كشف محمد مهدي نصرالله نجل الأمين العام لحزب الله، حسن نصرالله، في مقطع فيديو عن قراره عدم الدخول إلى ساحة السياسة أو القتال.
وقال نجل نصر الله في مقطع فيديو متداول، أذاعته قناة “العربية” اليوم السبت “لاحظت في الفترة الأخيرة سقفًا عاليًا من التوقعات بالنسبة إلى شخصي، فقررت أن أصوّب هذه التوقعات إلى ما هو واقعي”.
وأوضح أنه طالب علم ملتزم بتوجيهات والده، قائلاً: “تكليفي هو ما طلبه مني سماحة السيد، التفرغ التام لطلب العلم. وما زلت أتابع دراستي الحوزوية.”
وأضاف أنه سيكون في خدمة المجتمع عبر المجالات الإعلامية والثقافية، مؤكدًا دوره كجزء من مجموعة المبلغين والإعلاميين الذين يعملون يدًا بيد لتعويض الفراغ الذي خلفه استشهاد والده حسن نصر الله.
وكانت عملية الاغتيال جزءاً من خطة إسرائيلية تم تفعيلها بعد حادثة “البيجر” في 17 و18 سبتمبر، في تلك الأيام، انفجرت أجهزة اتصال مفخخة كانت بحوزة عناصر من حزب الله، وهو ما أتاح للاستخبارات الإسرائيلية فرصة لتحليل المكان والزمان بدقة أكبر.
وقبل أيام من الاغتيال، تم تحديد موقع نصر الله بدقة، وتم جمع فريق من كبار القادة العسكريين في إسرائيل لدراسة العملية، خلال جلسة خاصة مع رئيس الأركان هيرتسي هليفي، تم تأكيد أهمية العملية، وهو ما تم رفعه لاحقاً إلى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي وافق على التنفيذ.
وتم إعداد خطة تنفيذ دقيقة للغاية، حيث تقرر استخدام سرب من 14 طائرة مقاتلة، تم تزويدها بـ 83 عبوة بزنة 80 طناً، وقد حُدد موعد الهجوم في الساعة 18:21، وهو موعد وقت صلاة المغرب.
في تلك اللحظة، شنّت الطائرات الهجوم، وكان الهدف القضاء عليه في غضون 10 ثوانٍ فقط، مما أنهى حياة حسن نصر الله بشكل مفاجئ وكتب نهاية هذا القائد الكبير.
عملية اغتيال حسن نصر الله كانت نتاج تخطيط استخباراتي دقيق واستراتيجيات طويلة المدى، وقد شكلت هذه العملية مفصلاً مهماً في تاريخ الصراع بين إسرائيل وحزب الله، حيث سلطت الضوء على الدور الحيوي للاستخبارات العسكرية في تحديد وتحقيق الأهداف العليا.