في تطور أثار جدلاً واسعاً، قامت شركة ميديا وورلد، وهي سلسلة متاجر أوروبية متخصصة في الإلكترونيات، بعرض جهاز آيباد إير بسعر 15 يورو فقط، بدلاً من سعره الأصلي البالغ 879 يورو، لمُشتركي بطاقة الولاء الخاصة بها في الثامن من نوفمبر. وقد أثار هذا العرض الخاطئ في التسعير إقبالاً كبيراً من المستهلكين الذين أتموا عمليات الشراء عبر الإنترنت، واختاروا خيار الدفع والاستلام من المتجر بهدف ضمان إتمام الصفقة.

تمت معالجة الطلبات بسلاسة، حيث أكدت الشركة توافر المنتج بعد حوالي 40 دقيقة من إتمام الطلب، وذلك وفقاً لشهادات بعض المستخدمين على منصة Reddit. وفي المتاجر، اكتملت عمليات الدفع وقامت ميديا وورلد بتسليم أجهزة الآيباد كما هو متوقع. ولم تذكر الشروط والأحكام المرفقة بالطلبات أي بنود تتعلق بأخطاء التسعير أو إمكانية مطالبة الشركة بمبالغ إضافية.

تغيير موقف ميديا وورلد وتعويض العملاء

بعد أحد عشر يوماً، أرسلت ميديا وورلد رسالة بريد إلكتروني بسيطة، وليست إخطاراً رسمياً بالبريد المسجل، إلى العملاء الذين استفادوا من العرض، موضحة أن السعر المنشور كان “خطأ واضحاً”. وطلبت الشركة من العملاء المتضررين الاختيار بين خيارين: الاحتفاظ بجهاز الآيباد ودفع الفرق مع خصم إضافي قدره 150 يورو، أو إرجاع الجهاز واسترداد مبلغ الـ 15 يورو بالإضافة إلى قسيمة شراء بقيمة 20 يورو.

ردت ميديا وورلد على الحادثة بتصريح لـ WIRED، حيث أكدت أن “خطأ فني واضح، ناتج عن خلل غير متوقع في منصة التجارة الإلكترونية لدينا، أدى إلى عرض بعض المنتجات بأسعار خاطئة لا تعكس القيمة السوقية الفعلية أو السعر الترويجي الصحيح.” وأضاف المتحدث باسم الشركة، “وبالنظر إلى الأحكام القانونية المعمول بها، وجدنا أنه من الضروري التدخل، بالاستناد إلى مبدأ قانوني يهدف إلى الحفاظ على التوازن التعاقدي في حالة حدوث خطأ بهذا الحجم. ومع ذلك، فإن أولوية ميديا وورلد تكمن في الحفاظ على علاقات جيدة مع العملاء، ولهذا قمنا بتواصل سريع مع جميع المشترين المتضررين، واقترحنا عليهم بدائل مناسبة.”

وأكد المتحدث أيضاً الخيارين اللذين سلط Reddit الضوء عليهما. “نقدم الاحتفاظ بالمنتج: يمكن للعميل الاحتفاظ بالمنتج الذي اشتراه ودفع الفرق بين السعر المدفوع والسعر الترويجي الصحيح، مع الاستفادة من خصم إضافي. أو إرجاع المنتج: يمكن للعميل اختيار إرجاع المنتج مجاناً واستعادة المبلغ المدفوع بالكامل، بالإضافة إلى الحصول على قسيمة شراء من ميديا وورلد. نعتقد جازمين أن هذه المقترحات تعكس رغبتنا في دعم العملاء والحفاظ على الشفافية والعدالة. ونواصل العمل على تحسين تجربة التسوق وتوفير أقصى قدر من الحماية لمستهلكينا.”

القضية القانونية: هل كان الخطأ واضحاً حقاً؟

يشير العديد من المحامين على الإنترنت إلى أن المادة 1428 من القانون المدني الإيطالي تسمح بإبطال العقد إذا كان الخطأ جوهرياً وقابلاً للإثبات. لكن القضية، وفقاً للمحامي المتخصص في حقوق المستهلك ماسيمiliano Dona، أكثر تعقيداً. هذا العرض الخاطئ في التسعير يثير تساؤلات قانونية هامة.

يوضح دونا، “الفرضية الأساسية هي أن الرسالة التي أرسلتها ميديا وورلد في 19 نوفمبر – والتي تطالب فيها بإعادة المنتج أو شرائه بالسعر الحقيقي تقريباً – ليست تحذيراً رسمياً أو إخطاراً قانونياً، خاصة إذا أُرسلت بالبريد العادي، بل هي اقتراح لاتفاق ثنائي. إذا تجاهل المستهلك هذا الاقتراح، فستقوم ميديا وورلد بتقييم ما إذا كانت ستتخذ إجراءات رسمية أم لا.”

ويضيف، “ولذلك، فإن القضية الأساسية هي ما إذا كان ادعاء ميديا وورلد مدعوماً قانوناً أم لا. لإبطال العقد، يجب إثبات علم المستهلك باستغلال خطأ البائع. ولكن لإثبات ذلك، لا يكفي مجرد الادعاء بأن الخصم الكبير يجعل الخطأ واضحاً أمام العميل.” بالإضافة إلى ذلك، يشير دونا إلى أن “الأسعار اليوم ليست ثابتة كما كانت من قبل. بين العروض محدودة الوقت وعروض البيع السريع والترقيقات والمسابقات (التي تقدمها الشركات بشكل أساسي على وسائل التواصل الاجتماعي أو في التطبيقات)، أصبح كل شيء أكثر تقلبًا، خاصة وأننا في موسم تخفيضات الجمعة السوداء.”

كيف تختبر ميديا وورلد وعي المستهلك؟

ويتابع دونا قائلاً، “لا يوجد حد فاصل يثبت أن العميل يجب أن يلاحظ الخطأ. وهناك عوامل أخرى يجب أخذها في الاعتبار. إذا كانت المشترية هي السيدة ماريا، التي وجدت عرضاً وقررت الاستفادة منه، فهذا أمر. أما إذا كان الأمر يتعلق بشخص يشتري خمسة أجهزة ثم يعيد بيعها على الفور، أو شخص يمارس بيع الإلكترونيات بشكل احترافي، فهذا أمر آخر. في هذه الحالة، سيكون إدراكه للخطأ أكثر وضوحًا.”

القضية الحاسمة، بحسبه، هي إمكانية إدراك الخطأ: “من وجهة نظر قانونية، فإن كل شيء يعتمد على قدرة المشتري على إدراك أن السعر كان غير صحيح. هذا هو العامل الحاسم، والذي يجب أن يتم تقييمه في سياق القناة المستخدمة من قبل ميديا وورلد، ومستوى احترافية المشتري.”

وبالنظر إلى الخصومات الكبيرة التي تشهدها الفترة الحالية، قد يكون من الصعب إثبات أن المستهلك كان يدرك أن السعر كان خطأً.

في الوقت الحالي، يبقى الوضع قيد التطور: عرض عام تم إكماله دون نزاع، وتراجع من ميديا وورلد بعد أيام عبر البريد الإلكتروني، وتقييم قانوني سيتمحور حول قدرة المستهلك على إدراك الخطأ. ومن المتوقع أن تقوم ميديا وورلد باتخاذ خطوات قانونية رسمية إذا لم يتجاوب العديد من العملاء، الأمر الذي سيؤدي إلى المزيد من التعقيد في هذه القضية المتعلقة بتسعير المنتجات.

تم نشر هذه القصة في الأصل على موقع WIRED Italia وتمت ترجمتها من الإيطالية.

شاركها.