نشرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية مقالا جاء فيه أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو غير قادر على تقديم رؤية شاملة لقيادة إسرائيل بعد مرور عام على بدء الحرب في قطاع غزة.

وقال محلل الشؤون الحزبية والكاتب يوسي فيرتر في مقاله، إن نتنياهو يستخدم الأزمة الحالية لتعزيز مكانته الشخصية بدلا من اتخاذ خطوات حقيقية لإنهاء الحرب وتأمين الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين المحتجزين لدى حماس.

وأشار فيرتر إلى هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 حيث قُتل حوالي 1200 شخص وأُسر أكثر من 250 آخرين، وقال إنه ذلك الهجوم سيظل حاضرا في الذاكرة الإسرائيلية كحرب أكتوبر عام 1973، معتبرا أن هذا الحدث يحوّل الأعياد اليهودية إلى أيام حزن.

وهاجم المحلل نتنياهو معتبرا إياه بأنه يحاول استغلال الأحداث التاريخية لمصلحته السياسية، وأوضح قائلا: “يحاول نتنياهو أن يتقمص دور دافيد بن غوريون الذي قاد البلاد في حرب الاستقلال، بينما هو يكرر كلماته عن حرب القيامة ولا يفكر إلا في مستقبله السياسي”.

إخفاق إسرائيلي

كما تطرق الكاتب إلى ما وصفه بإخفاق الحكومة الإسرائيلية في التعامل مع ملف الأسرى الإسرائيليين في قطاع غزة، معتبرا أن الحكومة لم تستغل مقتل قائد حركة المقاومة الإسلامية (حماس) يحيى السنوار لتقديم صفقة تضمن الإفراج عنهم.

وقال إنه بعد أكثر من عام على بدء الحرب، كان يتعين على أي قائد مسؤول استغلال هذه الفرصة وإعلان النصر وإنهاء الصراع الدموي غير المجدي عبر صفقة لا يمكن لحماس رفضها، تعيد الأسرى إلى ديارهم.

وأضاف أن على القادة السياسيين أن يدركوا أن دورهم لا يتوقف عند تحقيق الانتصارات العسكرية فقط، بل يتعين عليهم تحويل هذه الإنجازات إلى مكاسب سياسية ودبلوماسية.

ويرى أن نتنياهو، بدلا من اغتنام الفرصة، يواصل إضاعة الوقت ويهمل الجانب الإنساني في الملف، موضحا: “نتنياهو يفتقد الإحساس بقيمة الحياة البشرية، سواء كانت لأفراد الجيش الذين يضيع دمهم في غزة دون طائل أو لأولئك المدنيين الذين يُعذبون في الأنفاق”.

وفيما يتعلق بالمستقبل، يصف فيرتر سياسة نتنياهو بأنها تفتقر إلى المبادرة، حيث أشار إلى أن الحكومة قدمت تقارير غامضة عن خطط جديدة دون تفاصيل ملموسة، مثل تبادل الأسرى مقابل وقف إطلاق النار لمدة 12 يوما.

وقد واجهت هذه المقترحات اعتراضات من داخل الائتلاف الحاكم، خاصة من وزير المالية بتسلئيل سموتريتش ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، اللذين يرفضان أي حلول دبلوماسية، مما يعيق أي تقدم في الملف.

وعلق فيرتر على ذلك قائلا: “بدلا من تقديم خطة واضحة للمستقبل، يستمر نتنياهو في الهجوم على المعارضة وتحميلها مسؤولية محاولة اغتياله وزوجته”.

الاستيطان في غزة

وفي سياق آخر، ناقش فيرتر تزايد الدعوات داخل أوساط اليمين الإسرائيلي المتطرف لإعادة الاستيطان في قطاع غزة، واصفا هذه الفكرة بأنها “توجه خطير” سيجر إسرائيل إلى أزمة جديدة.

وأشار إلى أن شخصيات بارزة في الحكومة، مثل سموتريتش وبن غفير، يدعمون هذا التوجه ويستخدمون “البعد الديني” والانتقام من حماس، كذريعة لتبرير العودة إلى الاستيطان.

ويضيف: “ما كان يبدو فكرة متطرفة بات الآن يأخذ مسارا طبيعيا في أوساط اليمين المتطرف، حيث يعاد طرح فكرة توسيع الحدود كغطاء لمشروع إعادة الاستيطان في غزة”.

كما انتقد الكاتب وزير الإسكان يتسحاق غولدكنوبف، الذي أعلن دعمه لفكرة إعادة الاستيطان في غزة في أكثر من مناسبة، واصفًا إياه بـ”الشخص الخطير”.

ولفت الانتباه إلى أن غولدكنوبف، الذي ينتمي لحزب “يهود التوراة”، يتعامل مع فكرة الاستيطان وكأنها مشروع عقاري، دون مراعاة العواقب الخطيرة لهذا التوجه، معتبرا أن هذه الخطوة قد تكلف إسرائيل مليارات الشواكل وتؤدي إلى سقوط المزيد من الضحايا.

واختتم مقاله بالتحذير من أن فكرة إعادة الاستيطان في غزة ستؤدي إلى كارثة حقيقية على المستوى الدولي والداخلي، مؤكدا أن هذه الخطوة ستدمر العلاقات المتدهورة بالفعل مع العالم الغربي، وستؤدي إلى عزلة إسرائيل دوليا.

شاركها.