في تصعيد خطير للأزمة الأوكرانية، شنت روسيا هجمات جوية مكثفة على العاصمة كييف ومناطق أخرى، مستهدفةً بشكل رئيسي البنية التحتية للطاقة. وتأتي هذه الهجمات في ظل استمرار الحرب الروسية الأوكرانية، مما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي والتدفئة عن ملايين المواطنين. ويهدف القصف إلى إضعاف قدرة أوكرانيا على الصمود وزيادة الضغط على الحكومة والشعب.
وقعت الهجمات في الساعات الأخيرة من يوم [أدخل التاريخ]، واستمرت حتى صباح اليوم التالي، مما أثار حالة من الذعر والقلق بين السكان. وأفادت التقارير الأولية عن دوي انفجارات عنيفة في أنحاء متفرقة من كييف والمناطق المحيطة بها، بالإضافة إلى أضرار مادية كبيرة في البنية التحتية الحيوية. وتعتبر هذه الهجمات الأشد منذ أشهر.
هجمات روسيا على البنية التحتية الأوكرانية: تصعيد خطير
تأتي هذه الهجمات ضمن استراتيجية روسية أوسع نطاقاً تهدف إلى تدمير البنية التحتية الأوكرانية، وخاصةً شبكات الطاقة والمياه والتدفئة. وبحسب المحللين العسكريين، فإن هذه الاستراتيجية تهدف إلى جعل الحياة غير قابلة للتحمل بالنسبة للمدنيين الأوكرانيين، وبالتالي إجبارهم على الفرار أو الضغط على الحكومة الأوكرانية لتقديم تنازلات. وقد بدأت هذه الهجمات بشكل ملحوظ في الخريف الماضي، واستمرت بشكل متقطع حتى الآن.
تفاصيل الهجوم الأخير
أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن الهجوم الأخير شمل إطلاق حوالي 40 صاروخاً من أنواع مختلفة، بالإضافة إلى أكثر من 500 طائرة مسيرة انتحارية. وأضاف أن الدفاعات الجوية الأوكرانية تمكنت من إسقاط عدد كبير من هذه الصواريخ والطائرات المسيرة، لكن بعضها تمكن من الوصول إلى أهدافه. وذكرت شركة “دي.تي.إي.كيه” لتوريد الطاقة أن أكثر من مليون منزل في كييف والمناطق المحيطة بها انقطع عنها التيار الكهربائي نتيجة للهجمات.
الأهداف الاستراتيجية للهجمات
يرى خبراء أن استهداف البنية التحتية الحيوية يمثل محاولة روسية لتقويض قدرة أوكرانيا على مواصلة القتال. فمن خلال إضعاف شبكات الطاقة والمياه، تسعى روسيا إلى تعطيل الصناعات الأوكرانية وتقليل قدرتها على إنتاج الأسلحة والمعدات العسكرية. بالإضافة إلى ذلك، فإن انقطاع الخدمات الأساسية يؤدي إلى تدهور الأوضاع الإنسانية، مما يزيد من الضغط على الحكومة والشعب الأوكراني. وتعتبر هذه الهجمات جزءاً من حرب استنزاف طويلة الأمد.
التداعيات الدولية وردود الفعل
أثارت الهجمات الروسية على كييف إدانات واسعة من المجتمع الدولي. ودعت العديد من الدول إلى فرض عقوبات إضافية على روسيا ومحاسبة المسؤولين عن هذه الهجمات. كما أعربت بعض الدول عن قلقها بشأن احتمال وقوع أزمة إنسانية كبيرة في أوكرانيا، وعرضت تقديم المساعدة الإنسانية اللازمة. وتعتبر الولايات المتحدة وأوروبا من أبرز الدول التي أدانت الهجمات، ودعت إلى وقف فوري لإطلاق النار.
بالإضافة إلى ذلك، فإن الهجمات تأتي في وقت تشهد فيه أوكرانيا نقاشات دولية حول زيادة الدعم العسكري والمالي لها. ومن المتوقع أن تزيد هذه الهجمات من الضغط على الدول الغربية لتقديم المزيد من المساعدة لأوكرانيا. وتعتبر قضية توفير أنظمة دفاع جوي متقدمة لأوكرانيا من أهم القضايا التي ستتم مناقشتها في الأيام القادمة. وتعتبر الحرب الروسية الأوكرانية من أهم التحديات التي تواجه الأمن الإقليمي والدولي.
ومع ذلك، تواصل روسيا نفي استهداف المدنيين، وتدعي أنها تستهدف فقط البنية التحتية العسكرية. وتتهم روسيا أوكرانيا والغرب بتصعيد الأزمة من خلال تقديم الدعم العسكري لكييف. وتعتبر هذه التصريحات جزءاً من حملة إعلامية تهدف إلى تبرير أفعالها وتشويه صورة أوكرانيا.
من المتوقع أن تستمر الهجمات الروسية على أوكرانيا في الأيام والأسابيع القادمة، خاصةً مع اقتراب فصل الشتاء. وتعتبر قدرة أوكرانيا على حماية بنيتها التحتية الحيوية من أهم العوامل التي ستحدد مسار الحرب. وسيراقب المجتمع الدولي عن كثب التطورات على الأرض، وسيبحث عن سبل لإنهاء الأزمة وإعادة السلام إلى أوكرانيا. وتعتبر المفاوضات الدبلوماسية من أهم الأدوات التي يمكن استخدامها لحل الأزمة.






