لا يخفي الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب رغبته في توسيع أراضي الولايات المتحدة، وقد أثار جدلا بعد أحاديثه الأخيرة عن ضم كندا وغرينلاند وبنما.

فبمجرد أن أعلن رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو استقالته رسميا من منصبه الذي يتولاه منذ 10 أعوام تقريبا، سارع ترامب للحديث عن رغبته في ضم ثاني أكبر بلد في العالم إلى الولايات المتحدة.

ووفقا لحلقة الأربعاء (2025/1/8) من برنامج “شبكات”، فقد كتب ترامب على موقع تروث سوشيال المملوك له إن “عديدا من الناس في كندا يحبون أن يصبحوا الولاية الأميركية الـ51″.

ووعد الرئيس الأميركي أيضا بإلغاء التعريفات الجمركية وتخفيض الضرائب. ونشر مجموعة خرائط واحدة تلو الأخرى، وكتب عليها ساخرا: “أوووووه كندا!”.

وحينما سأله أحد الصحفيين إن كان يفكر في ضم كندا بالقوة العسكرية، فكان جوابه: “لا، سنضربهم بالقوة الاقتصادية، ونعاقبهم بزيادة الجمارك على السلع الكندية”.

ولا يقف طموح ترامب عند كندا فحسب، بل ذهب أيضا للحديث عن قناة بنما التي قال إنها شُقّت من أجل الجيش الأميركي، لكنها اليوم في يد الصينيين لأن “أميركا سلمت القناة لدولة بنما التي أساءت استخدامها”.

كما أعرب ترامب عن حاجة الولايات المتحدة إلى جزيرة غرينلاند، وذلك “لأغراض أمنية، ولحماية العالم الحر”، حيث تمخر السفن الصينية عباب المحيط هناك، وفق حديث الرئيس الأميركي الذي قال إنه “لن نسمح باستمرار هذا الأمر”.

لماذا قناة بنما وغرينلاند؟

وتعتبر قناة بنما ثاني أهم ممر مائي شقَّه الإنسان على وجه الأرض وهي تربط بين المحيط الهادي وبحر الكاريبي والمحيط الأطلسي، وتمثل شريانا مهما لاقتصاد الولايات المتحدة، حيث تشكل السفن الأميركية 73% من حركة القناة.

أما غرينلاند فهي أكبر جزيرة بالعالم، وتعج بالثروات الطبيعية، وتتبع للدانمارك، لكنها تتمتع بالحكم الذاتي، وبها قاعدة جوية أميركية مهمة للغاية، تؤمِّن البلاد من الهجمات الصاروخية العابرة للقارات. وقد عرض ترامب شراءها عام 2019.

ولم تمر تصريحات ترامب من دون تفاعل على مواقع التواصل، حيث اعتبرها المعلقون دليلا على طمع الرئيس الأميركي في ثروات هذه الأماكن التي يتحدث عنها.

فقد كتب ناشط يدعى زكي “كندا ثاني أكبر دولة في العالم، عدد سكانها 40 مليونا، بلد مليء بمناجم المعادن ولديه غابات وموارد مائية وثروة حيوانية وسمكية والنفط والغاز والفحم؛ أكيد يطمع فيها ترامب”.

أما نجلاء فكتبت إن ترامب كان يقول “إنه لن يُدخل الولايات المتحدة الأميركية في حروب وإنه سيوقف الحروب، الآن غيّر موقفه؟!”.

في المقابل، اعتبر عبد العزيز تصريحات ترامب مجرد “حكي بحكي”، قائلا “أنا في كندا، والشعب هنا لا أحد عاطي أهمية ماذا يقول ترامب، ويقولون: خلي يحكي ويكثر، مفكر حالو (حاله) رئيس والشعوب تحت أمرو (أمره)”.

كما قال بوحمدان: “في الواقع هذا هو الحل الوحيد لديون أميركا. زيادة ثرواتها لضمان نمو 20 إلى 30 سنة على الأقل”، في حين كتبت ريم: “هذا مثال واضح على العنجهية الأميركية والاستعمار الحديث والبجاحة لدى القوي”. وأضافت “على فكرة ترامب لا يفرق عن سابقيه.. فقط هو صريح ويتحدث بوضوح”.

بدوره، رد رئيس الوزراء الكندي المستقيل على تصريحات ترامب بقوله أن “كندا لن تكون أبدا جزءا من الولايات المتحدة الأميركية”. في حين قال وزير الخارجية البنمي خافيير مارتينيز، إن سيادة بلاده على قناة بنما “ليست قابلة للتفاوض”.

وعلَّقت رئيسة وزراء الدانمارك ميتي فريدريكسن على تصريحات ترامب بالقول إن “غرينلاند ليست للبيع، ولن تكون كذلك في المستقبل أيضا”.

شاركها.