انتقد نشطاء عرب تعامل السلطات الفرنسية مع مؤسس تطبيق “تليغرام” بافيل دوروف، واعتبروه ابتزازًا للرجل الذي يرفض خدمة مصالح الغرب في حين لا يتم المساس بمنصات مثل فيسبوك رغم ما تقوم به من تمييز واضح.
ووفقا لوكالة “رويترز”، فقد أخْلَت السلطات الفرنسية سبيل دوروف بكفالة مالية قدرها 5 ملايين يورو (5.54 ملايين دولار)، ومنعته من مغادرة البلاد. وسيحضر دوروف إلى مقر الشرطة مرتين في الأسبوع وقد تستمر التحقيقات معه لسنوات قبل تحويله إلى المحاكمة.
واعتقلت الشرطة مؤسس تطبيق تليغرام بعد هبوط طائرته الخاصة في مطار لو بورجيه شمال العاصمة الفرنسية باريس، بسبب الاشتباه في ارتكابه جرائم تتعلق بنقص المشرفين على تطبيق المراسلة الشهير.
وحسب ما نشرته وسائل إعلام فرنسية، فإن هذا النقص في الإشراف “يسمح للنشاط الإجرامي مثل الاحتيال والاتجار بالمخدرات والتنمر الإلكتروني والجريمة المنظمة والترويج للإرهاب بالاستمرار على هذا التطبيق”.
وتشتبه السلطات الفرنسية أن دوروف فشل في اتخاذ إجراءات للحد من الاستخدام الإجرامي لمنصته.
وردا على توقيف مؤسسه، قال التطبيق -الذي يستخدم التشفير لحماية الخصوصية لنحو مليار مستخدم حول العالم- إن منصة تليغرام تلتزم بالقوانين الأوروبية بما في ذلك قانون الخدمات الرقمية، مشيرا إلى أن تحميل المنصة أو مالكها مسؤولية إساءة استخدامها “أمر غير منطقي”.
ويحمل بافيل دوروف -الروسي الأصل- الجنسيتين الفرنسية والإماراتية، وتُقدّر ثروته الإجمالية بـ15 مليار دولار. وقد أثار اعتقاله استياء في موسكو.
وقالت السفارة الروسية في فرنسا على فيسبوك إنها تسعى إلى “توضيح أسباب الاعتقال وتوفير الحماية لحقوق دوروف وتسهيل الوصول القنصلي. كما قالت وزارة الخارجية الإماراتية، في بيان، إن بلادها “تقدمت بطلب للحكومة الفرنسية لتقديم كافة الخدمات القنصلية له بشكل عاجل”.
ضربة لحرية التعبير
وتفاعلت مواقع التواصل مع الواقعة التي اعتبرها البعض دليلا على تهاوي الديمقراطية الغربية، حيث كتب لامين، “الغرب يعتقدون بأن مؤسس تطبيق تليغرام لا يخدم مصالحهم بل يخدم مصالح الشرق فبذلك يبتزونه بهذه الملاحقات القضائية حتى يُرضخونه لخدمة مصالحهم”، مضيفا “صراع بين الشرق والغرب وكلٌّ يستعمل أسلحته التي يملكها حتى يكسب المعركة”.
كما كتب علي “ضربة موجعة لحرية التعبير في فرنسا. ديمقراطيات الغرب تتهاوى. يريدون إسكات كل من يخالفهم مثل ما حدث مع تيك توك”.
أما رائد بن يوسف، فتساءل “والجرائم التي تتم في الفيسبوك وواتساب هذه لم تشاهدوها؟”. وأضاف “90% من جرائم الإباحية للأطفال تحدث في الغرب والمطلع على ديب ويب يعرف ذلك”.
في المقابل، اختلفت يارا مع الآراء السابقة بقولها “تليغرام فعلا موقع خطير، أصبح مساحة للإرهاب والإجرام والتشجيع عليه.. كثير من المنظمات الإرهابية تملك حسابات على تليغرام دون رقابة”.
وعموما، فإن التهم الموجهة لمؤسس تليغرام لم تثبت صحتها لأن التحقيق الرسمي في فرنسا لا يعني إدانة المتهم، لكنه يشير إلى أن المدعين يعتقدون أن القضية كافية لتستحق تحقيقا رسميا، في حين لم يوجه اتهام رسمي لدوروف بعد.