تراجعت أسهم شركة “أديداس” الألمانية (Adidas AG) بعدما أعلنت عن نمو إيرادات دون مستوى التوقعات، ما أثار المخاوف بشأن التداعيات المحتملة للرسوم الجمركية الأميركية.
تراجعت أسهم العلامة التجارية الرياضية بنسبة وصلت إلى 9.2% خلال تداولات صباح الأربعاء، في أكبر انخفاض خلال جلسة واحدة منذ أوائل أبريل. ويُعد هذا التراجع امتداداً لانخفاض السهم الذي فقد 23% من قيمته خلال الأشهر الـ12 الماضية.
أثارت “أديداس” خيبة أمل المستثمرين بعدما تمسكت بتوقعاتها السنوية دون تعديل، رغم تسجيلها نمواً في الأرباح خلال الربع الثاني من العام. وأكدت الشركة في بيان أنها لا تزال تتوقع تحقيق ربح تشغيلي يتراوح بين 1.7 مليار يورو (1.96 مليار دولار) و1.8 مليار يورو هذا العام، وهو ما يقل عن متوسط تقديرات المحللين البالغ نحو 2 مليار يورو.
الغموض بشأن الرسوم الجمركية يضغط على الأداء
أشار الرئيس التنفيذي، بيورن غولدن، إلى حالة عدم اليقين بشأن تأثير الرسوم الجمركية الأميركية كسبب لقراره الإبقاء على التوقعات الحالية للعام. وتكبدت الشركة بالفعل خسائر بعشرات ملايين اليوروهات بسبب هذه الرسوم، وتتوقع أن تصل التكاليف المرتبطة بمنتجات “أديداس” الموجهة إلى السوق الأميركية إلى نحو 200 مليون يورو هذا العام. كما لفت غولدن إلى احتمال حدوث تأثير غير مباشر إذا ما أدى التضخم إلى تباطؤ إنفاق المستهلكين.
اقرأ أيضاً: أرباح “أديداس” تقفز بعد مبيعات قوية لأحذية “سامبا” بموسم العطلات
سجلت “أديداس” ربحاً تشغيلياً قدره 546 مليون يورو خلال الربع الثاني، متجاوزة متوسط تقديرات المحللين البالغة 503 ملايين يورو. إلا أن الإيرادات التي بلغت 6 مليارات يورو جاءت أقل من التوقعات بقليل، نتيجة تأثير ارتفاع سعر صرف اليورو وانتهاء التعاون مع العلامة التجارية للأحذية “ييزي” (Yeezy).
تعليقاً على الأمر، قال بيرال دادانيا، محلل في شركة “آر بي سي كابيتال ماركتس” (RBC Capital Markets)، في مذكرة: “بشكل عام، يعوض هامش الربح القوي الأداء الضعيف على صعيد الإيرادات، مما يؤدي إلى نتائج متباينة من وجهة نظرنا”.
نمو قوي في الأسواق الرئيسية لـ”أديداس”
تواصل “أديداس” الاستفادة من موجة انتعاش بدأت قبل عامين بإعادة طرح حذائها الكلاسيكي “سامبا”، ثم توسعت لتشمل مجموعة من الأحذية الرياضية ذات الطابع العتيق والخطوط الثلاثية الشهيرة. هذا التوجه أثار اهتمام المستهلكين من أميركا اللاتينية وصولاً إلى الصين، ما عزز الطلب على منتجات الشركة من الملابس والمستلزمات الرياضية، وقلص الفجوة مع منافستها الرئيسية والرائدة في السوق “نايكي” (Nike Inc).
اقرأ أيضاً: أحذية “نايكي” تفقد شعبيتها لصالح “أديداس” الحديثة
يُقيم المستثمرون قدرة “أديداس” على الحفاظ على زخمها في ظل الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترمب، وتصاعد انعدام اليقين الاقتصادي حول العالم، إلى جانب جهود “نايكي” لتحسين أدائها بعد سنوات من التراجع. وستكون هذه العوامل حاسمة في تحديد مدى قدرة “أديداس” على تحقيق خطط الرئيس التنفيذي غولدن لتعزيز مستويات الربحية.
حققت “أديداس” نمواً مزدوج الرقم في الإيرادات على مستوى جميع الأسواق خلال الربع الثاني، حيث سجلت ارتفاعاً بنسبة 15% في أميركا الشمالية، و11% في الصين الكبرى، رغم تباطؤ إنفاق المستهلكين داخل البر الرئيسي الصيني، والذي ألقى بظلاله على شركات التجزئة العالمية الأخرى.
كما شهد قطاع الملابس زخماً قوياً، سواء في خط “أوريجينالز” (Originals) الكاجوال أو في تشكيلات “أديداس” الرياضية المخصصة للجري والغولف والتدريب.
زخم مستمر للأحذية الكلاسيكية
أفادت الشركة بأنها حافظت على اهتمام المستهلكين تجاه الأحذية الرياضية الكلاسيكية مثل “سامبا”، من خلال إعادة طرح نسخ رائجة تتميز بلمسات معدنية أو طبعات حيوانية. كما كثفت الشركة إنتاجها من النماذج ذات النعل الرقيق مثل “طوكيو” بسعر 100 يورو و”أديريسر” بسعر 120 يورو.
بلغ هامش ربح “أديداس” 51.7%، متجاوزاً التوقعات بشكل طفيف، بدعم من تقليص الخصومات وتراجع تكاليف الإنتاج والشحن، بحسب ما أوضحته الشركة. وأضافت الشركة أن هذه العوامل تُعادل حالياً تأثير ارتفاع سعر صرف اليورو وزيادة الرسوم الجمركية، والتي بدأت تؤثر على نتائج الشركة في الربع الثاني.