نشرت قناة القاهرة الإخبارية تقريرا يوضح أنه على وقع خطة الإبادة الممنهجة التي تتبعها دولة الاحتلال الإسرائيلي في غزة، بدأ حلفاء إسرائيل، الذين ساندوها بعد هجمات 7 أكتوبر يعيدون النظر في مواقفهم، في ظل تزايد الأدلة على ارتكاب جرائم حرب بحق المدنيين في غزة.

مأزق إسرائيلي
وفقًا لما نشره الصحفي البريطاني جيريمي بوين عبر شبكة “بي بي سي”، تعود جذور الأزمة الحالية إلى ما قبل عامين، حين كانت حركة “حماس” تضع اللمسات الأخيرة على خطتها للهجوم، بينما كان نتنياهو يضع إيران في صدارة أولوياته الأمنية، متجاهلًا مؤشرات التصعيد مع الفلسطينيين.

وحسب “بي بي سي” فإن إسرائيل منعت الصحفيين الدوليين من دخول قطاع غزة منذ بداية الحرب، ما زاد من صعوبة تغطية الأحداث، وبينما قام الصحفيون الفلسطينيون بدور بطولي في نقل الواقع، قُتل ما يقرب من 200 منهم أثناء تأدية عملهم، ما يعكس حجم المخاطر التي يتعرض لها الإعلام في مناطق النزاع.

ارتكاب جرائم حرب
بيّنت الشبكة البريطانية أن هناك أدلة واضحة على ارتكاب جرائم حرب، إذ تتهم إسرائيل بارتكاب انتهاكات جسيمة عبر تجويع السكان، وتدمير مدن كاملة بشكل غير متناسب مع الخطر العسكري، ما أدى إلى استشهاد عشرات الآلاف من المدنيين.

وأشارت “بي بي سي” إلى أن المحكمة الجنائية الدولية أصدرت مذكرات اعتقال بحق نتنياهو ووزير دفاعه السابق، بتهمة ارتكاب جرائم حرب، وهي اتهامات يرفضانها بشكل قاطع.

كما تواجه إسرائيل دعوى في محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب إبادة جماعية، وهي اتهامات وصفتها الحكومة الإسرائيلية بأنها “افتراءات معادية للسامية”.

نتنياهو أمام خيارات صعبة

بحسب “بي بي سي”، فإن بنيامين نتنياهو يستفيد مؤقتًا من قرب بدء العطلة الصيفية للكنيست، ما يمنحه فرصة للهروب من تهديدات الائتلاف اليميني المتطرف، الذي يرفض وقف إطلاق النار في غزة، لكن في حال أجريت انتخابات وخسرها نتنياهو، فقد تقترب ساعة محاسبته على ما جرى في 7 أكتوبر، إضافة إلى محاكمته الجارية بتهم فساد.

ورغم تصاعد وتيرة العنف، يرى جيريمي بوين أن التوصل إلى وقف إطلاق نار يبدو اليوم أكثر احتمالًا، ما قد يُنقذ أرواح المدنيين في غزة، ويفتح باب الأمل للمحتجزين.

ويختم مراسل “بي بي سي” بالقول: “إذا تحقق وقف إطلاق النار، ستكون هناك فرصة حقيقية للانتقال من الحرب إلى مسار دبلوماسي جديد، لكن الطريق لا يزال طويلًا وشاقًا”.

شاركها.