تواصل اليوم الأربعاء، مركز الملك عبدالعزيز للخيل العربية الأصيلة في ديراب بالرياض، استضافة فعاليات العرض الدولي الثامن لجمال الخيل العربية الأصيلة. شهد اليوم الثاني من العرض منافسات قوية ومثيرة في فئات الأمهار والمهرات، بمشاركة نخبة من الخيول من مختلف أنحاء العالم. وقد جذب العرض حشودًا كبيرة من المهتمين والخبراء في هذا المجال.

يُقام العرض الدولي لجمال الخيل العربية الأصيلة بتنظيم من مركز الملك عبدالعزيز للخيل، ويستمر حتى يوم السبت القادم. يهدف هذا الحدث إلى تعزيز مكانة المملكة العربية السعودية كوجهة عالمية رائدة في مجال تربية الخيل العربية الأصيلة، بالإضافة إلى تبادل الخبرات والمعرفة بين المربين والمهتمين.

منافسات الأمهار والمهرات تبرز جمال الخيل العربية الأصيلة

ركز اليوم الثاني من العرض بشكل أساسي على تقييم الأمهار والمهرات، وهي الفئات العمرية الأصغر للخيل. تعتبر هذه المرحلة مهمة للغاية في تحديد الخيول الواعدة التي ستمثل مستقبل هذا الفن العريق. تضمنت المنافسات فحصًا دقيقًا للشكل الخارجي، والحركة، والنسب، بالإضافة إلى تقييم الصفات الوراثية.

معايير التحكيم في فئات الأمهار والمهرات

يعتمد التحكيم في هذه الفئات على معايير محددة تهدف إلى تقييم مدى تطابق الخيل مع المواصفات القياسية لالخيل العربية الأصيلة. تشمل هذه المعايير الرأس، والرقبة، والجسم، والأطراف، بالإضافة إلى الحيوية والقدرة على الحركة. يحرص الحكام على اختيار الخيول التي تتمتع بأفضل التكوينات الوراثية والتي تظهر إمكانات عالية في المستقبل.

تعتبر المملكة العربية السعودية من الدول الرائدة في الحفاظ على سلالة الخيل العربية الأصيلة، ولها تاريخ طويل وعريق في هذا المجال. يعود هذا الاهتمام إلى القيمة الثقافية والتراثية التي تمثلها هذه الخيول، بالإضافة إلى أهميتها الاقتصادية المتزايدة. وقد ساهمت رؤية المملكة 2030 في دعم قطاع الفروسية بشكل عام، وقطاع الخيل العربية الأصيلة بشكل خاص.

شهدت المنافسات اليوم مشاركة واسعة من مختلف الدول العربية والأجنبية، بما في ذلك مصر، والأردن، ولبنان، وبولندا، وروسيا. يعكس هذا التنوع الاهتمام العالمي المتزايد بالخيل العربية الأصيلة، والرغبة في تبادل الخبرات والمعرفة في هذا المجال. كما يعزز مكانة العرض الدولي في ديراب كأحد أهم الفعاليات المتخصصة في هذا المجال على مستوى العالم.

بالإضافة إلى المنافسات الرسمية، تضمن العرض فعاليات مصاحبة تهدف إلى تثقيف الجمهور حول الخيل العربية الأصيلة. شملت هذه الفعاليات محاضرات وورش عمل يقدمها خبراء متخصصون، بالإضافة إلى عروض للفروسية التقليدية. وقد لاقت هذه الفعاليات استحسانًا كبيرًا من الزوار، الذين عبروا عن تقديرهم للجهود المبذولة في الحفاظ على هذا التراث العريق.

تعتبر تربية الخيل العربية الأصيلة من الصناعات الواعدة في المملكة العربية السعودية، حيث تشهد نموًا متزايدًا في السنوات الأخيرة. وقد ساهمت الحكومة في دعم هذا القطاع من خلال تقديم العديد من الحوافز والتسهيلات للمربين. كما تعمل على تطوير البنية التحتية اللازمة لتربية الخيل، بما في ذلك إنشاء مراكز متخصصة للتدريب والرعاية. وتشير التقديرات إلى أن قطاع الخيل يساهم بشكل كبير في الناتج المحلي الإجمالي للمملكة.

تعتبر المنافسات في فئات الأمهار والمهرات بمثابة نقطة انطلاق للخيول الشابة، حيث تتيح لها فرصة عرض قدراتها وإمكاناتها أمام لجنة التحكيم والجمهور. كما تساعد هذه المنافسات المربين على تقييم مستوى إنتاجهم، وتحديد الخيول التي تستحق الاستثمار فيها. بالإضافة إلى ذلك، تساهم هذه المنافسات في رفع مستوى الوعي بأهمية الخيل العربية الأصيلة، وتشجيع المزيد من الشباب على الانخراط في هذا المجال.

تستمر فعاليات العرض الدولي الثامن لجمال الخيل العربية الأصيلة في مركز الملك عبدالعزيز للخيل في ديراب حتى يوم السبت القادم. من المتوقع أن تشهد الأيام المتبقية منافسات قوية في فئات الخيول البالغة، بالإضافة إلى المزيد من الفعاليات المصاحبة التي تهدف إلى تثقيف الجمهور والترويج لهذا التراث العريق. وستعلن اللجنة المنظمة عن نتائج المنافسات النهائية في حفل ختام العرض.

في الختام، يمثل هذا العرض فرصة مهمة لتعزيز مكانة المملكة العربية السعودية في عالم الخيل العربية الأصيلة. ومع استمرار الدعم الحكومي والاهتمام المتزايد من القطاع الخاص، من المتوقع أن يشهد هذا القطاع المزيد من النمو والازدهار في المستقبل. يبقى التحدي الأكبر هو الحفاظ على نقاء السلالة، وتعزيز القدرة التنافسية للخيل السعودية في المحافل الدولية.

شاركها.