|

بدأت الصين وروسيا اليوم الأحد مناورات عسكرية مشتركة في بحر اليابان، في إطار سعيهما لتعميق شراكتهما في مواجهة ما يعتبرانه هيمنة أميركية.

وجاء في بيان لوزارة الدفاع الصينية أن تدريبات “البحر المشترك 2025” انطلقت قرب ميناء فلاديفوستوك الروسي.

وأوضح البيان “أن الجيشين سيجريان عمليات إنقاذ غواصات، ومعركة مشتركة ضد غواصات، ودفاعا جويا مضادا للصواريخ، ومعارك بحرية”.

وإلى جانب السفن الروسية، تشارك في التدريبات 4 سفن صينية، من بينها مدمرتا الصواريخ الموجهة شاوشينغ وأورومتشي، بحسب الوزارة.

ونقلت وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء عن الأسطول الروسي في المحيط الهادي قوله إن سلاحي البحرية الروسية والصينية يجريان مناورات مدفعية ومضادة للغواصات في بحر اليابان” في إطار تدريبات مشتركة مقررة”.

ونقلت إنترفاكس عن أسطول المحيط الهادي قوله إن سفنا روسية وصينية تتحرك في مفرزة مشتركة تضم سفينة روسية كبيرة مضادة للغواصات ومدمرتين صينيتين.

وأضافت أن غواصات تعمل بالديزل والكهرباء من البلدين شاركت أيضا، فضلا عن سفينة إنقاذ غواصات صينية. ويأتي ذلك في إطار مناورات بعنوان “التفاعل البحري 2025” من المقرر أن تنتهي يوم بعد غد الثلاثاء.

وأوضحت إنترفاكس أن بحارة روسيين وصينيين سيجرون عمليات إطلاق مدفعية ويمارسون مهام دفاع جوي ومضاد للغواصات ويحسنون عمليات البحث والإنقاذ المشتركة في البحر.

وبعد التدريبات التي تستمر 3 أيام ستُجري روسيا والصين دوريات بحرية في “مياه المحيط الهادي”.

تصريحات ديمتري ميدفيديف (يمين) أثارت غضب ترامب (وكالات)

توقيت ورسائل

وأكدت وزارة الدفاع الصينية أن مناورات 2025 تهدف إلى “تعميق الشراكة الإستراتيجية الشاملة” بين البلدين. وهي تسبق زيارة مقررة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى الصين أواخر أغسطس/آب الجاري.

وسيحضر بوتين قمة لمنظمة شنغهاي للتعاون واحتفالات بذكرى مرور 80 عاما على انتهاء الحرب العالمية الثانية، تشمل عرضا عسكريا. ومن المقرر أن يجري محادثات مع الرئيس الصيني شي جين بينغ.

وتأتي هذه التدريبات والمناورات بعد يومين من إصدار الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمرا بوضع غواصتين نوويتين في “المناطق المناسبة” ردا على تصريحات للرئيس الروسي السابق ديمتري ميدفيديف.

وقال ترامب إن أمره للغواصات يوم الجمعة الماضي جاء ردا على ما وصفه بتصريحات “استفزازية للغاية” أدلى بها ميدفيديف بشأن خطر الحرب بين الخصمين المسلحين نوويا.

وتأتي تعليقات ترامب في وقت يتصاعد فيه التوتر مع موسكو في ظل شعوره بالإحباط إزاء عدم إحراز تقدم نحو إنهاء الحرب في أوكرانيا.

وتجري روسيا والصين، اللتان وقعتا اتفاق شراكة إستراتيجية “بلا حدود” قبل وقت قصير من خوض روسيا الحرب في أوكرانيا عام 2022، مناورات عسكرية منتظمة للتدريب على التنسيق بين قواتهما المسلحة وإرسال إشارة ردع إلى الخصوم.

ويُجري البلدان تدريبات مشتركة بانتظام منذ سنوات، وبدأت مناورات “البحر المشترك” في عام 2012. وأُجريت مناورات “البحر المشترك-2024” على طول ساحل الصين الجنوبي.

وشهدت العلاقات بين موسكو وبكين تقاربا منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في مطلع عام 2022.

وبينما اعتمدت الصين رسميا موقفا محايدا في هذه الحرب، إلا أنها لم تندد بالغزو الروسي ولم تدع موسكو للانسحاب من أراضي جارتها.

ويعتقد كثير من حلفاء أوكرانيا الغربيين أن بكين وفّرت الدعم لموسكو. وفي أبريل/نيسان، اتهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الصين “بتزويد روسيا بالأسلحة”.

وتنفي بكين هذه الاتهامات، وتصرّ على أنها طرف محايد وتدعو مرارا إلى وضع حد للقتال، بينما تتهم البلدان الغربية بإطالة أمد النزاع عبر تسليح أوكرانيا.

شاركها.