تشهد مناطق واسعة من أوروبا والشرق الأوسط موجة حر شديدة وغير مسبوقة، مع ارتفاع حاد في درجات الحرارة تجاوز 44 درجة مئوية في بعض المناطق، مما دفع السلطات في عدة دول إلى إعلان إجراءات طارئة لمواجهة المخاطر الصحية والبيئية.
اليونان: الإغلاق المؤقت للأكروبوليس ومنع العمل تحت الشمس
ففي اليونان، دخلت البلاد موجة حر ثالثة منذ بداية الصيف، يتوقع أن تستمر حتى 26 يوليو، وقد سجلت درجات الحرارة في وسط البلاد وجنوبها، خصوصًا في أثينا ومدينة لاريسا، مستويات قياسية تجاوزت 43 درجة مئوية.
وأعلنت السلطات تعليق العمل في الأماكن المكشوفة خلال ساعات الذروة من الساعة 12 ظهرًا وحتى 5 مساءً، خاصة للعمال في قطاعي التوصيل والإنشاءات. كما تم إغلاق موقع الأكروبوليس الأثري مؤقتًا في ساعات النهار حفاظًا على سلامة السياح والعاملين.
اصدرت وزارة الحماية المدنية تحذيرات عاجلة، ودعت المواطنين إلى البقاء في أماكن باردة، وتجنب الخروج إلا للضرورة القصوى، مع الإكثار من شرب المياه وتفادي الأنشطة البدنية.
تركيا: حرائق في إزمير وإخلاء آلاف السكان
وفي تركيا، سجلت محافظات جنوب وغرب البلاد، وخاصة إزمير وأنطاليا ومرسين، درجات حرارة تتراوح بين 41 و44 درجة مئوية، مع رياح حارة وجافة زادت من احتمالات اندلاع الحرائق.
اندلعت حرائق غابات ضخمة قرب مدينة إزمير أمس الأول الاثنين، ما أجبر السلطات على إجلاء أكثر من 50 ألف شخص، بينما تم نشر مئات من رجال الإطفاء وطائرات مكافحة الحرائق في محاولة للسيطرة على النيران.
من جانبها، حذرت هيئة الطوارئ والكوارث الطبيعية التركية من استمرار الموجة خلال الأيام المقبلة، ودعت المواطنين إلى تجنب مناطق الغابات، واتخاذ احتياطات السلامة القصوى، خاصة مع اشتداد الرياح الجافة.
وتشير بيانات من برنامج “كوبرنيكوس” الأوروبي لمراقبة المناخ إلى أن شهر يوليو الجاري يسجل معدلات حرارة تفوق المتوسطات الطبيعية في معظم أنحاء أوروبا والشرق الأوسط، ما يعكس تأثير التغير المناخي الذي بات يُترجم على شكل موجات حر متكررة وطويلة.
ويحذر خبراء المناخ من أن مثل هذه الموجات ستصبح أكثر حدة وتكرارًا خلال السنوات المقبلة، ما لم تتخذ إجراءات حازمة للتخفيف من الانبعاثات والاحترار العالمي.
وسط هذه الأجواء الحارقة، تتجدد الدعوات حول العالم لاتخاذ مواقف جادة لمواجهة التغير المناخي، بعدما أصبحت درجات الحرارة المرتفعة تهديدًا مباشرًا لحياة البشر والنظم البيئية.