15/8/2024–|آخر تحديث: 15/8/202411:33 ص (بتوقيت مكة المكرمة)
يقوم الرئيس الأميركي جو بايدن ونائبته كامالا هاريس، التي حلت محله مرشحة عن الحزب الديمقراطي للانتخابات الرئاسية، بمهمة حساسة سياسيا اليوم الخميس خلال رحلة مخصصة للتحدث عن الاقتصاد.
ومنذ الزلزال السياسي الذي أحدثه انسحاب بايدن (81 عاما) من السباق الرئاسي يوم 21 يوليو/تموز الماضي، ظهر الرئيس ونائبته معا علنا في الثاني من أغسطس/آب الجاري في أثناء استقبال السجناء الذين أفرجت عنهم روسيا.
ويتوجهان هذه المرة إلى ميريلاند (قرب واشنطن) لإلقاء خطابات مخصصة للقوة الشرائية التي تعد أحد المحاور الرئيسية لسياسة جو بايدن الاقتصادية، بينما تشكل إحدى أهم نقاط الضعف السياسية للديمقراطيين.
وتراجع التضخم في الولايات المتحدة وظل النمو قويا، غير أن ذلك لم يمنع المرشح الجمهوري دونالد ترامب من اتهام خصومه بسحق الأُسر من خلال تكاليف معيشية لا يمكن تحملها.
وقال ترامب -خلال مشاركته في تجمع انتخابي أمس الأربعاء- “خلال نحو 4 أعوام، لم تفعل كامالا شيئا سوى الضحك، بينما كان الاقتصاد الأميركي يغرق في الأزمة”.
وهاجم نائبة الرئيس معتبرا أن “سياساتها الليبرالية المتطرفة تسببت في تضخم مروع وتدمير الطبقة المتوسطة والقضاء على أموال ملايين الأسر الأميركية”.
وهذه المرة الأولى التي يشارك فيها جو بايدن وكامالا هاريس معا في الحملة الانتخابية، على الرغم من أنهما يقومان برحلة في إطار مهامهما الرسمية وليست تجمعا أو مناسبة لجمع تبرعات.
ميزان القوى
في هذه الأثناء، يبدو من الواضح أن ميزان القوة بين الديمقراطية البالغة من العمر 59 عاما وبايدن قد اختل.
فمن الناحية البروتوكولية، لا يزال بايدن يحظى بالأولوية بحكم موقعه. ولكن انسحابه من السباق الانتخابي أفقده كل رصيده السياسي، خصوصا في ضوء الزخم الذي اكتسبته نائبة الرئيس.
وقد تمكنت هاريس من اللحاق بدونالد ترامب أو حتى تجاوزه قليلا في استطلاعات الرأي التي جرت في بعض الولايات الرئيسية، الأمر الذي لم يتمكن بايدن من تحقيقه في ظل المخاوف بشأن كبَر سنه.
ووفق وسائل الإعلام الأميركية، فقد وافق بايدن بشكل أو بآخر على مشاهدة نهاية مسيرته السياسية التي بدأت قبل أكثر من 50 عاما، وذلك بعدما بات في موقف لا يُحسد عليه في أعقاب مناظرة كارثية مع ترامب نهاية يونيو/حزيران.
وخلال استقباله شخصيات مؤثرة في البيت الأبيض الأربعاء، قال بايدن مازحا “أبحث عن عمل”. ويأتي ذلك في حين تفيد تقارير بأنه لا يزال يشعر بالمرارة تجاه بعض القادة الديمقراطيين رفيعي المستوى الذين يعتبر أنهم كانوا وراء استبعاده من الانتخابات الرئاسية.
وحتى الآن، بقي الرئيس بعيدا عن حملة كامالا هاريس الانتخابية. وبالتالي، يتعين على نائبة الرئيس أن ترسم طريقها الخاص من دون إنكار علني للسياسات التي ينتهجها الرئيس.
ومن دون الإساءة ظاهريا إلى جو بايدن، فإن كامالا هاريس لن ترغب في أن تحمل ثقل هذا الرئيس الذي لا يحظى بشعبية بينما يتمتع بنوع من التعاطف بين الديمقراطيين، ولكنه غير قادر على فرض حضوره عبر خطاباته مثل باراك أوباما.