وقع حادث إطلاق نار جماعي مروع خلال احتفالات عيد الأنوار “Hanukkah” في شاطئ بوندي بسيدني، أستراليا، يوم الأحد، أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 10 أشخاص وإصابة 11 آخرين، وفقًا للسلطات الأسترالية. وقد أثار هذا إطلاق النار في بوندي صدمة واسعة النطاق، وتزامن مع تصاعد المخاوف بشأن معاداة السامية في أستراليا وحول العالم. وتجري حاليًا تحقيقات مكثفة لتحديد دوافع الجريمة وملابساتها.

أكدت شرطة ولاية نيو ساوث ويلز عبر منصة “X” (تويتر سابقًا) مقتل عشرة أشخاص في الحادث، بينهم أحد المشتبه بهما. فيما لا يزال المشتبه به الثاني في حالة حرجة. وقد أصيب في الحادث أيضًا ما لا يقل عن 11 شخصًا، من بينهم ضابطا شرطة.

تفاصيل إطلاق النار في بوندي وتداعياته

كان الاحتفال السنوي بعيد الأنوار، المعروف باسم “Chanukah By The Sea”، مقررًا في الساعة الخامسة مساءً بالتوقيت المحلي للاحتفال باليوم الأول من العيد بإضاءة الشمعة الأولى في المنورة. شهدت المنطقة تجمعًا كبيرًا من أفراد الجالية اليهودية للاحتفال بهذه المناسبة الدينية الهامة.

وفقًا للتقارير الأولية، بدأ إطلاق النار بشكل مفاجئ، مما أدى إلى حالة من الذعر والفوضى بين الحاضرين. هرع أفراد الشرطة وفرق الإسعاف إلى مكان الحادث، وقاموا بتقديم المساعدة للمصابين ونقلهم إلى المستشفيات القريبة.

ردود الفعل الدولية

أعرب الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتزوغ عن تعازيه في حادث إطلاق النار، مؤكدًا تضامن إسرائيل مع الجالية اليهودية في أستراليا. وقال هرتزوغ خلال كلمة له في القدس: “في هذه اللحظات، تعرض أشقاؤنا وأخواتنا في سيدني، أستراليا، لهجوم من قبل إرهابيين خسيسين في هجوم قاسٍ على اليهود الذين ذهبوا لإضاءة الشمعة الأولى من عيد الأنوار في شاطئ بوندي”.

وأضاف الرئيس الإسرائيلي أن قلوب الإسرائيليين تنزف ألمًا، وأنهم يدعون من أجل شفاء الجرحى وراحة أرواح الضحايا. كما دعا الحكومة الأسترالية إلى “اتخاذ إجراءات ومكافحة الموجة الهائلة من معاداة السامية التي تضرب المجتمع الأسترالي”.

تصاعد معاداة السامية في أستراليا

يأتي هذا الحادث في ظل تصاعد القلق بشأن معاداة السامية في أستراليا، حيث سجلت الجالية اليهودية زيادة ملحوظة في حوادث التمييز والكراهية في الأشهر الأخيرة. وقد أعرب قادة الجالية عن مخاوفهم المتزايدة بشأن الأمن والسلام، مطالبين باتخاذ إجراءات أكثر صرامة لمكافحة هذه الظاهرة.

وقد أشارت تقارير حديثة إلى أن التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط قد ساهمت في زيادة المشاعر المعادية للسامية في أستراليا. إضافة إلى ذلك، ساهم انتشار المعلومات المضللة والكاذبة عبر الإنترنت في تأجيج هذه المشاعر.

وفي سياق متصل، ذكرت وسائل الإعلام الأسترالية أن هناك هجمات مماثلة استهدفت معابد يهودية ومطاعم إسرائيلية في أستراليا في وقت سابق. وقد أثارت هذه الهجمات غضبًا واستنكارًا واسع النطاق، ودعوات إلى تحقيق شامل في ملابساتها.

التحقيقات مستمرة: تعمل الشرطة الأسترالية على جمع الأدلة وتحليلها لتحديد هوية جميع المتورطين في الحادث، وتحديد دوافعهم. وقد تم إغلاق شاطئ بوندي والمناطق المحيطة به، وتكثيف الإجراءات الأمنية في جميع أنحاء المدينة.

تأثير على المجتمع: أثار هذا الحادث صدمة وحزنًا عميقين في المجتمع الأسترالي، وأثار تساؤلات حول الأمن والسلام في البلاد. وقد عبر العديد من الأستراليين عن تعازيهم للجالية اليهودية، وتضامنهم معها في هذا الوقت العصيب.

الوضع الأمني: على الرغم من أن السلطات الأسترالية تؤكد أن الحادث لا يشكل تهديدًا عامًا للأمن، إلا أنها اتخذت إجراءات إضافية لتعزيز الأمن في الأماكن العامة والمواقع الدينية. وتدعو الشرطة المواطنين إلى الإبلاغ عن أي نشاط مشبوه.

من المتوقع أن تستمر التحقيقات في هذا الحادث لعدة أيام أو أسابيع. وستركز الشرطة على فحص سجلات المشتبه بهم، وإجراء مقابلات مع الشهود، وتحليل الأدلة الجنائية. كما ستعمل على تحديد ما إذا كان هناك أي صلة بين هذا الحادث والهجمات الأخرى التي استهدفت الجالية اليهودية في أستراليا.

في الوقت الحالي، لا تزال هناك العديد من الأسئلة دون إجابة، بما في ذلك دوافع الجريمة، وهوية جميع المتورطين، وما إذا كان هناك أي تهديدات أخرى وشيكة. وسيتابع المجتمع الأسترالي عن كثب تطورات هذا التحقيق، ويتوقعون محاسبة الجناة.

شاركها.