قالت صحيفة هآرتس إن كل لحظات الأمل التي حفلت بها الأشهر الستة الماضية من جولات التفاوض بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإسرائيل تحطمت، الواحدة تلو الأخرى.
وأضافت، في تقرير نشر أمس الأربعاء، أنه في حين عرقلت حماس المفاوضات -على حد زعم الصحيفة- فإن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قضى على التقدم الذي أحرزته المحادثات مرارا وتكرارا، لا سيما عندما وصلت مراحلها الحاسمة.
اقرأ أيضا
list of 2 items
لوفيغارو: هكذا أخفى البيت الأبيض حقيقة حالة بايدن الصحية
لوبوان: ماكرون من طفل مدلل لرئيس لم يعد يعرف ماذا يفعل
end of list
وذكرت أن نتنياهو أبدى تعنتا ومماطلات خلال جولات التفاوض، معربا عن اعتقاده بأن اتفاقا لتبادل الأسرى سيفضي -على الأرجح- إلى انهيار حكومته، “وهو ما يسعى إلى تجنبه بأي ثمن”، على حد تعبير الصحفي مايكل هاوزر توف، في تقريره.
وكشف مسؤولون عسكريون للصحيفة، أن رئيس الوزراء اعتمد في محاولته عرقلة المفاوضات، على معلومات استخبارية سرية و”تلاعب” بالبيانات الحساسة”، وهكذا أحبط نتنياهو “بشكل منهجي” المفاوضات الرامية إلى إطلاق سراح الأسرى.
واستعرضت هآرتس، في تسلسل زمني، أبرز المحطات التي مرت بها المفاوضات منذ يناير/كانون الثاني وحتى يوليو/تموز الحالي، وفيما يلي موجز لها:
17 يناير/كانون الثاني: الاستعدادات لقمة باريس الأولى
بدأت إسرائيل تستعد للتفاوض على اتفاق جديد وذلك بعد حوالي 6 أسابيع من الصفقة التي أسفرت عن إطلاق سراح 125 أسيرا. وكانت إستراتيجية فريق التفاوض -التي حظيت بموافقة حكومة الحرب المصغرة- ترتكز، في جوهرها، على الامتناع عن مناقشة عدد السجناء الفلسطينيين الذين سيُفرج عنهم مقابل كل أسير إسرائيلي.
وفي 17 يناير/كانون الثاني، اجتمعت حكومة الحرب المصغرة لمناقشة الصفقة، ونطاق التفويض الممنوح لفريق التفاوض الإسرائيلي؛ والقضايا التي يحق لرئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي (موساد) ديفيد برنيع التداول بشأنها في قمة باريس المقبلة والنقاط المسموح له بالتنازل عنها. لكن نتنياهو أبدى تشددا، وألغى القرار الذي اتُخذ في الاجتماع.
24 يناير/كانون الثاني: تأجيل قمة باريس الأولى
ماطل نتنياهو في منح رئيس الموساد تفويضا، مما تسبب في تأخير انعقاد قمة باريس الأولى، وعرّضه لانتقادات حادة داخلية وخارجية.
28- 31 يناير/كانون الثاني: قمة باريس الأولى
في هذه المرحلة، التقى رئيس الموساد برنيع بالوسطاء في باريس للمرة الأولى، ووصف التقدم المحرز بأنه مهم. وما إن عاد برنيع إلى إسرائيل، حتى أصدر نتنياهو 5 بيانات صحفية ادعى فيها أن الهوة ما تزال قائمة بين الجانبين.
السادس من فبراير/شباط: حماس ترد
حاول رئيس جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (شاباك)، رونين بار، المضي قدما في التوصل إلى اتفاق إنساني مستفيدا من الحاجة الملحة للمساعدات الإنسانية في قطاع غزة، غير أن نتنياهو تبنى إستراتيجية جديدة بسماحه لفريق التفاوض بإجراء محادثات مع الوسطاء دون إظهار مواقفهم أو تقديم مقترحات، والاكتفاء بالاستماع فقط.
