكرون على منصة X (تويتر سابقًا) بأنه “يجب أن نواصل الضغط على روسيا لإجبارها على السلام”. أعلن ماكرون أيضًا عن خططه للقاء الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ونظرائهما البريطاني والألماني في لندن يوم الاثنين لمناقشة الوضع.

محادثات السلام في فلوريدا

تأتي الهجمات الروسية بالتزامن مع محادثات جارية بين مسؤولين أوكرانيين وأمريكيين في فلوريدا. أجرى الرئيس زيلينسكي “مكالمة هاتفية مثمرة” مع المسؤولين الأمريكيين المشاركين في المحادثات في ميامي، وفقًا لتصريحاته السبت. شملت المحادثات الموفد الخاص الأمريكي ستيف ويتكوف، بالإضافة إلى جاريد كوشنر، صهر الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.

أشار بيان صادر عن الموفد ويتكوف إلى أن المحادثات كانت “مناقشات بناءة حول تعزيز مسار موثوق به نحو سلام دائم وعادل في أوكرانيا”. وأكد الطرفان الأمريكي والأوكراني على ضرورة إنهاء الحرب واتخاذ خطوات ملموسة نحو وقف إطلاق النار وتخفيف التصعيد، بهدف تمهيد الطريق لإعادة إعمار شاملة لأوكرانيا.

في المقابل، رفض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أجزاءً رئيسية من خطة السلام الأمريكية، وفقًا لتقارير إعلامية. وحذر مسؤول في الكرملين من أن أوروبا قد تواجه خطر حرب جديدة، مشددًا على أن روسيا مستعدة للدفاع عن مصالحها. وتشكل هذه الانتقادات تحديًا إضافيًا لجهود السلام الجارية.

وفي تطور لافت، أفادت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية أن قواتها قامت بضرب مصفاة ريزان للنفط داخل الأراضي الروسية، مما يشير إلى توسع نطاق الهجمات الأوكرانية.

من المتوقع أن يستمر القتال في أوكرانيا في المدى القصير، مع استمرار روسيا في محاولة تحقيق مكاسب إقليمية. وتشير التطورات الأخيرة إلى أن التوصل إلى حل سلمي سيكون معقدًا ويتطلب تنازلات من كلا الجانبين. سيكون من الأهمية بمكان مراقبة نتائج محادثات السلام في فلوريدا، ورد فعل الكرملين على هذه المحادثات، وكذلك التطورات على ساحة المعركة في الأيام والأسابيع القادمة. يبقى الوضع في أوكرانيا غير مؤكد ويتطلب اهتمامًا دقيقًا.

شاركها.