تواصل أسعار خام دبي، المؤشر المرجعي للنفط في الشرق الأوسط، ارتفاعها، مع تقلّص الفجوة بينها وبين خام برنت إلى أدنى مستوياتها خلال أكثر من شهرين، مدفوعة بشحّ إمدادات الديزل والعقوبات الأوروبية.
وبحسب بيانات بلومبرغ، بلغ الفارق بين الخامين، وفق مقياس “تبادل العقود الآجلة للمقايضة” (EFS) نحو 76 سنتاً للبرميل يوم الخميس، وهو الأقل منذ مطلع مايو. ويعزو المتعاملون هذا الاتجاه إلى القيود الجديدة التي فرضها الاتحاد الأوروبي على قطاع الطاقة الروسي، بالإضافة إلى شحّ إمدادات الديزل الذي يعزّز الطلب على الخامات التي تنتج كميات أكبر من هذا الوقود الصناعي، مثل الخامات الشرق أوسطية.
تشهد أسواق الديزل أداءً قوياً على نحو غير متوقع في الأشهر الأخيرة، مع تراجع المخزونات في الولايات المتحدة إلى أدنى مستوى موسمي منذ عام 1996، وانخفاض احتياطات نواتج التقطير المتوسطة في مركز التخزين بسنغافورة إلى أدنى مستوياتها منذ فبراير 2024. هذا الشحّ شكل دعماً إضافياً لأسعار النفط الخام، حيث توقعت “غولدمان ساكس” أن تبقى هوامش ربح إنتاج الديزل من الخام فوق المتوسطات طويل الأمد.
في المقابل، وجّهت أحدث العقوبات الأوروبية التي تشمل حظراً مرتقباً على شراء الوقود المكرّر من الخام الروسي، الأنظار نحو المصافي في الهند، التي تحولت منذ غزو أوكرانيا عام 2022 إلى أحد أبرز مستوردي الخام الروسي الذي تعيد تصدير مشتقاته، مثل الديزل، إلى الأسواق الأوروبية. ويترقب المتعاملون حالياً أي تغيرات قد تطرأ على أنماط الشراء.
رغم أن الصورة لم تتضح بعد بشأن ما إذا كانت المصافي الهندية بدأت فعلاً في التخلي عن النفط الروسي لصالح الخامات الشرق أوسطية، إلا أن شركة التكرير الخاصة الهندية “ريلاينس إندستريز” (Reliance Industries ) أقدمت على خطوة نادرة تمثلت في شراء خام “مربان” أبوظبي، وذلك بعد فترة وجيزة من الإعلان عن العقوبات الجديدة. ويُعد “مربان” من الخامات الممتازة، وغالباً ما يباع بسعر أعلى من الخامات الأثقل التي تعتمد عليها الشركة عادة، مثل خام “الأورال” الروسي.
وقال وارن باترسون، رئيس استراتيجية السلع في مجموعة “آي إن جي” المصرفية (ING Groep NV) في سنغافورة: “القوة اللافتة في سوق نواتج التقطير المتوسطة تعزّز على ما يبدو الطلب على الخامات متوسطة الحموضة، كما أن تشديد العقوبات الأوروبية على روسيا يسهم أيضاً في دعم الطلب على الخامات الشرق أوسطية، ولا سيما من جانب المصافي الهندية”.