في خطوة لم تكن مفاجأة للعديد من المراقبين يعتزم رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو إعداد خطة لوقف إطلاق النار في لبنان كهدية للرئيس المنتخب دونالد ترامب، وفق ما ذكرت صحيفة واشنطن بوست الأميركية.

ونقلت “واشنطن بوست” عن مسؤول إسرائيلي قوله إن هناك تفاهما على أن إسرائيل ستقدم هدية لترامب، وإنه في يناير/كانون الثاني المقبل سيكون هناك تفاهم بشأن لبنان.

ونقلت الصحيفة عن 3 مسؤولين إسرائيليين حاليين وسابقين أن مساعدا مقربا من نتنياهو قال لترامب وجاريد كوشنر إن إسرائيل تسارع للمضي قدما في اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان بهدف تقديم فوز مبكر في السياسة الخارجية للرئيس المنتخب.

يذكر أن وزير الشؤون الإستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر المقرب من نتنياهو التقى ترامب في منتجعه “مارالاغو” بولاية فلوريدا الأميركية، وذلك قبل أن يبدأ لقاءاته الرسمية في العاصمة واشنطن.

واعتبر بعض المعلقين الأميركيين هذا التصرف خروجا على العرف الأميركي من قبل حكومة نتنياهو، وأنها غير مكترثة إلا بمحاولة تأمين علاقتها شديدة الخصوصية بالإدارة الجمهورية الجديدة.

شروط إسرائيلية

ومضت “واشنطن بوست” قائلة إن المحادثات التي أجريت مع ترامب ركزت على اقتراح إسرائيلي بوقف إطلاق النار في لبنان يشمل تعاونا غربيا وروسيا.

ونقلت عن مسؤول عسكري إسرائيلي قوله إن الخطط قيد الإعداد لتكثيف العمليات البرية في لبنان إذا انهارت المحادثات في نهاية المطاف، مؤكدا أن شروط الاتفاق ستتطلب من حزب الله الانسحاب إلى ما وراء نهر الليطاني.

كما سيتولى الجيش اللبناني السيطرة على المنطقة الحدودية لفترة أولية مدتها 60 يوما تحت إشراف الولايات المتحدة وبريطانيا.

ويدعو المقترح الإسرائيلي روسيا إلى منع حزب الله من إعادة التسلح عبر الطرق البرية السورية، حيث زار مسؤولون روس إسرائيل الشهر الماضي لمناقشة الخطة، وذكرت “واشنطن بوست” أن الوزير الإسرائيلي ديرمر زار روسيا سرا لمزيد من المناقشات.

وفي محاولة لرفع الحرج عن الإدارة الأميركية الحالية نقلت الصحيفة عن مسؤول أميركي قوله إن نتنياهو لا يزال منخرطا مع إدارة الرئيس جو بايدن بشأن عملية وقف إطلاق النار في لبنان.

وأوضحت أن العمل على التوصل إلى اتفاق محتمل لا يزال يجري من قبل فريق بايدن، وأن هناك تقدما أحرز بهذا الصدد.

ديرمر (يمين) مع ترامب في إحياء ذكرى المحرقة قبل سنوات (أسوشيتد برس)

انتظار لبناني

وعلى الجانب اللبناني، قال علي حسن خليل المعاون السياسي لرئيس البرلمان اللبناني نبيه بري إن بلاده تنتظر الحصول على مسودة جديدة للتسوية تتضمن صيغة اتفاق.

وأكد خليل للجزيرة أن موقف لبنان واضح، وهو الالتزام بالقرار 1701 بكل بنوده، بما فيها مراقبة التنفيذ.

وشدد على عدم قبول أي لبناني بأن تكون لإسرائيل حرية الحركة في لبنان بعد الاتفاق، وهو ما أكد عليه رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي بالقول إن أولوية الحل السلمي تكون بتطبيق القرار الدولي 1701 وإلزام إسرائيل بتطبيقه كاملا.

وجدد ميقاتي رفض لبنان أي شروط تشكل تجاوزا للقرار، مشيرا إلى أن حكومته تلتزم بتعزيز وجود الجيش اللبناني في الجنوب بالتعاون مع قوات اليونيفيل.

وذكرت صحيفة “إسرائيل اليوم” أنه من المتوقع أن يعرض المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين اتفاق وقف إطلاق النار على لبنان خلال أيام.

منطقة عازلة

وفي سياق متصل، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس إن إسرائيل لن توقف إطلاق النار ولن تقبل بأي تسوية لا تحقق أهداف الحرب، بما في ذلك نزع سلاح حزب الله وانسحابه إلى ما وراء الليطاني.

وقال كاتس خلال جولة على الحدود اللبنانية “لن نسمح بأي تسوية بدون أن تشمل تحقيق مجمل أهداف الحرب، وهي تجريد حزب الله من سلاحه وانسحابه إلى ما وراء الليطاني، وإيجاد الشروط الأساسية لعودة الإسرائيليين إلى بلدات الشمال بأمان”.

وعلى الرغم من الحديث عن محاولة التوصل إلى اتفاق تسعى إسرائيل لإقامة منطقة عازلة في جنوب لبنان، وفقا لصحيفة “إسرائيل اليوم”.

كما تسعى في الوقت ذاته إلى الاحتفاظ بالقدرة على قصف لبنان في أي لحظة ضمن شروط التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

وقد قال وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو أمس الأربعاء “نسمع اليوم في إسرائيل أصواتا تطالب بالاحتفاظ بالقدرة على توجيه الضربات في أي لحظة، بل وغزو لبنان”.

وكان الوزير قد أجرى محادثات مع ديرمر وكاتس الأسبوع الماضي.

وبعد اشتباكات مع فصائل في لبنان -أبرزها حزب الله- بدأت غداة شن إسرائيل حرب الإبادة على غزة وسعت تل أبيب منذ 23 سبتمبر/أيلول الماضي نطاق الإبادة لتشمل معظم مناطق لبنان -بما فيها العاصمة بيروت- عبر غارات جوية، كما بدأت غزوا بريا في جنوبه.

وأسفر العدوان الإسرائيلي على لبنان إجمالا عن 3287 قتيلا و14 ألفا و222 جريحا، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، فضلا عن أكثر من مليون و200 ألف نازح.

شاركها.