شهدت سوق العملات المشفرة تراجعًا ملحوظًا في بداية الأسبوع، حيث انخفض سعر بيتكوين إلى ما دون 86 ألف دولار، مسجلاً أدنى مستوى له منذ أسبوعين. يأتي هذا الانخفاض في ظل تراجع ثقة المستثمرين وتزايد الضغوط البيعية على العملة الرقمية الرائدة، مما يشير إلى دخول السوق في مرحلة تصحيحية.
يُعزى هذا التراجع إلى عدة عوامل، منها التقلبات في الأسواق المالية العالمية، وتراجع الإقبال على المخاطرة، بالإضافة إلى استمرار حالة عدم اليقين بشأن مستقبل أسعار الفائدة. وقد أثرت هذه العوامل سلبًا على معنويات المستثمرين في الأصول الرقمية، مما دفعهم إلى بيع ممتلكاتهم وجني الأرباح.
تراجع سعر بيتكوين وتأثيره على السوق
انخفض سعر بيتكوين بنسبة تصل إلى 3.3% ليصل إلى 85,578 دولارًا يوم الاثنين، وهو ما يمثل انخفاضًا كبيرًا عن أعلى مستوى قياسي له الذي تجاوز 126 ألف دولار. يشير المحللون إلى أن العملة المشفرة تواجه مقاومة شرسة عند محاولة الارتفاع، حيث يفضل المستثمرون البيع بدلًا من زيادة مراكزهم.
هذا الانخفاض تزامن مع تراجع أداء أصول أخرى عالية المخاطر، مثل الأسهم، مما يعكس حالة القلق السائدة في الأسواق. ومع ذلك، لوحظ أن بيتكوين لم تشارك في التعافي الذي شهدته بعض الأصول الأخرى، مما أثار تساؤلات حول مدى ارتباطها بأسواق المال التقليدية في الوقت الحالي.
استمرار ضعف السيولة والإقبال على المخاطرة
يؤكد الخبراء أن السوق تعاني من ضعف في السيولة، مما يزيد من حدة التقلبات ويجعل من الصعب على الأسعار الاستقرار. بالإضافة إلى ذلك، فإن تراجع الإقبال على المخاطرة يدفع المستثمرين إلى الابتعاد عن الأصول الأكثر تقلبًا، مثل العملات المشفرة، والاتجاه نحو الأصول الأكثر أمانًا.
على الرغم من هذا التراجع، لا تزال بعض الشركات تستثمر في بيتكوين. فقد أعلنت شركة “ستراتيجي”، التابعة لمايكل سايلور، عن شراء ما يقارب مليار دولار من بيتكوين للأسبوع الثاني على التوالي، مستخدمة عائدات بيع أسهمها العادية.
يثير هذا الأمر جدلاً حول مدى استدامة نموذج عمل الشركة، حيث يرى بعض المنتقدين أن بيع الأسهم قد يؤدي إلى تخفيض قيمة حقوق المساهمين. ومع ذلك، يرى سايلور أن بيتكوين هي أفضل وسيلة للحفاظ على قيمة الأصول على المدى الطويل.
تأثير التراجع على العملات المشفرة الأخرى
لم يقتصر تأثير التراجع على بيتكوين وحده، بل امتد ليشمل العملات المشفرة الأخرى. فقد انخفضت أسعار “إيثيريوم” و”دوجكوين” و”إكس آر بي” بنحو 5% يوم الاثنين، مما يعكس حالة التشاؤم السائدة في السوق. كما تراجعت أسهم الشركات العاملة في مجال العملات الرقمية، مثل شركة “ستراتيجي” و”كوين بيس غلوبال”.
يذكر أن سعر بيتكوين قد وصل إلى أدنى مستوى له في عام 2025 عند حوالي 74,400 دولار في أبريل، وذلك بعد أن أدت خطط الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأولية لفرض الرسوم الجمركية إلى اضطراب الأسواق المالية العالمية. يشير هذا إلى أن الأحداث الجيوسياسية والاقتصادية الكبرى يمكن أن يكون لها تأثير كبير على أسعار العملات المشفرة.
في الختام، من المتوقع أن تشهد سوق العملات المشفرة المزيد من التقلبات في الفترة القادمة، حيث يعتمد مسار الأسعار على تطورات الأوضاع الاقتصادية والسياسية العالمية. يجب على المستثمرين مراقبة هذه التطورات عن كثب واتخاذ قراراتهم الاستثمارية بحذر، مع الأخذ في الاعتبار المخاطر المرتبطة بهذه الأصول.






