تتصاعد المنافسة على الاستحواذ على أصول شركة “لوك أويل” الدولية، مع دخول شركات كبرى مثل “إكسون موبيل” و”شيفرون” و”أدنوك” ومجموعة “كارلايل” في الصورة. يأتي هذا الاهتمام المتزايد قبل سريان عقوبات أمريكية جديدة على الشركة الروسية في الشهر المقبل، مما يضغط على “لوك أويل” لإتمام صفقة سريعة. وتشير التطورات إلى أن بيع أصول لوك أويل قد يكون وشيكاً.

وتشمل الأصول المعروضة للبيع حصصاً في مشاريع نفطية وغازية حول العالم، بما في ذلك حقل غرب القرنة 2 في العراق. وتسعى “لوك أويل” إلى بيع هذه الأصول لتجنب تجميدها أو مصادرتها بموجب العقوبات الأمريكية، بينما تتطلع الشركات المهتمة إلى توسيع نطاق عملياتها والاستفادة من الفرص المتاحة. هذه العملية تكتسب زخماً بسبب التغيرات الجيوسياسية والاقتصادية.

الشركات تتنافس على الاستحواذ على أصول لوك أويل

تدرس “إكسون موبيل” و”شيفرون” بشكل خاص حصة “لوك أويل” في حقل غرب القرنة 2 العراقي، وهو أحد أكبر حقول النفط في البلاد. يعتبر هذا الحقل هدفاً جذاباً نظراً لإمكاناته الإنتاجية الكبيرة وأهميته الاستراتيجية في سوق الطاقة العالمي.

من جهتها، تُظهر شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك) اهتماماً واسعاً بمختلف أصول “لوك أويل”، مع التركيز على عمليات الشركة الروسية في مجال الغاز الطبيعي في أوزبكستان. وتعتبر أوزبكستان سوقاً واعدة للغاز الطبيعي، وتسعى “أدنوك” إلى تعزيز وجودها في هذه المنطقة.

انهيار صفقة جنفور وتأثيرها

وكانت “لوك أويل” قد اتفقت في وقت سابق على بيع كامل نشاطها الدولي لمجموعة “جنفور”، لكن الصفقة انهارت بشكل مفاجئ بعد تدخل الولايات المتحدة. أعربت الحكومة الأمريكية عن مخاوفها بشأن هيكل الصفقة المحتمل وتأثيرها على الأمن القومي.

وبحسب مصادر مطلعة، تفضل إدارة ترامب أن تستحوذ جهة أمريكية على الأصول العالمية لـ “لوك أويل”، مما قد يحد من قائمة المشترين المحتملين. لم تصدر وزارة الخزانة الأمريكية أي تعليق رسمي بشأن هذا التفضيل، لكنه يمثل عاملاً رئيسياً في تحديد مسار الصفقة.

سيناريوهات محتملة لعملية البيع

تواجه “لوك أويل” تحدياً في إيجاد مشترٍ يوافق على دفع سعر مناسب للأصول كحزمة واحدة، وهو ما تفضله الشركة. وقد يؤدي ذلك إلى تبني عملية من خطوتين، حيث تستحوذ شركة مالية على جميع الأصول ثم تقوم بإعادة بيعها على أجزاء بمرور الوقت. هذا السيناريو يمكن أن يوفر مرونة أكبر في عملية البيع.

هناك أيضاً احتمال أن يتم تقسيم الأصول بين عدة مشترين، مع حصول كل شركة على حصة في مشاريع محددة. هذا الخيار قد يكون أكثر تعقيداً من الناحية الإدارية والقانونية، ولكنه قد يزيد من القيمة الإجمالية للصفقة.

الشركات المستثمرة (investors) مثل مجموعة “كارلايل” تتابع الوضع عن كثب، وتدرس فرص الاستثمار المحتملة في أصول “لوك أويل”. قد تلعب هذه الشركات دوراً مهماً في تسهيل عملية البيع وتقديم التمويل اللازم. الاستثمار الأجنبي المباشر (foreign direct investment) في قطاع الطاقة يخضع لرقابة متزايدة.

ويُعيد هذا التطور التركيز على التحديات التي تواجه الشركات الروسية في ظل العقوبات الغربية. تسعى هذه الشركات إلى تقليل تعرضها للعقوبات من خلال بيع أصولها الدولية، لكنها تواجه صعوبات في إيجاد مشترين مستعدين للدخول في صفقات معها. العقوبات الاقتصادية (economic sanctions) تلعب دوراً محورياً في هذه التحولات.

من المتوقع أن تشهد الأيام القليلة القادمة تطورات جديدة في هذه القضية، حيث يستعد المشترون المحتملون لتقديم عروضهم الرسمية. مع اقتراب موعد سريان العقوبات الأمريكية في 13 ديسمبر، من المرجح أن تضغط “لوك أويل” على إتمام الصفقة في أقرب وقت ممكن. يبقى من غير الواضح ما إذا كانت الولايات المتحدة ستسمح بصفقة مع شركة غير أمريكية، وهو الأمر الذي سيحدد بشكل كبير مسار الأحداث. يجب متابعة ردود فعل وزارة الخزانة الأمريكية والتطورات في السوق النفطي.

شاركها.