أظهرت النتائج الأولية للانتخابات الرئاسية في هندوراس تقدّمًا لمرشح الحزب الوطني المحافظ نصري عصفورة بعد فرز حوالي 34% من الأصوات، وفقًا لما أعلنه المجلس الوطني الانتخابي اليوم الاثنين. يأتي هذا التقدم في سباق انتخابي حاسم يتأثر بالسياسة الداخلية والخارجية، بما في ذلك دعم غير مسبوق من الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، مما يزيد من تعقيد مشهد الانتخابات الرئاسية في هندوراس.
وبحصوله على 40.6% من أصوات الناخبين، يتصدر عصفورة، وهو رئيس بلدية تيغوسيغالبا السابق من أصل فلسطيني، بفارق ضئيل يبلغ 1.8 نقطة مئوية على منافسه اليميني سلفادور نصر الله، وهو أيضًا من أصل فلسطيني ومقدم برامج تلفزيونية معروف. كما يتقدم عصفورة بفارق كبير يبلغ 21 نقطة مئوية على المرشحة اليسارية ريشي مونكادا، من الحزب الحاكم.
صعود عصفورة وتأثير الدعم الخارجي على الانتخابات الرئاسية في هندوراس
يعد هذا التقدم هامًا لعصفورة الذي يسعى للمرة الثانية للفوز بالرئاسة، بعد خسارته أمام الرئيسة الحالية زيومارا كاسترو في عام 2021. وتشير هذه النتائج إلى إمكانية حدوث تحول سياسي كبير في هندوراس.
إذا استمر هذا الاتجاه في النتائج النهائية، فمن المرجح أن تصبح هندوراس أحدث دولة في أميركا اللاتينية تميل نحو اليمين، بعد الأرجنتين وبوليفيا. هذا التحول قد يعكس تغيرًا في المزاج العام للمواطنين تجاه السياسات اليسارية التي كانت سائدة في المنطقة.
تتميز هذه المنافسة بحدة التنافس بين ثلاثة مرشحين رئيسيين يسعون إلى خلافة الرئيسة اليسارية زيومارا كاسترو. يأتي هذا في ظل تاريخ سياسي معقد شهد انقلابًا عسكريًا في عام 2009 أطاح بزوجها، مانويل زيلايا.
دور الرئيس ترامب في دعم مرشح معين
تلقى نصري عصفورة دعمًا صريحًا ومباشرًا من الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، الذي صرح قبل أيام أن استمرار الدعم الأميركي لهندوراس “لن يكون مضمونًا” إذا لم يفز المرشح المحافظ. هذا التدخل الخارجي أثار جدلاً واسعًا حول مدى تأثيره على العملية الديمقراطية في هندوراس.
وكتب ترامب على منصته للتواصل الاجتماعي، تروث سوشيال، واصفًا عصفورة بأنه “الصديق الحقيقي الوحيد للحرية”، وأضاف أنه “لا يمكنه العمل” مع ريشي مونكادا التي وصفها بـ”الشيوعية”. كما أعرب عن عدم ثقته في سلفادور نصر الله.
وفي خطوة مثيرة للجدل، أعلن ترامب أيضًا عن نيته منح العفو للرئيس الهندوراسي السابق خوان أورلاندو هيرنانديز، وهو من الحزب الوطني نفسه والمحكوم عليه في الولايات المتحدة بالسجن 45 عامًا بتهم تتعلق بالاتجار بالكوكايين. هذا الإعلان أثار انتقادات واسعة النطاق من قبل المعارضين والمنظمات الحقوقية.
السيرة الذاتية لنصري عصفورة ومواقفه السياسية
نصري عصفورة هو سياسي ورجل أعمال هندوراسي من أصل فلسطيني، ولد عام 1958 في العاصمة تيغوسيغالبا. بدأ مسيرته السياسية في عام 1990، وشغل عدة مناصب عامة، بما في ذلك عضوية الكونغرس الوطني وعمدة المقاطعة المركزية لمدة ثماني سنوات.
يعتمد برنامج عصفورة الانتخابي على خلق فرص العمل، وتعزيز اللامركزية، وتحسين الأمن، وتشجيع الاستثمار، وتطوير قطاعات الصحة والتعليم. كما يسعى إلى بناء تحالفات إستراتيجية دولية، خاصة مع الولايات المتحدة، وهي نقطة حاسمة في سياسته الخارجية. يُذكر أيضًا أن موضوع الأمن القومي كان من أهم أولويات حملته.
تشمل القضايا الرئيسية الأخرى التي يركز عليها عصفورة مكافحة الفساد وتحسين البنية التحتية وتشجيع السياحة. ويهدف أيضًا إلى تقليل الفقر وعدم المساواة في هندوراس.
النتائج الأولية تشير إلى إمكانية إجراء جولة إعادة للانتخابات الرئاسية في هندوراس إذا لم يحصل أي من المرشحين على أكثر من 50% من الأصوات. من المتوقع أن يتم الإعلان عن النتائج النهائية في الأيام القليلة القادمة، وسيكون من المهم متابعة التطورات لمعرفة من سيفوز بالرئاسة، وما إذا كان الدعم الأميركي سيستمر كما هو.






