تتحدث الممثلة مينا سوفاري بصراحة عن تأثير تاريخها مع الاعتداء الجنسي على طريقة تربيتها لابنها البالغ من العمر 4 سنوات، كريستوفر. وأكدت سوفاري، البالغة من العمر 46 عامًا، على أهمية خلق بيئة آمنة ومنفتحة للتواصل مع ابنها، مع التركيز على أن الاعتداء الجنسي هو صدمة حقيقية وأن التعافي ممكن. وتسعى من خلال مشاركتها هذه إلى رفع الوعي حول أهمية الدعم النفسي والاجتماعي لضحايا الاعتداء الجنسي.

وأوضحت سوفاري، في حديث خاص لمجلة “Us Weekly”، أنها تريد أن يكون ابنها قادرًا على التعبير عن مشاعره ومخاوفه دون خوف أو خجل، وأن يعرف أنه يمكنه دائمًا التحدث عن أي شيء يزعجه. وتأمل أن يكون هذا النهج بمثابة وقاية له من التجارب المؤلمة التي مرت بها هي في طفولتها.

أهمية الدعم العاطفي في مواجهة الاعتداء الجنسي

تؤكد مينا سوفاري على أن غياب مساحة آمنة للتعبير عن المشاعر والتجارب السلبية كان له تأثير كبير على حياتها. وتشير إلى أنها شعرت بالوحدة والعزلة بعد تعرضها للاعتداء، وأنها لم تتلقَ الدعم الذي تحتاجه للتعامل مع الصدمة. وهذا ما يدفعها الآن إلى توفير هذا الدعم لابنها.

وكشفت سوفاري في مذكراتها التي صدرت عام 2023، بعنوان “The Great Place”، عن تعرضها لـ “اعتداءات جنسية متكررة” بدأت في سن الثانية عشرة، بالإضافة إلى علاقات مؤذية في فترة المراهقة. وتقول إنها لم تكن قادرة على بناء علاقات صحية مع الآخرين بسبب هذه التجارب.

تأثير الاعتداء على تربية الأبناء

تدرك مينا سوفاري أن تجاربها السابقة قد تؤثر على طريقة تعاملها مع ابنها، وتسعى جاهدة لتجنب تكرار الأنماط السلبية التي تعلمتها في طفولتها. وتركز على بناء علاقة قوية وعاطفية مع كريستوفر، وعلى توفير بيئة آمنة وداعمة له.

ومع ذلك، فهي لا ترغب في إثقال كاهل ابنها بتفاصيل حياتها المؤلمة في الوقت الحالي. وترى أن الأهم هو السماح له بالاستمتاع بطفولته وأن ينمو بشكل صحي وسليم. وتؤكد أنها ستكون مستعدة لمشاركة قصتها معه عندما يكون مستعدًا لذلك.

بالإضافة إلى ذلك، تشير سوفاري إلى أنها تتعلم الكثير من ابنها، الذي تصفه بأنه مستقل وقوي الإرادة. وتقول إنه يلهمها بأن تكون أفضل نسخة من نفسها.

مبادرات مينا سوفاري لمكافحة الاعتداء الجنسي

لا تقتصر جهود مينا سوفاري على تربية ابنها، بل تمتد لتشمل دعم ضحايا الاعتداء الجنسي الآخرين. وقد أصبحت مؤخرًا المتحدثة الرسمية لخط المساعدة الوطني للاعتداء الجنسي، التابع لمنظمة Childhelp.

وتعمل منظمة Childhelp على تلبية الاحتياجات الجسدية والعاطفية والتعليمية والروحية للأطفال المعرضين للإيذاء والإهمال. وقد تلقى الخط الساخن التابع للمنظمة أكثر من 55 ألف مكالمة و 16 ألف دردشة عبر الإنترنت و 7.5 ألف رسالة نصية منذ إطلاقه في عام 2007.

وتقول سوفاري إنها تؤمن بأن وجود مثل هذه الموارد يمكن أن يكون له تأثير كبير على حياة الضحايا، وأنها تتمنى لو كانت لديها إمكانية الوصول إليها عندما كانت في حاجة إليها. وتشير إلى أن مشاركة قصصها يمكن أن تساعد في كسر حاجز الصمت وتشجيع الآخرين على طلب المساعدة.

وتضيف أن العمل مع الأجيال الشابة من الممثلين يمنحها فرصة لتقديم الدعم والتوجيه لهم، وحمايتهم من التعرض للتجارب المؤلمة التي مرت بها هي. وتعتبر ذلك بمثابة رد الجميل للمجتمع.

وفي الختام، تواصل مينا سوفاري جهودها لرفع الوعي حول العنف الجنسي وأهمية الدعم النفسي والاجتماعي لضحاياه. ومن المتوقع أن تستمر في استخدام منصتها للتأثير الإيجابي في حياة الآخرين، وأن تظل ملتزمة بقضية حماية الأطفال. وستركز في الفترة القادمة على زيادة التمويل لخط المساعدة الوطني للاعتداء الجنسي وتوسيع نطاق خدماته لتشمل المزيد من الضحايا.

شاركها.