استعرضت وزارة البيئة والمياه والزراعة في المملكة العربية السعودية خلال فعاليات مؤتمر ومعرض الحج 1447هـ بجدة، بين 9 و 12 نوفمبر، جهودها المتواصلة لتقديم خدمات بيئية وصحية وزراعية متميزة لضيوف الرحمن. ويهدف المؤتمر والمعرض، الذي حمل شعار “من مكة إلى العالم”، إلى إبراز الإمكانات الحكومية في دعم خدمات الحجاج وتسهيل أداء مناسكهم. وتأتي هذه المشاركة في إطار سعي المملكة الدائم لتحسين تجربة الحج.

عقدت النسخة الخامسة من المؤتمر والمعرض في مركز جدة الدولي للمعارض والمؤتمرات، بحضور مسؤولين حكوميين وخبراء في مجالات الحج والعمرة والبيئة. وقد سلطت وزارة البيئة والمياه والزراعة الضوء على مبادراتها في مجال إدارة النفايات، ومكافحة الآفات، وضمان سلامة الغذاء المقدم للحجاج، وذلك بهدف الحفاظ على الصحة العامة والبيئة خلال موسم الحج. وتشير التقارير إلى ارتفاع أعداد الحجاج هذا العام، مما يزيد من أهمية هذه الجهود.

تعزيز خدمات الحجاج من خلال المبادرات البيئية والزراعية

تولي المملكة العربية السعودية اهتمامًا بالغًا بتقديم أفضل الخدمات لضيوف الرحمن، وتعتبر وزارة البيئة والمياه والزراعة جزءًا أساسيًا من هذه المنومة. وتركز الوزارة على توفير بيئة صحية وآمنة، بالإضافة إلى دعم الجهود الزراعية لتوفير منتجات غذائية عالية الجودة. ويمثل الحج تحديًا لوجستيًا وبيئيًا كبيرًا، يتطلب تنسيقًا دقيقًا بين مختلف الجهات الحكومية.

إدارة النفايات والحفاظ على النظافة

تعتبر إدارة النفايات أحد أهم التحديات خلال موسم الحج، نظرًا للكميات الهائلة من النفايات التي يتم إنتاجها يوميًا. وقد أعلنت وزارة البيئة والمياه والزراعة عن خطط لزيادة عدد حاويات النفايات في المشاعر المقدسة، وتكثيف عمليات جمع ونقل النفايات. بالإضافة إلى ذلك، تعمل الوزارة على توعية الحجاج بأهمية الحفاظ على النظافة وتقليل النفايات.

وتشمل هذه الخطط أيضًا استخدام تقنيات حديثة في معالجة النفايات، مثل إعادة التدوير وتحويل النفايات إلى طاقة. وتهدف الوزارة إلى تقليل الأثر البيئي للحج، وتحقيق الاستدامة في إدارة الموارد. وذكرت الوزارة أنها تتعاون مع شركات متخصصة في مجال إدارة النفايات لتنفيذ هذه الخطط بفعالية.

ضمان سلامة الغذاء ومكافحة الآفات

تولي وزارة البيئة والمياه والزراعة اهتمامًا خاصًا بسلامة الغذاء المقدم للحجاج، حيث يتم تشديد الرقابة على المطاعم والمحلات التجارية التي تقدم خدمات الإطعام. ويتم إجراء فحوصات دورية على الأغذية للتأكد من مطابقتها للمواصفات الصحية. الأمر يتعلق أيضًا بمراقبة سلسلة التوريد الغذائي بأكملها، لضمان وصول غذاء آمن وصحي لضيوف الرحمن.

بالإضافة إلى ذلك، تقوم الوزارة بحملات مكافحة الآفات في المشاعر المقدسة، وذلك للحد من انتشار الأمراض والحفاظ على الصحة العامة. وتشمل هذه الحملات رش المبيدات الحشرية في المناطق التي تشهد انتشارًا للآفات، وتوفير فرق طبية للتعامل مع أي حالات طارئة. وتعتبر مكافحة ناقلات الأمراض جزءًا لا يتجزأ من خطط الاستعداد للحج.

المبادرات الزراعية و توفير المياه

تعمل الوزارة على دعم المبادرات الزراعية التي تهدف إلى توفير منتجات محلية طازجة للحجاج. ويشمل ذلك تشجيع المزارع المحلية على زيادة إنتاجها، وتوفير الدعم الفني والإرشادي للمزارعين. وتسهم هذه المبادرات في تحقيق الأمن الغذائي، وتقليل الاعتماد على الواردات.

وفيما يتعلق بالمياه، تتبنى الوزارة استراتيجيات لترشيد استهلاك المياه، وتعزيز استخدام المياه المعاد تدويرها في ري المسطحات الخضراء وتنظيف الشوارع. وتشمل هذه الاستراتيجيات تركيب أنظمة ري حديثة، وتوعية الحجاج وأفراد المجتمع بأهمية ترشيد استهلاك المياه. يعتبر توفير المياه تحديًا كبيرًا في المملكة العربية السعودية، ويتطلب جهودًا مشتركة من جميع الجهات.

وقد ذكرت وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية أنها تعمل بالتنسيق مع وزارة البيئة والمياه والزراعة لتدريب الكوادر العاملة في موسم الحج على أفضل الممارسات في مجال الصحة والسلامة. كما تتعاون وزارة الصحة مع الوزارتين لتوفير الخدمات الطبية اللازمة للحجاج، والتعامل مع أي حالات طارئة. وتشير التحليلات إلى أن التنسيق بين مختلف الجهات الحكومية يعتبر عاملًا رئيسيًا في نجاح موسم الحج.

في سياق متصل، تتجه أنظار الجهات المعنية نحو الاستفادة من التقنيات الحديثة في تحسين خدمات الحجاج، مثل استخدام الطائرات بدون طيار في مراقبة الأماكن المقدسة، وتطبيقات الهاتف المحمول لتقديم المعلومات والتوجيهات للحجاج، واستخدام الذكاء الاصطناعي في تحليل البيانات واتخاذ القرارات. وتعتبر هذه التقنيات أدوات قيمة في إدارة الحشود، وتحسين الخدمات اللوجستية.

من المتوقع أن تعلن وزارة البيئة والمياه والزراعة عن نتائج تقييم جهودها خلال موسم الحج 1447هـ في تقرير شامل خلال الأشهر القليلة القادمة. وستشمل هذه النتائج تقييمًا لأداء خطط إدارة النفايات، وسلامة الغذاء، ومكافحة الآفات، وترشيد استهلاك المياه. وستعتمد الوزارة على هذه النتائج في تطوير خططها المستقبلية، وتحسين خدمات الحجاج بشكل مستمر. وستراقب الجهات المعنية عن كثب أي تحديات جديدة قد تظهر في موسم الحج القادم، وكيفية التعامل معها بفعالية.

شاركها.