19/8/2025–|آخر تحديث: 19:04 (توقيت مكة)
مدفوعين بحب الأموال وإغراءات الثراء السريع، يخاطر كثير من الشباب في زامبيا بعضهم في سن المراهقة بحياتهم كعمّال غير نظاميين في مناجم النحاس الخطرة بزامبيا، في حين يحقق نافذون وسياسيون أرباحا كثيرة من رواء نشاط هؤلاء الشباب.
وفي مظهر من مظاهر ضعف الحكومة باتت النشاطات غير المشروعة في مجال المناجم تتسع دائرتها على نطاق واسع من الدولة لتشمل شبكة عابرة للحدود في جنوب قارة أفريقيا.
ووفقا لتقارير ومعلومات ميدانية، فإن الأعمال غير المرخّصة تقف خلفها جهات مدعومة من مسؤولين وسياسيين كبار يعطون تعليمات للجهات الأمنية بعدم عرقلة من يزاولون هذه الأعمال.
ومن الأحياء الفقيرة يُستجلب الأطفال عبر شبكات يقودها رجال أعمال محليون، وتجار أجانب من ضمنهم بعض الصينيين وحاملو جنسيات من دول أخرى.
وفي السياق، أقر بعض الضباط بأنهم يعجزون عن مراقبة المناجم غير القانونية لكثرة مواقعها وتغير أماكنها باستمرار، كما أكدوا أن بعض الحوادث الأخيرة أودت بحياة مراهقين آخرين، أحدهم يبلغ 16 عاما فقط.
أطفال في أنفاق الموت
وفي ضواحي مدينة تشينغولا قتل 3 عمال في مطلع يوليو/تموز الماضي بينهم طفلان أحدهما يبلغ من العمر 14 عاما، والآخر 16.
وتقول جدة أحد القتلى إن الحفرة التي انهارت على العمال كانت مصدر الدخل الوحيد لحفيدها ولأطفال آخرين من التجمعات العشوائية المجاورة.
وأقرّ رجال أعمال محليون بأن وفيات التعدين غير القانوني كثيرة، وغالبا ما تسجل في المستشفيات على أنها حوادث سير أو ما شابه ذلك لتجنّب المساءلة القانونية.
وفي مستشفى نكانغا الشمالي، سجلت 116 وفاة في شهر يوليو/تموز وحده، منها 5 حالات فقط صنفت رسميا حوادث مناجم.
من جانبه، قال هابنغا كابيتي، الأمين العام لوزارة المناجم، إن تأمين أي منجم خاص يقع على عاتق صاحب الرخصة، وليس على الحكومة، وذلك يعني أنها تتملّص من كل المسؤوليات.
الاتجار بالبشر وعمالة الأطفال
أدخلت زامبيا تعديلات على قانون مكافحة الاتجار بالبشر عام 2022 لتجريم الاتجار العمالي، مع عقوبات تصل إلى السجن المؤبد، لكن تقرير وزارة الخارجية الأميركية لعام 2023 أكد ضعف تطبيق القانون، بل وضلوع بعض المسؤولين الأمنيين في شبكات الاتجار هذه.
وفي 27 يوليو/تموز الماضي، قادت التحقيقات إلى منزل في حي تشيومبالا، حيث وُجد 34 طفلا دون السن القانونية يعيشون هناك بعد استقدامهم للعمل في المناجم غير الشرعية.
وبعد يوم واحد، أعلنت الشرطة إنقاذ 38 طفلا من منجم سينسيلي، أعيد بعضهم إلى أسرهم في حين بقي آخرون لدى الشرطة.