أثارت الاشتباكات المسلحة التي اندلعت مساء أمس في العاصمة الليبية طرابلس حالة قلق وترقب لدى السكان، بعدما تحولت أحياء سكنية إلى ساحات للمواجهات المسلحة وسط تبادل كثيف لإطلاق النار والأسلحة الثقيلة.

وشهدت أحياء أبو سليم وصلاح الدين جنوبي العاصمة طرابلس اشتباكات مسلحة عنيفة، فيما وثق الليبيون بعدساتهم مشاهد المواجهات الكثيفة التي خلفت العديد من الضحايا والأضرار، في وقت أعلن فيه مركز طبّ الطوارئ والدعم في المدينة عن انتشال 6 جثث من مواقع الاشتباكات.

وتشير وسائل إعلام محلية إلى أن هذه الاشتباكات اندلعت عقب مقتل عبدالغني الككلي المعروف بـ”غنيوة”، رئيس جهاز دعم الاستقرار التابع للمجلس الرئاسي، والذي يعتبر أحد قادة أقوى المجموعات المسلحة في طرابلس.

ومع اشتداد المواجهات، دعت وزارة الداخلية الليبية المواطنين في طرابلس إلى ضرورة الالتزام بالبقاء في منازلهم حفاظا على سلامتهم، في حين أعلنت وزارة الصحة رفع درجة الاستعداد في جميع المستشفيات والمراكز الطبية لاستقبال الحالات الطارئة.

وفي سياق الإجراءات الاحترازية، أعلنت وزارة التعليم تعليق الدراسة ليوم واحد، بينما قررت جامعة طرابلس تعليق الدراسة حتى إشعار آخر، كما سُجل انقطاع التيار الكهربائي في عدة مناطق بالعاصمة طرابلس جراء الاشتباكات.

وعبّرت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا عن قلقها العميق تجاه تفاقم الوضع الأمني في طرابلس، ودعت جميع الأطراف إلى وقف الاقتتال فورا واستعادة الهدوء، مذكرة جميع الأطراف بالتزاماتها بحماية المدنيين في جميع الأوقات.

تساؤل واستنكار

ورصد برنامج شبكات (2025/5/13) جانبا من تفاعلات الليبيين مع تجدد الاشتباكات في عاصمتهم طرابلس، حيث تساءل بشير في تعليقه: “لماذا القتل ليش ما قبضوا عليهم وحبسوهم كان لازم الدم.. ألا يكفي حروب وترويع المواطنين ألم يكن دعم الاستقرار أحد ركائز الدولة؟”.

فيما لاحظ سليم في تدوينته أنه، كانت النزاعات متفرقة والتراشق عشوائيا والضحية بينهم مواطن أو جندي عادي أو حي سكني بعيد.. الآن بقدرة قادر، انضمت المجموعات وإخوة السلاح بالأمس الذين لم يتفقوا على شيء بعد 2011.

بينما اعتبر مصطفى أن ما يحدث “خطوة في الاتجاه الصحيح ولكن ننتظر فرض تطبيق كل القوانين المنظمة للعمل وأن تدار مؤسسات الدولة بكفاءات وذوي الخبرات وبعيدا عن معيار المحاصصة والولاءات وبدون تدخلات وفرض إملاءات إذا أردنا للوطن أن ينهض ويزدهر.. سيادة القانون هو السبيل لتقدم الدول”.

وغرد أحمد معلقا “ليبيا اليوم صارت أكبر ساحة مفتوحة لأجهزة مخابرات عالمية.. كل ضربة محسوبة، كل رسالة مدروسة، والتنفيذ بأياد ليبية، لكن الأوامر تجي من برا (الخارج) السياسة في ليبيا لا تدار بالعاطفة بل بالرصاص الصامت والابتسامات السامة”.

وفي آخر التطورات، أعلنت وزارة الدفاع في حكومة الوحدة الوطنية ليلا سيطرتها على كامل منطقة أبوسليم وانتهاء عمليتها العسكرية بنجاح، دون أي إشارة إلى أسباب هذه الاشتباكات التي هزت العاصمة.

من جانبها، أكدت وزارة الداخلية أن الأوضاع في العاصمة طرابلس آمنة ومستقرة، ودعت المواطنين، وخاصة الموظفين في مؤسسات الدولة، إلى الالتحاق بأعمالهم والمساهمة في عودة الحياة إلى طبيعتها بعد ليلة دامية شهدتها العاصمة الليبية.

|

شاركها.