تسعى شركة أمريكية ناشئة للاستحواذ على حقوق ملكية اسم “تويتر” بعد أن تخلت عنه شركة إكس (سابقًا تويتر) بقيادة إيلون ماسك، مما يفتح الباب أمام معركة قانونية محتملة حول العلامة التجارية الشهيرة. وتهدف شركة “أوبريشن بلوبيرد” إلى استخدام الاسم في منصة تواصل اجتماعي جديدة تحمل اسم “تويتر.نيو”، في خطوة قد تعيد إحياء ذكرى العلامة التجارية التي كانت ذات يوم مهيمنة على المشهد الرقمي.
صراع على علامة “تويتر” التجارية: التفاصيل والإجراءات القانونية
تقدمت شركة “أوبريشن بلوبيرد” بطلب رسمي في ولاية فرجينيا للحصول على حقوق ملكية اسم “تويتر”، مستندةً إلى أن شركة إكس تخلت عن هذه الحقوق بشكل فعال. ويقود هذا الجهد ستيفن كوتس، المحامي السابق لشؤون العلامات التجارية في تويتر، والذي يشغل الآن منصب المستشار العام لشركة أوبريشن بلوبيرد. ويستند الالتماس إلى أن إيلون ماسك أعلن علنًا عن نيته التخلي عن كل ما يتعلق بعلامة الطائر الأزرق، مما يشير إلى عدم وجود نية للاحتفاظ بحقوق العلامة التجارية.
تخلي إيلون ماسك عن العلامة التجارية
في يوليو 2023، غرد إيلون ماسك معلنًا عن قرب وداع علامة “تويتر” التجارية وجميع الطيور بشكل تدريجي. وقد أثار هذا الإعلان تساؤلات حول مستقبل العلامة التجارية، خاصة بعد الاستحواذ الكامل على المنصة في عام 2022 مقابل 44 مليار دولار أمريكي، وتحويلها لاحقًا إلى “إكس”.
لم ترد شركة إكس حتى الآن على طلبات التعليق من وكالة رويترز للأنباء. ومع ذلك، أكد كوتس أن طلبه قانوني تمامًا، مشيرًا إلى أن شركة إكس تخلت رسميًا عن علامة “تويتر” التجارية.
الآثار القانونية المحتملة
يرى جوش جيربن، محامي متخصص في حقوق الملكية الفكرية، أن شركة إكس قد تواجه صعوبات قانونية في إثبات ملكيتها لعلامة “تويتر” إذا توقفت عن استخدامها بشكل كامل. ومع ذلك، يضيف جيربن أن هذا لا يعني بالضرورة أن شركة أوبريشن بلوبيرد يمكنها استخدام العلامة التجارية تجاريًا دون مواجهة تحديات قانونية. فقد يتطلب الأمر إثبات أن استخدام “تويتر.نيو” لا يسبب التباسًا لدى المستهلكين.
ماذا يعني هذا لمستقبل العلامات التجارية في وسائل التواصل الاجتماعي؟
تأتي هذه الخطوة في وقت يشهد فيه قطاع وسائل التواصل الاجتماعي تحولات كبيرة، مع ظهور منصات جديدة وتغيرات في سلوك المستخدمين. إن صراعًا على علامة تجارية شهيرة مثل “تويتر” يسلط الضوء على أهمية حماية العلامات التجارية في العصر الرقمي، وعلى التحديات التي تواجهها الشركات عند تغيير هويتها التجارية بشكل جذري. كما يثير تساؤلات حول قيمة العلامات التجارية الراسخة، وما إذا كان من الممكن التخلي عنها بشكل كامل لصالح علامات تجارية جديدة.
بالإضافة إلى ذلك، قد يؤثر هذا الصراع على المنافسة في سوق وسائل التواصل الاجتماعي. فإذا نجحت شركة أوبريشن بلوبيرد في الحصول على حقوق ملكية اسم “تويتر”، فقد تتمكن من جذب المستخدمين الذين يشعرون بالحنين إلى العلامة التجارية القديمة، أو الذين يبحثون عن بديل لمنصة إكس.
من الجدير بالذكر أن هذه القضية قد تفتح الباب أمام قضايا مماثلة في المستقبل، حيث تسعى الشركات الناشئة إلى الاستفادة من العلامات التجارية المهجورة أو التي فقدت شعبيتها.
من المتوقع أن ترد شركة إكس رسميًا على الالتماس المقدم من شركة أوبريشن بلوبيرد في غضون الأسابيع القليلة القادمة. وستكون ردودهم حاسمة في تحديد مسار هذه القضية، وما إذا كانت ستؤدي إلى معركة قانونية مطولة أم لا. سيكون من المهم متابعة تطورات هذه القضية، حيث يمكن أن يكون لها آثار كبيرة على مستقبل العلامات التجارية في وسائل التواصل الاجتماعي، وعلى المشهد الرقمي بشكل عام.






