ناشدت وزارة الصحة في غزة المؤسسات المعنية ضرورة تزويد مستشفيات شمالي القطاع بالوقود، لإنقاذ حياة الجرحى والمرضى قبل فوات الأوان. وأظهرت صور ملتقطة من “مستشفى كمال عدوان” معاناة الأطفال داخل أقسام العناية المركزة بسبب نفاد الوقود.

من جانبها، أعلنت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني -اليوم الجمعة- توقف جميع مركبات الإسعاف التابعة لها في شمال القطاع غزة عن العمل بسبب نفاد الوقود اللازم لتشغيلها، وذلك إثر الهجوم الإسرائيلي البري المتواصل لليوم السادس على التوالي والمتزامن مع حصار مشدد مفروض على المحافظة.

وقال المتحدث باسم الجمعية رائد النمس إن 6 مركبات إسعاف خرجت عن الخدمة تماما بسبب نفاد الوقود ومنع الاحتلال الإسرائيلي إدخال أي كميات من الوقود إلى شمال القطاع ضمن الحصار المطبق الذي يفرضه هناك. وأوضح أن هذا التوقف أدى إلى شلل في القدرة على تقديم الخدمات الإسعافية للمصابين والمرضى هناك.

وذكر أن استمرار الهجوم الإسرائيلي والحصار المفروض على شمال القطاع أعاق عملية إجلاء 80 مريضا من مستشفيات الشمال إلى مستشفيات مدينة غزة ووسط وجنوبي القطاع، وأضاف أن الجمعية أدخلت خلال الـ48 ساعة الماضية 6 مركبات إسعاف إضافية إلى شمال القطاع لإجلاء 80 مريضا، لكن الأزمة ما زالت قائمة ولم تتم عملية الإجلاء.

وأشار النمس إلى أن توقف مركبات الإسعاف يتزامن مع نقص حاد في المعدات الطبية والوقود والأدوية داخل مستشفيات شمال قطاع غزة، مما يضع الفلسطينيين الذين ما زالوا يعيشون هناك في دائرة الخطر الشديد.

وقال إن الوضع الإنساني في محافظة الشمال يتدهور بشكل سريع مع استمرار الحصار الإسرائيلي. وتابع أن “هذا الحصار يمنع وصول الإمدادات الأساسية الإنسانية والصحية والإغاثية للمحافظة”.

وأوضح النمس أن صدور أوامر الإخلاء الإسرائيلية القسرية لمناطق الشمال والتهديدات، التي وجهت للسكان والطواقم الطبية هناك، تسببت في خروج 4 نقاط طبية ميدانية عن الخدمة.

وذكر أن مستشفيات شمال القطاع تواصل عملها رغم الظروف الخطيرة التي تتعرض لها من تهديدات إسرائيلية أو استهداف مستمر لفرقها الميدانية. وأشار إلى أن النقص الحاد في المعدات الأساسية والمستلزمات الطبية، مثل الأكسجين وأدوية التخدير، يفاقم من الظروف الصعبة التي تمر بها المستشفيات.

ولفت النمس إلى أن الهلال الأحمر يواصل التنسيق مع الجهات الدولية، مثل منظمة الصحة العالمية ومكتب تنسيق الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة (أوتشا)، لمحاولة إدخال المساعدات الطبية والإغاثية إلى الشمال، في ظل الوضع الحرج للغاية بسبب نقص الوقود والأدوات الطبية الضرورية.

جانب من أطلال مستشفى الشفاء الذي لم يسلم من العدوان الإسرائيلي أبريل/نيسان الماضي (رويترز)

إجلاء وحصار

وفي وقت سابق أمس الخميس، أعلن ماهر شامية، وكيل مساعد وزارة الصحة، أن جيش الاحتلال الإسرائيلي أعاد وفد منظمة الصحة العالمية المكلف بإجلاء مرضى العناية المركزة والأطفال من مستشفيات الشمال، ولم يسمح له بالوصول إلى شمال القطاع.

أما منظمة أطباء بلا حدود الدولية فقالت إن آلاف الفلسطينيين محاصرون في مخيم جباليا شمال قطاع غزة، حيث يهاجم الجيش الإسرائيلي المنطقة لليوم السادس على التوالي، ويمنع الدخول والخروج منها.

ودعت في سلسلة منشورات، عبر حسابها على منصة إكس، القوات الإسرائيلية إلى وقف عمليات التهجير القسري، والحرب الشاملة على غزة، وحماية المدنيين والمستشفيات والسماح بدخول الإمدادات التي تشتد الحاجة إليها في الشمال بأقصى سرعة.

وشددت المنظمة الدولية على أن القوات الإسرائيلية أصدرت أوامر إخلاء لمخيم جباليا في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الجاري، ونفذت هجمات في الوقت نفسه مانعة الفلسطينيين من مغادرة المنطقة بأمان.

ولفتت إلى أن آلاف الفلسطينيين محاصرون في مخيم جباليا شمال قطاع غزة حيث يهاجم جيش الاحتلال المنطقة، ويمنع الدخول والخروج منها ويطلق النار على كل من يحاول ذلك.

من جهتها، سلطت “أطباء بلا حدود” الضوء أيضا على أن 5 من أفراد طاقمها محاصرون في المخيم، وسط مخاوف على حياتهم.

وفي وقت سابق اليوم الجمعة، قال المكتب الإعلامي الحكومي بغزة إن الوضع بمستشفيات محافظة شمال القطاع بلغ مرحلة كارثية تهدد حياة الأطفال بقسم العناية المركزة، ويشكل تهديدا لحياة 400 ألف إنسان.

شاركها.