شهد سوق الإبل في مهرجان الملك عبدالعزيز للإبل بالصياهد حركة نشطة هذا العام، مع إقبال ملحوظ من التجار والمربين وعشاق هذا التراث الأصيل. وتراوحت آراء المشاركين حول مستوى الرواج الاقتصادي، لكنهم اتفقوا على أن المهرجان أصبح منصة رئيسية لعرض وبيع الإبل، خاصةً الإبل ذات السلالات المميزة والمواصفات العالية. وتعتبر الإبل من أهم رموز الثقافة والتراث السعودي، ويحظى سوقها باهتمام متزايد من المستثمرين.

حركة البيع والشراء في سوق الإبل بالصياهد

أشار الدكتور دغش بن حناش المسردي إلى أهمية الدعم الملكي لنادي الإبل، مثنيًا على التنظيم الجيد للسوق الذي يسهل على أصحاب الإبل ممارسة أعمالهم. وأضاف أن الإقبال على شراء الإبل ذات المستوى الرفيع قد ازداد بشكل ملحوظ، حيث أصبح المشترون يبحثون عن الجودة والمواصفات العالية في الجمال. واقترح الدكتور المسردي تقليل عدد المزادات التي تقام في مناطق مختلفة، معتبرًا أنها تؤثر سلبًا على حجم التداول في المهرجان الرئيسي.

أسعار الإبل وأنواعها الأكثر طلبًا

من جانبه، عبّر مبارك بن مدهوس الغنامي، صاحب مزاد الإبل في المهرجان، عن سعادته بالمستوى الرفيع الذي وصل إليه المهرجان، والذي ساهم في تعزيز مكانته على المستوى العالمي. وأكد الغنامي أن حركة البيع والشراء في السوق تعتبر مرضية جدًا، حيث يتم عرض ما لا يقل عن 200 رأس من الإبل في كل مزاد يومي.

وبحسب الغنامي، فإن الإبل المغاتير هي الأكثر طلبًا في السوق، يليها طلب على الخلفات والضرايب، ثم الإبل المعدة للقصب. وتتراوح أسعار الإبل الجيدة التي لا تصل إلى مستوى الإبل المشاركة في مسابقات المزاين بين 100 ألف ريال وقد تتجاوز ذلك، بينما تتراوح أسعار الإبل الأقل جودة بين 15 ألف ريال وما فوقها بقليل.

وفيما يتعلق بالفحول، أوضح الغنامي أن المشترين يفضلون الفحول التي لديها إنتاج معروف، مما يضمن لهم الحصول على نسل جيد. كما أشار إلى أن أسعار العسايف تتراوح بين 4000 و 5000 ريال، وأن الطلب على الإناث يفوق الطلب على الذكور.

فرص اقتصادية للشباب السعودي

أبو نايف المطيري، وهو يعمل في مجال نقل الإبل من وإلى المهرجان منذ سنوات، أكد على أهمية المهرجان كفرصة اقتصادية واعدة. ودعا الشباب السعودي إلى استغلال الفرص المتاحة في سوق الإبل، سواء في مجال البيع والشراء أو النقل أو الخدمات المساندة.

وطالب المطيري المسؤولين في نادي الإبل بتقديم الدعم للكوادر السعودية العاملة في مجال نقل الإبل، معتبرًا أن ذلك يمثل فرصة لتوفير وظائف موسمية مربحة للشباب في المملكة. ويعتبر قطاع الخدمات اللوجستية المرتبطة بالإبل من القطاعات الناشئة التي تحتاج إلى دعم وتطوير.

أهمية مهرجان الإبل في الحفاظ على التراث

يُعد مهرجان الملك عبدالعزيز للإبل منصة مهمة للحفاظ على التراث السعودي وتعزيزه، حيث يمثل الإبل جزءًا لا يتجزأ من الهوية الثقافية للمملكة. ويستقطب المهرجان أعدادًا كبيرة من الزوار والمشاركين من مختلف أنحاء المملكة ودول الخليج، مما يساهم في تبادل الخبرات والمعرفة في مجال تربية الإبل.

بالإضافة إلى دوره الثقافي، يوفر المهرجان فرصًا استثمارية واعدة في مجال الإبل والصناعات المرتبطة بها. ويشجع المهرجان على تطوير سلالات الإبل المحلية وتحسين جودتها، مما يعزز من مكانة المملكة كمركز رئيسي لتربية الإبل على مستوى العالم. كما يشهد المهرجان تطورًا في مجال الاستثمار في الإبل، مع ظهور مبادرات جديدة تهدف إلى دعم المربين وتعزيز الإنتاج.

ويتوقع أن يشهد المهرجان في السنوات القادمة المزيد من التطور والازدهار، مع زيادة الاهتمام بالإبل وتراثها. وستركز الجهود المستقبلية على تطوير البنية التحتية للمهرجان وزيادة عدد المشاركين والزوار، بالإضافة إلى تنظيم المزيد من الفعاليات والمسابقات التي تهدف إلى تعزيز مكانة الإبل في الثقافة السعودية. ومن المتوقع أن يعلن نادي الإبل عن خطط لتوسيع نطاق المهرجان ليشمل المزيد من الأنشطة والخدمات، وذلك خلال الأشهر القليلة القادمة.

شاركها.