يتوقع أن يتباطأ نمو تجارة السلع العالمية بشكل حاد في العام المقبل، بعد أداء قوي مفاجئ في النصف الأول من العام الجاري، نتيجة التأثير المتأخر للرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترمب، وفقاً لـ”منظمة التجارة العالمية”.

رجحت المنظمة، في تقرير صدر اليوم الثلاثاء من مقرها في جنيف، أن ترتفع أحجام تجارة السلع بنسبة 2.4% هذا العام، وهي نسبة أسرع بكثير من التوقع السابق في أغسطس البالغ 0.9%. لكن حجم هذه الترقية يقابله خفض في التوقعات لعام 2026، حيث تتوقع المنظمة الآن نمواً بنسبة 0.5% فقط، مقارنةً بتقدير سابق بلغ 1.8%.

تشير التوقعات المتباينة إلى أن التأثير الكامل للرسوم الجمركية التي فرضها ترمب على أساس كل دولة وكل قطاع قد يتأخر حتى العام المقبل، بحسب المنظمة.

صمود النظام التجاري العالمي

“مع تطبيق رسوم جمركية أعلى حالياً، واستمرار حالة عدم اليقين في السياسات التجارية، من المتوقع أن يتراجع الطلب المسبق على السلع مع استنزاف المخزونات المتراكمة وتباطؤ نمو الناتج المحلي الإجمالي، حسبما ذكر التقرير.

وأضاف: “ظهرت مؤشرات محتملة على الضعف في التجارة والإنتاج الصناعي في الاقتصادات المتقدمة، بما في ذلك تراجع ثقة الشركات والمستهلكين، وبطء نمو التوظيف والدخل”.

اقرأ أيضاً: مع دخول الرسوم حيز التنفيذ.. ماذا تحقق من أحلام ترمب الجمركية على أرض الواقع؟

قالت نغوزي أوكونجو-إيويالا، المديرة العامة لمنظمة التجارة العالمية، خلال مؤتمر صحفي، إن الصمود الذي أظهره النظام التجاري العالمي في وجه الإجراءات “الأحادية” يدل على وجود مجموعة أساسية من الاقتصادات التي ما تزال توفر الاستقرار في النظام التجاري العالمي.

وقالت إن ثلاثة أرباع التجارة العالمية ما تزال تُجرى وفقاً لقواعد منظمة التجارة العالمية.

الذكاء الاصطناعي يقود نشاط التجارة

أشارت المنظمة إلى أن الشحنات المرتبطة بمنتجات الذكاء الاصطناعي كانت المحرك الرئيسي للنشاط القوي في النصف الأول من العام عالمياً.

بناءً على نحو 100 بند جمركي تشمل مكونات مثل أشباه الموصلات والمعالجات، وأجهزة الحاسوب المكتملة، وخوادم السحابة، ومعدات الاتصالات، فقد نمت التجارة في هذه الفئة بأكثر من 20% مقارنةً بالعام السابق.

وعلى النقيض من ذلك، بلغ نمو التجارة في السلع غير المرتبطة بالذكاء الاصطناعي أقل من 4%، وفقاً لتقرير المنظمة.

ولفتت المنظمة إلى أن منتجات الذكاء الاصطناعي شكّلت أقل من عُشر تجارة السلع العالمية في النصف الأول من العام، لكنها ساهمت بما يقارب نصف النمو الإجمالي للتجارة في هذه الفترة.

كما أوضحت أن التباطؤ التجاري في عام 2026 سيحدث مع تباطؤ الاقتصاد العالمي، ومع الشعور الكامل بتأثير الرسوم الجمركية المرتفعة طوال عام كامل.

شاركها.