في أعقاب إعلان إسرائيل بدء العملية البرية على قطاع غزة، وبعد مرور يوم واحد فقط على انعقاد القمة العربية الإسلامية في الدوحة، تصاعدت ردود الأفعال العربية والدولية الغاضبة من الخطوة التي اعتبرها مراقبون استفزازًا صارخًا وتحديًا مباشرًا للإرادة الجماعية.
وفي هذا السياق، أدلى هاني سليمان، مدير المركز العربي للبحوث والدراسات، بتصريحات خاصة تناول فيها دلالات التوقيت، الموقف الأمريكي الداعم لإسرائيل، وأداء القمة العربية الإسلامية، إلى جانب الرؤية المصرية في التعامل مع التحديات الراهنة.
هاني سليمان: الموقف المصري كان الأكثر وضوحًا وحسمًا في مواجهة الغطرسة الإسرائيلية
قال هاني سليمان، مدير المركز العربي للبحوث والدراسات، في تصريحات خاصة لموقع صدى البلد إن إعلان إسرائيل بدء العملية البرية في هذا التوقيت وبعد يوم واحد فقط من انعقاد القمة العربية الإسلامية في الدوحة، يعكس غطرسة واضحة وتحديًا سافرًا للإرادة العربية والإسلامية، مؤكدًا أن تل أبيب أرادت أن تبعث برسالة مفادها المضي في انتهاكاتها وجرائمها دون اعتبار للقانون الدولي أو القيم الإنسانية والأخلاقية.
وأكد سليمان أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يسعى لاستغلال لحظة التفوق الإسرائيلي الآنية، بدعم أمريكي مباشر وواضح، مشيرًا إلى تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الداعمة للعملية، وزيارة وزير الخارجية الأمريكي مارك روبي لإسرائيل، ودعمه لمشروع النفق أسفل المسجد الأقصى، باعتبارها خطوات تمثل تحديًا صارخًا للموقف العربي والإسلامي.
وشدد سليمان على أن الولايات المتحدة تعمل في الوقت ذاته على بناء خط ثنائي مع قطر عبر تجديد معاهدة الدفاع المشترك، بما يضمن تحييد الموقف القطري والاكتفاء بالبيان الختامي للقمة، الذي وصفه بأنه جاء “مقبولًا لكنه دون مستوى التطلعات الشعبية وحجم التهديدات القائمة”.
وأوضح أن البيان الختامي، رغم ما تضمنه من لهجة إدانة قوية وتحريك بعض الأدوات غير التقليدية، لم يرتقِ إلى سقف التوقعات، لافتًا إلى أن الدول العربية كان يجب أن تستجيب للرؤية المصرية التي دعت منذ سنوات إلى تشكيل قوة عربية مشتركة في إطار منظومة الأمن الجماعي.
واعتبر سليمان أن بعض الدول العربية انحازت لمصالحها الخاصة أو اعتقدت أنها في مأمن من التهديد المباشر، وهو ما سيعود بنتائج سلبية على الجميع، لأن إسرائيل “لم تتعلم من الدروس السابقة، وتستند إلى حكومة متطرفة شديدة الانحراف”.
وأشار إلى أن الموقف المصري جاء واضحًا وحاسمًا، سواء في خطاب الرئيس المصري أو في الطرح المبكر الذي شدد على ضرورة تسمية إسرائيل بالعدو واتخاذ خطوات عملية تتناسب مع حجم التهديدات، مؤكدًا أن القاهرة امتلكت رؤية ثاقبة ومتقدمة عن نظرائها العرب.
وختم سليمان تصريحاته بالتأكيد على أن استمرار الاكتفاء ببيانات ختامية تفتقد للفاعلية وتفرغ القمم العربية من مضمونها، يشجع إسرائيل على الاستباحة والتصعيد، ولا يرقى إلى مستوى طموحات الشعوب ولا لمواجهة التحديات الراهنة.