شهدت محافظة حمص السورية، الأربعاء، حادثة دامية أسفرت عن مقتل ثلاثة شبان في قرية “عناز” بمنطقة وادي النصارى، بعد أن أطلق عليهم النار مجهولون، في واقعة أثارت صدمة واسعة بين الأهالي وتنديداً رسمياً.
وأعلن قائد الأمن الداخلي في حمص، اللواء مرهف النعسان، أن الضحايا قضوا على الفور نتيجة تعرضهم لوابل من الرصاص، واصفاً الحادثة بأنها “جريمة نكراء تستهدف أمن المجتمع واستقراره”.
وأكد أن الأجهزة الأمنية باشرت على الفور تطويق المنطقة وفتح تحقيق موسع لتحديد هوية المنفذين ودوافعهم.
أوضح اللواء النعسان أن الهدف من هذا “العمل الإجرامي” يتجاوز مجرد استهداف أفراد بعينهم، بل يسعى ـ بحسب تعبيره ـ إلى “إثارة الرعب وزعزعة الأمن في المنطقة”، وربما التأثير على أجواء العملية الانتخابية الجارية لمجلس الشعب. وأضاف أن السلطات لن تسمح لأي جهة “بتقويض الاستقرار عبر اللجوء إلى العنف أو محاولات بث الفوضى”.
موقف رسمي ودعوات للتهدئة
وفي بيان مقتضب، دعا قائد الأمن الداخلي المواطنين إلى التحلي بالهدوء وعدم الانجرار وراء الشائعات التي قد تثار عقب الحادثة، مؤكداً أن التحقيقات تسير بخطوات دقيقة لضمان كشف ملابساتها كاملة، مع التعهد بتقديم كل من يثبت تورطه إلى القضاء لينال العقاب المناسب.
محلياً، أثار الخبر حالة من القلق بين سكان وادي النصارى، الذين اعتبروا الحادثة تطوراً خطيراً وغير مسبوق في المنطقة المعروفة بهدوئها النسبي.
وطالب بعض الأهالي بزيادة الدوريات الأمنية وتشديد الرقابة، خصوصاً مع تكرار حوادث متفرقة في مناطق ريف حمص خلال الأشهر الماضية.
المنفذون مجهولون
ورغم غياب المعلومات حول هوية المنفذين أو انتماءاتهم، يرى مراقبون أن السلطات السورية تحاول توجيه رسائل سياسية وأمنية بأن “الوضع تحت السيطرة”، وأن مثل هذه الحوادث لن تتحول إلى نمط متكرر. لكنهم في الوقت نفسه يشيرون إلى أن استمرار الاضطرابات الأمنية في بعض المناطق يعكس حجم التحديات التي تواجهها الدولة في تثبيت الاستقرار.