كشفت تجربة حديثة عن محدودية قدرات نماذج الذكاء الاصطناعي، وعلى رأسها “شات جي بي تي”، في بناء ونشر موقع ويب كامل بشكل مستقل خلال يوم واحد. على الرغم من التقدم الملحوظ في مجال الذكاء الاصطناعي، إلا أن النماذج الصينية أظهرت تفوقًا ملحوظًا في هذه المهمة، وفقًا لتقرير نشرة “إيه آي رياليست” (AI Realist) البريدية. هذه النتائج تثير تساؤلات حول مستقبل بناء المواقع بالذكاء الاصطناعي وقدرة الأدوات الحالية على تلبية احتياجات السوق.
أجريت التجربة بقيادة ماريا سوخاريفا وأولجا شاتلين، وتهدف إلى تقييم قدرة أدوات الذكاء الاصطناعي المختلفة على إنشاء موقع ويب وظيفي وكامل دون أي تدخل بشري خلال 24 ساعة. تم اختيار مجموعة من الأدوات الرائدة للمشاركة في التجربة، بما في ذلك نماذج أمريكية وصينية، مع التركيز على تقييم أدائها في توليد التعليمات البرمجية، وإنشاء المحتوى، وتصميم الواجهات.
تقييم أداء نماذج الذكاء الاصطناعي في بناء المواقع
شملت التجربة تقييم أداء نماذج “شات جي بي تي” و”كلود” و”جيميناي” من الشركات الأمريكية، بالإضافة إلى نماذج “ميني ماكس” (MiniMax) و”كيمي كيه 2″ (Kimi k2) مفتوحة المصدر من الصين. أظهرت النتائج اختلافات كبيرة في قدرات كل نموذج على إنجاز المهمة المطلوبة.
نتائج التجربة مع النماذج الأمريكية
أظهر نموذج “كلود” قدرة على إنشاء موقع ويب بسيط يعتمد على لغة “إتش تي إم إل” (HTML)، ولكنه واجه صعوبة في توليد الصور أو إضافة عناصر مرئية أخرى. بينما تمكن “جيميناي” من إنتاج تصميم موقع ويب أنيق، إلا أنه افتقر إلى العناصر التفاعلية، مما جعله أقرب إلى صورة ثابتة منه إلى موقع ويب وظيفي. أما “شات جي بي تي”، فقد أنتج موقعًا بسيطًا للغاية يشبه صفحة واحدة في موسوعة، مما يتطلب تعديلات كبيرة لجعله قابلاً للاستخدام.
تفوق النماذج الصينية مفتوحة المصدر
في المقابل، أظهرت النماذج الصينية “كيمي 2″ و”ميني ماكس” أداءً أفضل بكثير. تمكن كلا النموذجين من إنشاء مواقع ويب كبيرة وفعالة، تتضمن صورًا تفاعلية وأجزاء لجمع البيانات. هذا التفوق يعزى إلى تركيز هذه النماذج على توفير حلول متكاملة تتجاوز مجرد توليد التعليمات البرمجية، وتشمل تصميم الواجهات وتطوير الوظائف التفاعلية.
ومع ذلك، تؤكد النشرة البريدية أن هذه النتائج لا تعني أن “شات جي بي تي” غير قادر على توليد المواقع بشكل كامل، بل يتطلب الأمر بعض الخبرة والمهارات البرمجية الإضافية لتحسين الناتج النهائي وجعله موقعًا ويب عصريًا وفعالًا. تطوير الويب باستخدام الذكاء الاصطناعي لا يزال يتطلب تدخلًا بشريًا لضمان الجودة والكفاءة.
بالإضافة إلى ذلك، تشير التقارير إلى أن الذكاء الاصطناعي التوليدي يواجه تحديات في فهم السياق وتلبية المتطلبات المحددة للمستخدمين، مما يتطلب تدخلًا بشريًا لضمان دقة وملاءمة المحتوى والتصميم. تصميم المواقع باستخدام هذه الأدوات يتطلب فهمًا جيدًا لقدرات وقيود كل نموذج.
من الجدير بالذكر أن هذه التجربة أجريت في ظل ظروف محددة، وقد تختلف النتائج باختلاف المتطلبات والموارد المتاحة. ومع ذلك، فإنها تسلط الضوء على التحديات التي تواجه تطوير أدوات الذكاء الاصطناعي القادرة على إنشاء مواقع ويب كاملة بشكل مستقل.
من المتوقع أن تشهد السنوات القادمة تطورات كبيرة في مجال الذكاء الاصطناعي، مما قد يؤدي إلى تحسين قدرات هذه الأدوات على بناء المواقع. ومع ذلك، لا يزال من غير الواضح متى ستتمكن أدوات الذكاء الاصطناعي من إنشاء مواقع ويب كاملة وظيفية دون أي تدخل بشري. سيستمر التركيز على تطوير نماذج أكثر ذكاءً وقدرة على فهم السياق وتلبية احتياجات المستخدمين، مع الأخذ في الاعتبار أهمية الجودة والكفاءة والأمان.