13 فبراير/شباط: قمة القاهرة
تواصلت المحادثات بشأن التوصل لاتفاق، فيما كان نتنياهو يدرس إمكانية إيفاد مندوبين عنه إلى القاهرة. في النهاية، وافق نتنياهو على إرسال الوفد المفاوض إلى القاهرة بعد أن ضم إليه مستشاره الشخصي أوفير فولك الذي لم يكن أصلا من أعضاء الفريق.
23 فبراير/شباط: قمة باريس الثانية
بينما كانت قمة باريس الثانية على وشك الانعقاد في هذا اليوم، اكتشف مندوب الجيش الإسرائيلي في المفاوضات اللواء احتياط نيتسان ألون، وهو في طريقه إلى مطار بن غوريون، أن نتنياهو تحدث إلى رئيس الموساد وأبلغه بتقييد التفويض الممنوح له بشكل كبير. وفكر ألون بعدها في إلغاء رحلته، لكنه قرر في النهاية السفر إلى باريس.
16 مارس/آذار: مفاوضات قطر مستمرة
بعد فشل قمة باريس الثانية، وما أعقبها من فترة جمود، طلب أعضاء حكومة الحرب المصغرة وكبار المسؤولين العسكريين من نتنياهو تفويض فريق التفاوض باستئناف المحادثات، إلا أنه لم يستجب لطلبهم ولم يدعُ الحكومة للانعقاد.
وانتقد ألون بشدة نتنياهو على تقليصه التفويض الممنوح لهم. وفي رده على هذا الانتقاد، زعم رئيس الوزراء أنه يدير سياسة تقوم على “الأخذ والعطاء” وليس “الأخذ فقط”.
الثامن من أبريل/نيسان: الصفقة المؤقتة والتوغل في رفح
مارس الوسطاء، أوائل أبريل/نيسان، ضغوطا كبيرة على إسرائيل للدفع نحو اتفاق مؤقت للإفراج عن ما يصل إلى 33 أسيرا. وفي ذلك الوقت، كانت إسرائيل وحماس على أقرب ما يكونان من الاتفاق على إبرام صفقة. وأعلن الجيش الإسرائيلي، في تلك الأثناء، عن اكتمال عملية خان يونس وانسحاب قواته بالكامل من المنطقة.
وفي وقت لاحق، أصدر نتنياهو بيانا قال فيه إن النصر الكامل على حماس يتطلب دخول مدينة رفح جنوبي قطاع غزة. وامتنع بعدها عن عقد اجتماعات لحكومة الحرب المصغرة، رغم التقدم الكبير في المحادثات مع حركة حماس.
11 أبريل/نيسان: تحقيق تلفزيوني
في مقابلة مع البرنامج الاستقصائي “عوفدا”، قال أحد كبار أعضاء فريق التفاوض الإسرائيلي إن نتنياهو درج على تجاوز حكومة الحرب بعد أن وافقت على تفويض الفرق، ويمنعهم من القيام بمهامهم.
25 أبريل/نيسان: نتنياهو يسرب معلومات سرية
أطلع نتنياهو وزير ماليته بتسلئيل سموتريتش على معلومة صنفتها حكومة الحرب المصغرة في اجتماعها، هذا اليوم، بأنها حساسة، لأنها تتعلق بالحد الأدنى لأعداد الأسرى الذي تقبل به إسرائيل. ومع أن سموتريتش لم يكن عضوا في حكومة الحرب، إلا أنه سرَّب المعلومة بشكل غير دقيق للوزراء ووسائل الإعلام.
26 أبريل/نيسان: تراجع من وراء ظهر مجلس الوزراء
بعد عدة ساعات من اجتماع مجلس الحرب، اتصل نتنياهو بفريق التفاوض دون علم أعضاء مجلس الوزراء الآخرين، وتراجع عن الاتفاقات التي تم التوصل إليها.
الرابع من مايو/آذار: إعلان “مسؤول دبلوماسي رفيع المستوى”
توقعت أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية أن رد حماس على الصفقة المطروحة على الطاولة سيكون إيجابيا. وخلال اجتماع حكومة الحرب في الثاني من مايو/أيار، فاجأ نتنياهو الحضور مقترحا إصدار أمر فوري للجيش بدخول رفح. لكن الاقتراح لم ير النور بعد أن عارضه الجميع.
