في عام 2025، لم يكن نجاح باد باني مجرد حدث موسيقي عابر، بل أصبح قصة ملهمة تجمع بين الإبداع الفني والهوية الثقافية. في مقابلة الغلاف لبيلبورد عربية – باد باني، يفتح الفنان قلبه حول رحلته الفنية، ويكشف كيف تمكن من الجمع بين موسيقى البلينا التقليدية، السالسا، والريغيتون المعاصر في ألبومه الجديد DeBí TiRAR MáS FOToS، مع التأكيد على أهمية وضع بورتوريكو أولاً في كل خطوة، سواء على مستوى الإنتاج الموسيقي أو المبادرات الاجتماعية المصاحبة.
“Baile Inolvidable” – التعاون بين الخبرة والشباب
بدأت رحلة الألبوم قبل أكثر من عامين، حين كتب باني سطرًا واحدًا لأغنية ستصبح لاحقًا “Baile Inolvidable”، بعيدًا عن موطنه، ربما في لوس أنجلوس أو نيويورك. الأغنية بدأت كلحن إلكتروني أرسله أحد المنتجين، ومع الكلمات الأولى “I thought I’d grow old with you”، أدرك باد باني أنه يريد تحويلها إلى سالسا نابضة بالحياة.
بعد فترة من التفكير والتخطيط، التقى باد باني بالفنان الشاب بيغ جاي، الذي لم يسبق له العمل على إنتاج ضخم، لكنه أظهر موهبة كبيرة في السالسا. جلس الاثنان لساعات متواصلة، ليصمما الأغنية من بدايتها حتى نهايتها، مجسدين الإيقاعات، النفخيات، والأبواق بطريقة مبتكرة. كما يقول بيغ جاي:
“جلسنا جنبًا إلى جنب لساعة متواصلة بلا توقف، وأنجزنا الأغنية من بدايتها لنهايتها على جهازي. قال لي: ‘اليوم، 28 أغسطس، صنعتُ أغنية عالمية مع بيغ جاي.’”
الأغنية لم تكن مجرد عمل فني، بل خطوة أولى في الألبوم DeBí TiRAR MáS FOToS، الذي دمج بين البلينا التقليدية، السالسا، والريغيتون المعاصر. الألبوم أصبح فيما بعد واحدًا من أكثر الأعمال الموسيقية تأثيرًا على مستوى اللاتين، حيث تصدر Billboard 200 لأربعة أسابيع غير متتالية، مع تسجيل الأغنية الرئيسية “DtMF” رقماً قياسياً بـ 31 أسبوعًا في المركز الأول على Hot Latin Songs، ثالث أطول مدة في التاريخ بعد “Despacito” و”Bailando”.
موسيقى حية ومواهب محلية
تميز الألبوم بالاعتماد على العزف الحي بنسبة 95%، مستفيدًا من مئات الموسيقيين المحليين، لكنه فضّل تسليط الضوء على الفرق الشابة والأقل شهرة، مثل Los Pleneros de la Cresta وChuwi وLos Sobrinos. كما استمر في التعاون مع مواهب قديمة مثل MAG من نيويورك، الذي عمل على أغنية “NUEVAYoL” المقتبسة من تجربة البورتوريكيين في نيويورك، ما منح الألبوم بعدًا تاريخيًا وثقافيًا مميزًا.
إقامة موسيقية ضخمة في بورتوريكو
قبل إصدار الألبوم، قرر باني وفريقه إقامة تجربة موسيقية فريدة على أرض الجزيرة. بدأت الفكرة بتنسيق مع Move Concerts وLegends Global لتنظيم إقامة موسيقية (Residency) شاملة. تم تصميم باقات VIP للسياح بالتعاون مع Vibee، بينما كانت التواريخ التسعة الأولى مخصصة فقط لسكان بورتوريكو.
أبرز ملامح العرض:
- المجسم الجبلي الضخم الذي استغرق بناءه ثلاثة أشهر وإعادة تركيبه عشرة أيام داخل Coliseo.
- تذاكر بأسعار معقولة من 35 إلى 250 دولارًا، لضمان حضور أكبر عدد من السكان.
- بيع 460 ألف تذكرة عبر 30 تاريخًا، وحضور أكثر من ربع مليون زائر خصيصًا لحضور الحفلات، مع مردود اقتصادي قدره حوالي 500 مليون دولار.
كما تم بث الحفل رقم 31 No Me Quiero Ir de Aqúi: Una Más على Amazon Music، محققًا أرقام مشاهدة قياسية، مع إطلاق شراكة لدعم التنمية الاقتصادية والتعليمية والزراعية في الجزيرة.
التأثير الاجتماعي والثقافي
ألبوم DeBí TiRAR MáS FOToS لم يكن مجرد موسيقى، بل أداة اجتماعية:
- دعم التعليم ومبادرات STEM.
- تمكين الفنانين الشباب وإتاحة فرص جديدة للإبداع.
- تعزيز الهوية الثقافية البورتوريكية على المستوى العالمي.
كما أكد باني:
“أريد أن أكون واضحًا أنني بورتوريكي، ولهذا أقدّم الموسيقى التي أقدّمها. هذا الألبوم مكرّس لبورتو ريكو.”
النجاح العالمي وعرض السوبر بول
بحلول سبتمبر 2025، أعلن باد باني أنه سيكون النجم الرئيسي في Super Bowl، مؤكداً مكانته كرمز عالمي. كما قال:
“الحماس الذي أشعر به، أكثر مما هو لنفسي، هو لكل أولئك الذين ركضوا أميالًا لا تُحصى كي أسجّل أنا هذه التسديدة… لشعبي، لثقافتنا، ولتاريخنا.”
في الختام
نجاح باد باني في 2025 ليس مجرد أرقام أو مبيعات، بل قصة نجاح متكاملة تجمع بين الفن، الثقافة، والمبادرات الاجتماعية. ألبومه DeBí TiRAR MáS FOToS يثبت أن الفنان يمكن أن يكون صوتًا لوطنه ويترك أثرًا عالميًا في الوقت نفسه، مقدمًا نموذجًا فريدًا للفن الذي يخدم المجتمع والهوية الثقافية.





