تصاعد حجم الغضب وحدة الانتقادات في إسرائيل ضد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عقب إعلان جيش الاحتلال اليوم الأحد العثور على جثث 6 محتجزين داخل نفق بقطاع غزة، وذهب بعض معارضيه إلى القول إنه “سيؤخر صفقة الأسرى حتى يموت الجميع”.
ونقلت شبكة “سي إن إن” عن منتدى عائلات الأسرى الإسرائيليين في غزة في خطاب موجه لنتنياهو بتحمل مسؤولية إفشال صفقة التبادل مع المقاومة الفلسطينية والإهمال ومقتل المحتجزين.
كما طالبه بالتوقف عن إلقاء اللوم على الجميع وتحمل مسؤولية إخفاقاته، مؤكدا أن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) ليست وحدها المسؤولة عن إفشال الصفقة وأنه يتوقع من نتنياهو فعل كل شيء لاستعادة المحتجزين.
من جهتها، نقلت صحيفة إسرائيل اليوم عن رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي (موساد) ديفيد برنيع في اجتماع مع عائلات الأسرى أنه يفضل الانسحاب من محوري و لإعادة “المختطفين”.
وقال برنيع إنه “ليست هناك حاجة لمحوري فيلادلفيا ونتساريم على المستوى العملياتي”، متهما نتنياهو بالعمل على تأخير صفقة الأسرى حتى يموت الجميع”، في إشارة إلى بقية المحتجزين لدى المقاومة.
كما قال رئيس الموساد إن الخلافات بين إسرائيل وحماس بشأن عودة سكان غزة إلى شمال القطاع أكثر تعقيدا من محور فيلادلفيا، ولا لها حل في الوقت الحالي، وأن الحل المحتمل بشأن عودة سكان شمال القطاع مؤلم من وجهة نظر إسرائيل، حسب تعبيره.
بيني غانتس: المختطفون يموتون ويتم إجلاء أطفال الشمال والمجتمع الإسرائيلي ينهار#حرب_غزة pic.twitter.com/vAAYl8Hx7t
— قناة الجزيرة (@AJArabic) September 1, 2024
“سيختلق أي عذر”
في السياق ذاته، نقل موقع “والا” عن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت تعليقا على مقتل الرهائن الست، أن نتنياهو قرر إنقاذ الائتلاف الحكومي بدلا من “المختطفين”، مؤكدا أنه “سيختلق أي عذر لتأخير إبرام الصفقة حتى يموت الجميع”.
وطالب الوزير مجلس الوزراء السياسي والأمني “التراجع فورا عن قرار البقاء في محور فيلادلفيا”، قائلا إن “الأوان قد فات على المختطفين الذين قتلوا لكن يجب إعادة الذين ما زالوا في الأسر”.
واندلعت مواجهة حادة واشتباك غير مسبوق بين غالانت ونتنياهو يوم الخميس بعد مناقشة الكابينت إبقاء السيطرة على محور فيلادلفيا بغزة ومعارضة غالانت الشديدة لهذا القرار كونه يعيق التوصل لاتفاق لتبادل الأسرى.
“فاسد ومغرور”
ونقلت القناة الـ12 الإسرائيلية عن مسؤول كبير في الحكومة قوله إن نتنياهو يحبط التوصل إلى صفقة، كي لا تسقط حكومته.
ونقلت صحيفة “هآرتس” عن مسؤول حكومي كبير قوله إن الجميع يعرف أن نتنياهو فاسد ومغرور وجبان، لكن انكشف أخيرا أنه عديم الإنسانية بدرجة وحشية.
وتعليقا على هذه الانتقادات، اتهم نتنياهو حركة حماس بقتل الأسرى الستة، وتوعد بملاحقة قادة الحركة والقضاء عليهم. ووصف “هذا اليوم بأنه صعب للغاية، بعد تخليص جثث 6 من الأسرى، ومقتل 3 من قوات الأمن في هجوم شرق معبر ترقوميا غرب الخليل”.
وفي بيان ردا على الاتهامات ضده، قال نتنياهو إن “الجهود لتحرير المخطوفين متواصلة منذ ديسمبر/كانون الأول الماضي وحماس ترفض إجراء مفاوضات حقيقية”، وأضاف أن إسرائيل “لن تهدأ حتى تصل إلى قتلة الرهائن في حماس”.
وفي أول تعليق أممي، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إن انتشال جثث إسرائيليين كانوا محتجزين في غزة تذكير بالحاجة للإفراج عن جميع “الرهائن” وإنهاء ما وصفه بكابوس الحرب في القطاع.
“قُتلوا بسبب القصف”
وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي في وقت سابق اليوم الأحد استعادة جثث 6 محتجزين بعد العثور عليها داخل نفق بمنطقة رفح جنوبي قطاع غزة مؤكدا تحديد هوياتهم، في حين أعرب الرئيس الأميركي جو بايدن عن حزنه على وفاة أحدهم.
من جهتها، أعلنت حركة حماس أن الأسرى قتلوا بالقصف الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة، وحمّلت حكومة نتنياهو والإدارة الأميركية المسؤولية عن مقتلهم ومقتل من سبقهم من الأسرى.
وأعلن الرئيس الأميركي جو بايدن أن من بين الجثث الست التي عثر عليها في غزة جثة الإسرائيلي الأميركي هيرش غولدبرغ بولين، معبرا عن حزنه وغضبه لوفاته.
وكانت كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة حماس- نشرت في أبريل/نيسان الماضي تسجيلا مصورا للأسير بولين هاجم فيه حكومة بنيامين نتنياهو واتهمه بالإهمال والتقاعس عن العمل على الإفراج عنه وعن بقية المحتجزين.
وقبل العثور على الجثث الست كانت إسرائيل تقول إنه ما زال هناك 107 أسرى في غزة، بينهم عدد من القتلى.
وقالت حماس في بيانات سابقة إن عشرات الأسرى قتلوا جراء القصف الإسرائيلي في أنحاء القطاع خلال الحرب المستمرة منذ 11 شهرا.
ومع كل إعلان عن استعادة الجيش الإسرائيلي جثث أسرى من غزة، تتصاعد الاحتجاجات في إسرائيل والاتهامات الموجهة لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بعرقلة مفاوضات تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار.