قد تفتح المحادثات التي جرت يوم الأحد بين الرئيس دونالد ترامب والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الباب أمام أول مكالمة مباشرة بين زيلينسكي والرئيس الروسي فلاديمير بوتين منذ أكثر من خمس سنوات. وتأتي هذه التطورات وسط جهود دبلوماسية متزايدة للتوصل إلى حل للأزمة الأوكرانية، مع التركيز على إمكانية التوصل إلى اتفاق سلام ينهي القتال المستمر.

جهود ترامب الدبلوماسية والبحث عن اتفاق سلام

أكد مصدر مطلع على المناقشات أن تأمين مكالمة هاتفية مباشرة بين زيلينسكي وبوتين سيكون بمثابة “انتصار دبلوماسي” للرئيس ترامب. وصرح ترامب بأنه تحدث مع بوتين قبل الاجتماع مع زيلينسكي، واصفًا المحادثة بأنها “جيدة ومنتجة للغاية” في منشور على منصة Truth Social.

وأضاف ترامب للصحفيين بعد وصول زيلينسكي إلى فلوريدا، أنه “يعتقد أن لديهم مقومات صفقة”، مشيرًا إلى أن العملية يمكن أن “تتحرك بسرعة كبيرة”. لكنه حذر أيضًا من أن الصراع “إما أن ينتهي أو سيستمر لفترة طويلة، وسيموت ملايين الأشخاص الإضافيين”.

خلفية العلاقات بين زيلينسكي وبوتين

يأتي هذا الاجتماع بعد أيام من إعلان زيلينسكي عن إجراء “محادثة جيدة” مع المبعوث الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف وابن ترامب، جاريد كوشنر، اللذين حضرا أيضًا الاجتماع يوم الأحد. وتشير التقارير إلى أن هناك خطة سلام من 20 نقطة مدعومة من الولايات المتحدة قيد التفاوض، وتتطلب تنازلات من كل من كييف وموسكو.

وفقًا للمصدر، فإن الصعوبة الرئيسية تكمن في رفض بوتين التحدث إلى زيلينسكي منذ يوليو 2020، بعد حادثة تتعلق بمجموعة فاغنر العسكرية الروسية. وقد حاولت أوكرانيا مرارًا وتكرارًا إجراء محادثات مباشرة، لكنها قوبلت بالرفض.

كانت آخر محاولة للاتصال المباشر بين الزعيمين مرتبطة بعملية فاشلة أوكرانية استهدفت عناصر من فاغنر في بيلاروسيا. وقد أدت هذه العملية الفاشلة إلى مزيد من التوتر في العلاقات بين البلدين.

قبل عام 2020، كانت المكالمات بين زيلينسكي وبوتين تتميز بالتوتر وعدم الود. كان بوتين دائمًا صامتًا، بينما كان زيلينسكي يحاول بناء علاقة جيدة.

وصف المصدر سلوك زيلينسكي خلال المحادثات بأنه “متملق”، حيث كان يتظاهر بالود والتهذيب، ويقرأ من ملاحظاته خوفًا من نسيان أي شيء.

خطة السلام المقترحة ومواقف الأطراف

تشير الأنباء إلى أن خطة السلام المقترحة تتضمن انسحابًا محدودًا للقوات الأوكرانية من أجزاء من شرق أوكرانيا، دون اعتراف رسمي بالسيطرة الروسية، بالإضافة إلى إنشاء مناطق منزوعة السلاح. كما يطالب زيلينسكي بضمانات أمنية قانونية ملزمة من الولايات المتحدة لردع أي عدوان روسي مستقبلي.

وفي هذا السياق، صرح زيلينسكي بأنه مستعد لتقديم مقترحات سلام جديدة للولايات المتحدة وروسيا، بعد التشاور مع القادة الأوروبيين. كما أشار إلى أن أوكرانيا مستعدة لفعل “كل ما يلزم” لوقف الحرب.

من جانبه، وصف الرئيس بوتين خطة السلام التي قدمها ترامب بأنها “نقطة انطلاق”، لكنه حذر أوكرانيا من أنها يجب أن تنسحب من المناطق المتنازع عليها أو تواجه “القوة”.

التحديات والعقبات

تعتبر قضية الضمانات الأمنية من القضايا الرئيسية التي تواجه عملية السلام. وتصر أوكرانيا على الحصول على ضمانات قانونية ملزمة، بينما تتردد الولايات المتحدة في تقديم مثل هذه الضمانات. بالإضافة إلى ذلك، يظل الخلاف حول وضع المناطق المتنازع عليها في شرق أوكرانيا عقبة رئيسية أمام التوصل إلى اتفاق.

تتطلب عملية السلام أيضًا بناء الثقة بين الأطراف المتنازعة، وهو أمر صعب في ظل تاريخ طويل من العداء والاتهامات المتبادلة.

الخطوة التالية المتوقعة هي استمرار المفاوضات بين الولايات المتحدة وروسيا وأوكرانيا، بهدف تضييق الخلافات والتوصل إلى صيغة مقبولة للجميع. من المقرر أن يجتمع المبعوثون الأمريكيون مع المسؤولين الروس والأوكرانيين في الأيام القادمة لمناقشة تفاصيل خطة السلام.

ومع ذلك، لا تزال هناك العديد من الشكوك حول مستقبل عملية السلام. فمن غير الواضح ما إذا كان بوتين مستعدًا لتقديم تنازلات حقيقية، أو ما إذا كان زيلينسكي سيقبل أي اتفاق لا يضمن سيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها.

شاركها.