شاركت الأميرة هيفاء بنت عبدالعزيز بن عياف آل مقرن، سفيرة خادم الحرمين الشريفين لدى مملكة إسبانيا وإمارة أندورا، في أعمال المنتدى الإقليمي العاشر للاتحاد من أجل المتوسط الذي اختتم في برشلونة، وذلك نيابة عن الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله وزير الخارجية. ويهدف المنتدى إلى تعزيز التعاون الإقليمي بين دول ضفتي البحر المتوسط في مختلف المجالات. وقد ناقش المنتدى قضايا ملحة تتعلق بالأمن والاستدامة والتنمية الاقتصادية في المنطقة.

عُقد المنتدى في مدينة برشلونة الإسبانية خلال الفترة من 23 إلى 24 نوفمبر 2023، بحضور وزراء وممثلين رفيعي المستوى من الدول الأعضاء في الاتحاد من أجل المتوسط. ركزت المناقشات على إيجاد حلول للتحديات المشتركة التي تواجه المنطقة، بما في ذلك تغير المناخ والهجرة غير النظامية والأمن الغذائي.

أهمية مشاركة المملكة في المنتدى الإقليمي للاتحاد من أجل المتوسط

تأتي مشاركة المملكة العربية السعودية في هذا المنتدى في إطار حرصها الدائم على دعم جهود تحقيق الاستقرار والازدهار في منطقة البحر المتوسط. وتعتبر المملكة من أبرز الداعمين لمبادرات الاتحاد من أجل المتوسط التي تهدف إلى تعزيز الحوار والتفاهم بين الثقافات المختلفة.

تُولي المملكة اهتماماً خاصاً بقضايا التنمية المستدامة، وقد أعلنت عن مبادرات طموحة في هذا المجال، مثل “رؤية 2030″، التي تهدف إلى تنويع مصادر الدخل وتحقيق النمو الاقتصادي المستدام. كما تساهم المملكة بشكل فعال في الجهود الدولية لمكافحة تغير المناخ وحماية البيئة.

مواضيع النقاش الرئيسية في المنتدى

شملت أجندة المنتدى الإقليمي العاشر للاتحاد من أجل المتوسط عدداً من القضايا الهامة التي تؤثر على مستقبل المنطقة. من بين هذه القضايا:

الأمن الإقليمي: ناقش المشاركون التحديات الأمنية التي تواجه منطقة البحر المتوسط، مثل الإرهاب والتطرف والجريمة المنظمة. وأكدوا على أهمية تعزيز التعاون الإقليمي في مجال تبادل المعلومات والاستخبارات لمكافحة هذه التهديدات.

التنمية الاقتصادية: ركزت المناقشات على تعزيز التجارة والاستثمار بين دول المنطقة، وتشجيع ريادة الأعمال والابتكار. كما تناول المشاركون قضايا البنية التحتية والطاقة المتجددة، والعمل على تطويرها لدعم النمو الاقتصادي. بالإضافة إلى ذلك، تم التطرق إلى أهمية دعم **التعاون الاقتصادي** بين الدول.

الهجرة واللاجئين: تبادل المشاركون وجهات النظر حول أزمة الهجرة واللاجئين في منطقة البحر المتوسط، والبحث عن حلول مستدامة لهذه المشكلة. وشددوا على أهمية معالجة الأسباب الجذرية للهجرة، مثل الفقر والبطالة والنزاعات.

تغير المناخ: أكد المشاركون على ضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة لمواجهة تحديات تغير المناخ، والحد من انبعاثات الغازات الدفيئة. كما ناقشوا أهمية التكيف مع الآثار السلبية لتغير المناخ، مثل ارتفاع منسوب سطح البحر والجفاف. وشددوا على ضرورة الاستثمار في **الطاقة النظيفة**.

وشارك في المنتدى ممثلون عن مختلف المنظمات الإقليمية والدولية، مثل الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، وقدموا مقترحاتهم حول كيفية تعزيز التعاون في منطقة البحر المتوسط. وبحسب ما ذكرته وزارة الخارجية، فإن مشاركة الأميرة هيفاء في المنتدى تأتي انطلاقًا من رؤية المملكة بدورها المحوري في دفع عجلة التنمية الإقليمية.

وتأتي هذه المشاركة بعد فترة شهدت فيها منطقة البحر المتوسط تصاعداً في التحديات الاقتصادية والسياسية والأمنية، مما يتطلب جهوداً مشتركة لمواجهة هذه التحديات وتحقيق الاستقرار والازدهار.

وفي سياق متصل، أكد مسؤولون في الاتحاد من أجل المتوسط أهمية الحفاظ على الزخم الذي حققه المنتدى، وتطبيق التوصيات التي خرج بها على أرض الواقع. كما شددوا على أهمية إشراك القطاع الخاص والمجتمع المدني في جهود التنمية والتعاون الإقليمي.

ومن الجدير بالذكر أن الاتحاد من أجل المتوسط هو منظمة إقليمية تأسست عام 2008، وتهدف إلى تعزيز التعاون بين دول ضفتي البحر المتوسط في مختلف المجالات، مثل السياسة والاقتصاد والثقافة والبيئة. ويضم الاتحاد 43 دولة عضواً، ويقع مقره في برشلونة.

في الختام، من المتوقع أن يواصل الاتحاد من أجل المتوسط جهوده لتعزيز التعاون الإقليمي في منطقة البحر المتوسط، وأن تعمل المملكة العربية السعودية بشكل وثيق مع الدول الأعضاء الأخرى لتحقيق هذه الأهداف. يراقب المهتمون التقدم المحرز في تنفيذ **مبادرات الاتحاد**، خاصة فيما يتعلق بالاستدامة والازدهار المشترك. وستكون متابعة التطورات المتعلقة بـ **السياسة الإقليمية** للمملكة في هذا السياق ذات أهمية خاصة في الأشهر القادمة.

شاركها.