وفي يوم السبت الرابع من مايو/أيار، أصدر نتنياهو بيانا يزعم فيه أن “إسرائيل لن توافق تحت أي ظرف من الظروف على إنهاء الحرب كجزء من صفقة تتضمن إطلاق سراح الأسرى”، وأن الجيش سيدخل رفح ويدمر كتائب حماس هناك.
الأول من يونيو/حزيران: خطاب بايدن
في هذا اليوم، قدم الرئيس الأميركي جو بايدن – في خطاب عام- إطار عمل يهدف إلى التوصل لاتفاق بشأن تبادل الأسرى. وهذا هو نفس الاقتراح الذي تتم مناقشته تلك الأيام. وبعدها مباشرة، أطلق نتنياهو عدة تصريحات قال في أحدها إن “شروط إسرائيل لإنهاء الحرب لم تتغير، وهي تشمل تدمير القدرات العسكرية والحكومية. ولن يكون هناك وقف لإطلاق النار إذا لم يتم استيفاء هذه الشروط”.
الثالث من يونيو/حزيران: محادثات حول إطار الصفقة
عقدت لجنة الخارجية والدفاع في البرلمان (كنيست) مناقشة سرية، وبعدها سرّب نتنياهو ما قاله في الجلسة من أنه لا يوافق على إنهاء الحرب ضمن الإطار الذي قدمه الرئيس بايدن. وأثار ذلك حفيظة أعضاء حكومة الحرب، من نتنياهو لإجهاضه المحادثات التي كانت قد استؤنفت للتو بعد طريق مسدود طويل.
23 يونيو/حزيران: الصفقة لا تزال مطروحة على الطاولة
في خطاب ألقاه في الكنيست، قال نتنياهو إنه “مستعد للتوصل إلى اتفاق يعيد بعض الأسرى”، لكنه “ملتزم بمواصلة الحرب”.
الثاني من يوليو/تموز: تطورات إيجابية
في هذا اليوم، رأت إسرائيل تطورات إيجابية تجاه التوصل إلى اتفاق مع حماس، لكن نظرا للحساسية، فإن نتنياهو وفريق التفاوض فقط هم من علموا بذلك.
ورغم أن أعضاء حكومة الحرب لم يتم إطلاعهم على تلك التطورات، فإن الوزير سموتريتش خرج في خطاب قائلا إنه “لن يتفاجأ إذا رد السنوار فجأة بالإيجاب على العرض الذي تلقاه، لأنه يشعر بالذعر ويدرك أننا قريبون من النصر”.
الرابع من يوليو/تموز: حماس تجيب
تلقت إسرائيل رد حماس على الإطار الذي قدمه بايدن، ووصفته فرق التفاوض الإسرائيلية بأنه “أفضل إجابة تتلقاها” من حركة المقاومة الفلسطينية منذ بدء المفاوضات.
ومع ذلك، فقد صدر رد من مكتب رئيس الوزراء منسوبا لــ”مسؤول أمني كبير” جاء فيه أن “حماس لا تزال تصر على بند أساسي في الإطار، وهناك المزيد من الثغرات التي لم يتم سدها، وستواصل إسرائيل المفاوضات ومواصلة الضغط العسكري” في نفس الوقت.
السابع من يوليو/تموز: بيان عن الخلافات
على الرغم من أن هذه أيام حاسمة في المفاوضات، فإن مكتب نتنياهو أصدر بيانا (لأول مرة باسم رئيس الوزراء) يشرح فيه بالتفصيل الخلافات المتبقية بين إسرائيل وحماس. كما يؤكد البيان على مطالب إسرائيل.
وينظر الكثيرون في فرق التفاوض، وكذلك في الساحة السياسية، إلى الرسالة على أنها اعتراف بأن نتنياهو غير مكترث بإبرام صفقة لإعادة الرهائن الإسرائيليين من أسر حماس.