Published On 1/9/2025
|
آخر تحديث: 14:59 (توقيت مكة)
رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس الأحد التصويت على صفقة جزئية لإطلاق سراح المحتجزين في قطاع غزة خلال اجتماع للمجلس الأمني المصغر (كابينت) شهد سجالا، رغم أنباء عن ضغوط يواجهها للعودة إلى مناقشة صفقة تبادل مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، مما أثار غضب عائلات الأسرى الإسرائيليين.
وبحسب صحيفة يديعوت أحرونوت، قال نتنياهو خلال الاجتماع، الذي عقد في موقع سري محمي بأعقاب اغتيال وزراء بحكومة الحوثيين الخميس الماضي، إنه لا داعي للتصويت على صفقة جزئية لأنه لم يكن مدرجا على جدول الأعمال.
وأضاف نتنياهو “ما كان يمكن الموافقة عليه لم يعد كذلك بسبب الظروف الجديدة”، دون مزيد من التوضيح.
وأفادت الصحيفة بأن وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير ووزراء آخرين سعوا للتصويت من حيث المبدأ ضد الصفقة الجزئية لإطلاق الأسرى الإسرائيليين.
ولفتت إلى أن وزير الخارجية جدعون ساعر دعا خلال اجتماع المجلس الوزاري إلى التفكير إيجابيا في المضي نحو صفقة جزئية.
كما قالت القناة الـ12 الإسرائيلية إن نتنياهو اقتبس من الرئيس الأميركي دونالد ترامب قوله برفض صفقات جزئية وإنهاء الأمر في غزة بقوة.
من جهتها، أفادت القناة الـ13 الإسرائيلية نقلا عن مصادر بأن الجيش أعرب عن دعمه لاتفاق تبادل، لكن نتنياهو قال إنه لا وجود لصفقة حاليا.
سجال بالاجتماع
كذلك قالت هيئة البث الإسرائيلية إن سجالا وقع في جلسة المجلس الوزاري المصغر حين سخرت وزيرة الاستيطان أوريت ستروك من رئيس الأركان إيال زامير ملمحة إلى أنه جبان، لكنه رد عليها قائلا إنه اتخذ قرارات وصفها بالشجاعة وغير المسبوقة.
وذكرت صحيفة هآرتس أن كبار المسؤولين الأمنيين أيدوا في اجتماع المجلس المصغر صفقة جزئية، وحذروا من أن احتلال غزة لن يُخضع حماس.
وتعليقا على ذلك، قالت هيئة عائلات الأسرى الإسرائيليين إن نتنياهو الذي وصفوه بـ”أبو الصفقات الجزئية” يعارض النهج الذي ابتدعه والاتفاق الذي وافق عليه، وشددوا على أن ما يفعله “ليس إستراتيجية تفاوض بل إستراتيجية إفشال ودفن للاتفاق”.
وأضافت الهيئة أن رئيس الوزراء الإسرائيلي يضحي بالأسرى والجنود لبقائه السياسي رغم وجود مبادرة حقيقية.
سعي لتوريط واشنطن
من جهته، قال الباحث في الشأن الإسرائيلي عماد أبو عواد للجزيرة نت إن نتنياهو يرى في الخطة الأميركية المتداولة بشأن التهجير والاستثمار في قطاع غزة فرصة جيدة لأن تتحمل الولايات المتحدة عبئًا كبيرا في القطاع، معتبرا أن ذلك يمنح إسرائيل مساحة أوسع خصوصا إذا ما أُجل الحديث عن الصفقة الجزئية.
ووفق أبو عواد، فإن نتنياهو يرى في الصفقة المذكورة طريقا لإيقاف الحرب وهو ما لا يريده، إلا إذا ضمن صفقة بصيغة تقتصر على توقف قصير، ومن ثم استمرار الحرب.
وكانت القناة الـ13 ذكرت أمس نقلا عن مصادر مقربة من نتنياهو أن الأخير يتعرض لضغوط من مسؤولين بارزين للرد على المقترح الذي وافقت عليه حركة حماس بشأن صفقة تبادل، محذرين من أن الجيش إذا دخل غزة بريا فلن يكون هناك طرف للتفاوض معه.
وأضافت المصادر للقناة أن نتنياهو يرفض في هذه المرحلة المخطط الذي وافق عليه قبل أسابيع قليلة فقط.
ووصفت ذلك بأنه تطور محيّر، في حين أشارت إلى أن إصراره على دخول غزة بريا يبدو حقيقيا.
بالتوازي، بدأ الجيش الإسرائيلي الاستعداد لتجنيد نحو 60 ألف جندي احتياط بموجب أوامر طوارئ، ليحلوا محل القوات النظامية في الضفة الغربية والجبهة الشمالية، بهدف تمكين الأخيرة من التوغل البري في قطاع غزة، وفق القناة الـ13.
ومع ذلك، عبرت أوساط عسكرية للقناة ذاتها عن قلقها من غياب نقاش منظم في الكابينت بشأن جاهزية القوات قبيل العملية المتوقعة.
وفي 18 أغسطس/آب الماضي، وافقت حماس على مقترح للوسطاء بشأن صفقة جزئية، لكن إسرائيل لم تعلن حتى الآن موقفها منه، رغم تطابق بنوده بشكل شبه تام مع ما سبق أن وافقت عليه، بحسب ما أكده وسطاء.
وتؤكد المعارضة الإسرائيلية وعائلات الأسرى أن نتنياهو في كل مرة يفرض مطالب جديدة تعرقل سير المفاوضات بما يضمن مواصلة الحرب للحفاظ على مستقبله السياسي وتفادي المساءلة.
المصدر: الصحافة الإسرائيلية + وكالة الأناضول