عملية عسكرية نوعية تطيح بأكثر من 50 مسلحًا من حركة الشباب في الصومال
في خطوة جريئة ومؤثرة، أعلنت بعثة الاتحاد الأفريقي للدعم وتحقيق الاستقرار في الصومال (AUSSOM) عن نجاح عملية عسكرية مشتركة مع القوات المسلحة الصومالية، أسفرت عن مقتل أكثر من 50 مسلحًا من حركة الشباب المتشددة. العملية التي نُفذت في بلدة بريير، جنوب غرب العاصمة مقديشو، تأتي ضمن جهود حثيثة لتأمين المناطق المحيطة بالعاصمة وإضعاف قبضة الجماعة الإرهابية التابعة لتنظيم القاعدة.
استراتيجية محكمة وتنسيق عالي المستوى
وفقًا لبيان صادر عن بعثة الاتحاد الأفريقي، استهدفت العملية مواقع إستراتيجية لحركة الشباب في بلدة بريير بإقليم شبيلي السفلى. وقد نفذت القوات المشتركة هجومًا منسقًا استخدمت فيه ضربات جوية وهجوم بري مدعوم بقوات خاصة. هذه الاستراتيجية المحكمة أدت إلى تدمير معدات عسكرية ومخازن أسلحة تابعة للجماعة، إضافة إلى القضاء على عدد كبير من المسلحين.
الأمر اللافت للنظر هو عدم الإبلاغ عن أي خسائر في صفوف القوات الصومالية أو بعثة الاتحاد الأفريقي خلال هذه العملية، مما يعكس نجاح التخطيط والتنسيق بين الطرفين بشكل مثير للإعجاب.
بريير: قاعدة استراتيجية لحركة الشباب
تُعد بلدة بريير واحدة من المناطق الحيوية التي تستخدمها حركة الشباب كقاعدة لشن هجمات على الطرق الرئيسية المؤدية إلى مقديشو. هذا التهديد المستمر لأمن العاصمة يعيق حركة الإمدادات ويشكل تحديًا كبيرًا أمام الحكومة الفيدرالية.
تشهد المنطقة تصعيدًا في العمليات العسكرية منذ بدء هجوم شبيلي 2025، المعروف أيضًا باسم عملية رمضان، حيث تحاول حركة الشباب استعادة مناطق خسرتها خلال هجوم الحكومة الصومالية والاتحاد الأفريقي في عام 2022.
التزام مستمر بمكافحة الإرهاب
تأتي هذه العملية بعد سلسلة من الهجمات المتكررة لحركة الشباب، بما في ذلك محاولة اغتيال الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود وهجوم بقذائف الهاون على مجمع هالاني بالقرب من مطار عدن عدي الدولي. تُظهر العملية الأخيرة التزام الحكومة الصومالية وبعثة الاتحاد الأفريقي بمواصلة الضغط على الجماعة الإرهابية وعدم التراجع أمام تهديداتها.
مستقبل المواجهة مع حركة الشباب
حركة الشباب، التابعة لتنظيم القاعدة، تُعتبر واحدة من أخطر الجماعات الإرهابية في القرن الأفريقي. ومع استمرار العمليات العسكرية الناجحة مثل تلك التي شهدتها بلدة بريير، يبدو أن الحكومة الصومالية وشركاءها الدوليين مصممون على تقويض نفوذ الحركة واستعادة السيطرة الكاملة على الأراضي الوطنية.
التوقعات المستقبلية تشير إلى إمكانية تحقيق مزيد من النجاحات إذا ما استمرت الجهود العسكرية والدبلوماسية بنفس الوتيرة والحزم. يبقى الأمل معقودًا على قدرة القوات المشتركة على تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة ودحر الإرهاب بكل أشكاله.