21/7/2025–|آخر تحديث: 18:24 (توقيت مكة)
اتهم تقرير حقوقي مشترك لـ3 منظمات حقوقية السلطات الأميركية بإخضاع مهاجرين محتجزين في 3 مراكز احتجاز بولاية فلوريدا لظروف مسيئة ومهينة، بعضها يهدد الحياة.
وأوضح التقرير أن مراكز الاحتجاز في “كروم نورث”، و”براورد ترانزيشنال سنتر”، و”المركز الفدرالي للاحتجاز في ميامي”، تشهد اكتظاظا شديدا، وظروفا غير صحية، وإهمالا للرعاية الطبية والنفسية، إضافة إلى ممارسات مهينة مثل تقييد المحتجزين وحرمانهم من أبسط الحقوق الإنسانية.
ووثق تقرير هيومن رايتس ووتش وأميركيون من أجل العدالة للمهاجرين ومنظمة “سانكتشوري أوف ذا ساوث” (ملاذ الجنوب) شهادات 17 مهاجرا تعرضوا لمعاملة قاسية منذ يناير/كانون الثاني 2025، بينهم من أُصيبوا بأمراض مزمنة مثل السكري والربو، ومن توفي نتيجة الإهمال الطبي.
وأشار التقرير إلى أن النساء احتُجزن في مرافق مخصصة للرجال من دون أي اعتبار لاحتياجاتهن، وسط انتهاك للخصوصية وغياب الرعاية الطبية المناسبة. وروى بعض المحتجزين تعرضهم للتكبيل والضرب عند احتجاجهم أو مطالبتهم بالمساعدة الطبية، كما أجبر آخرون على تناول الطعام وهم مكبلو الأيدي خلف ظهورهم في أوضاع وصفت بالمهينة.
وقالت بلقيس والي، مديرة الأزمات والنزاعات في هيومن رايتس ووتش، إن “المحتجزين يُعاملون على أنهم أقل من البشر، وهذا نتيجة نظام احتجاز معيب يزخر بالانتهاكات الجسيمة”.
ورأت المنظمات أن سياسات الإدارة الأميركية في عهد الرئيس دونالد ترامب أدت إلى تصاعد حملات الاعتقال وزيادة اكتظاظ مراكز الاحتجاز، إذ تجاوزت بعض المرافق طاقتها الاستيعابية 3 أضعاف.
من جانبها، أكدت كايتي بلانكنشيب، محامية الهجرة للمؤسسة المشاركة في كتابة التقرير وهي “ملاذ الجنوب”، أن السياسات المتشددة تفرق الأسر وتفاقم الأزمة الإنسانية، وتشير إلى أن عمليات الاعتقال الجماعية والاحتجاز التعسفي تهدد حياة المهاجرين وتضرب القيم الإنسانية.
ورصد التقرير حالات وفاة قد تكون مرتبطة بسوء الرعاية، إلى جانب منع البعض من الاستحمام أو الحصول على مستلزمات النظافة الشخصية، وإجبار نساء على استخدام مراحيض مكشوفة أمام محتجزين رجال.
وطالبت المنظمات الإدارة الأميركية بوقف الاحتجاز الجماعي للمهاجرين واعتماد بدائل مجتمعية تحترم الكرامة الإنسانية، إلى جانب إلزام سلطات الهجرة بتحسين شروط الاحتجاز وضمان إشراف مستقل على مراكز الاحتجاز وتقديم الرعاية الطبية والنفسية اللازمة.