يرى جميل مزهر، نائب الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أن الرد على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) إسماعيل هنية في طهران يكون بالمصالحة والوحدة الوطنية، التي قال إن مفتاح أولى خطواتها بيد رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس.

وقال إنه باستشهاد هنية فقدت فلسطين قائدا مميزا وحدويا ووطنيا بامتياز، كان دوما يغلّب الوحدة الوطنية، ومتسامحا على المستوى الوطني، ولذلك قام الاحتلال الإسرائيلي باغتياله، ظنا منه أنه سيكسر شوكة المقاومة الفلسطينية، وهو ما لن يقدر عليه.

وأضاف أن المقاومة الفلسطينية متوحدة في الميدان لمواجهة الاحتلال الإسرائيلي، لكن ما زالت الفرقة والانقسام في الساحة الفلسطينية يستفيد منها الاحتلال، مؤكدا “أن الرد على اغتيال هنية يتطلب أن نسارع بإنجاز الوحدة الوطنية الفلسطينية “.

والمطلوب بنظر مزهر هو ” اتخاذ خطوات عملية وجدية لتطبيق اتفاق بكين الذي يتضمن نقاطا مهمة وأساسية”، مشددا على ضرورة توفر الإرادة السياسية الجادة لطيّ صفحة الانقسام، وقال إن مفتاح أولى الخطوات العملية للمصالحة لدى الرئيس عباس.

وفي ذات السياق، كشف أن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين قدمت خطوات تنفيذية لتحقيق المصالحة لحركتي حماس والتحرير الوطني الفلسطيني (فتح).

ومن جهة أخرى، وصف نائب الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين -في لقاء مع قناة الجزيرة- اغتيال هنية في طهران بأنه تطور نوعي أدخل المعركة مع الاحتلال في نمط جديد، مشيرا إلى أن الاحتلال لم يحسب لذلك جيدا.

وشدد على أن المقاومة الفلسطينية ستواصل عملها في الميدان، في قطاع غزة، وفي الضفة الغربية، وفي القدس، وأن أولويتها هي وقف العدوان الإسرائيلي على غزة وحماية الشعب الفلسطيني، وتحقيق جملة من الأهداف الأساسية وهي: وقف الحرب، وانسحاب الاحتلال من قطاع غزة، ورفع الحصار عن القطاع والإغاثة والإعمار، وفتح الآفاق لدولة فلسطينية.

كما نوّه إلى أن الاحتلال يحاول الآن أن يصل إلى صفقة معينة مع المقاومة الفلسطينية، ولكنه يضع قيودا وشروطا جديدة.

ضوء أخضر أميركي

وحذر من أن الفلسطينيين يواجهون حكومة قال إنها يمينية فاشية تقوم على حسم الصراع، أي ضم الضفة الغربية، وتريد جعل غزة منطقة غير صالحة للعيش لتهجير سكانها.

وتحدث مزهر عن الموقف الأميركي، وذكر أن رئيس الوزراء الإسرائيلي عاد من الولايات المتحدة الأميركية ومعه الضوء الأخضر لاغتيال هنية، وقال في هذا الصدد “لا يمكن أن يقدم على اغتيال إسماعيل هنية واغتيال القيادي فؤاد شكر في بيروت دون ضوء أخضر أميركي”.

واعتبر أن الولايات المتحدة شريك أساسي ورئيسي لإسرائيل في المذبحة التي تجري في قطاع غزة، وهي من تمدها بوسائل القتل والتدمير، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة قادرة على وقف الحرب في غزة لو أرادت، لكنها لا تريد ذلك، وتريد في المقابل صفقة في إطار حسابات معينة، يُترجمها وقف مؤقت للحرب.

شاركها.